همتك نعدل الكفة
998   مشاهدة  

تكبير الإسكندرية بين التغير المجتمعي ورأي الطب النفسي

تكبير الإسكندرية


في عام 2009 يوم مباراة منتخب مصر والجزائر المؤهل لكأس العالم 2010 كانت المرة الأولى التي أسمع بها أصوات التكبير من شرفات شارعنا بأكملها، ولحق أصوات التكبير الهتاف باسم مصر ودعاء لعماد متعب لاعب المنتخب المصري والنادي الأهلي حينها صاحب الهدف، والمرة الثانية التي سمعت فيها أصوات التكبير في شوارع مصر- يهتف بها جميع المصريين وليست فئة سياسية بعينها- كانت يوم تنحي الرئيس السابق محمد حسني مبارك.

اقرأ أيضًا
كورونا في مصر وخبر تأشيرة الكويت الكاذب “السخرية لا تقتل الفيروس أحيانًا”

المصريين عادة ما يستخدمون التكبير كشكل من أشكال الشكر لله والتعبير عن النصر، ولكن أمس خرج المصريون في محافظة الإسكندرية يكبرون في الشوارع في مشهد سريالي للغاية وغير مفهوم، ورغم التحدث عن أسباب سياسية تقف وراء هذا الفعل الذي يبدو في ظاهره مبارك، إلا أن هناك أسباب ودوافع نفسية دفعت أشخاص لا ينتمون للفصيل السياسي صاحب الدعوة إلى الانضمام للمسيرات.

اقرأ أيضًا
شائعات كورونا تاريخيًا “حقيقة سالوقيه وطبائع البلدان لـ موفق الدين البغدادي”

وتعتبر السخرية وخفة الظل هما كلمة السر وراء تخطي المصريون للأزمات والكوارث التي مرت عليهم عبر العصور، وفي كل أزمة يصنع لها المصريون (نكتة وأغنية) ولذلك لم اشعر بالراحة لخروج الناس أمس يكبرون في الشرفات والشوارع، فلماذا لم يختار المصرين سلاحهم الفني في هذه الأزمة؟ لماذا غنى الغرب في الشرفات لتحسين صحتهم النفسية وبث طاقة إيجابية ونحن اخترنا تكبيرات العيد؟ هل يعتبر الأشخاص الذين بادروا بالتكبير أن ظهور وباء عالمي يحصد أرواح المواطنين حول العالم يستحق “تكبيرات العيد”؟ أم أن المكبرين يستنجدون بالله؟ هل تكبير أمس كان حقًا رسالة إلى الله أم رسالة على الدولة؟

رأي الطب النفسي في مسيرات الإسكندرية ضد فيروس كورونا

دكتور نيهال زين
دكتور نيهال زين

علقت دكتور نهال زين «أخصائية الطب النفسي وعلاج الإدمان وعضوة الجمعية الأمريكية للطب النفسي» على ما حدث في مسيرات الإسكندرية، بأن هناك ثلاثة طرق يسلكها الشخص لتلبية احتياجاته بشكل عام، ومن بينها احتياجه للشعور بالأمان:
1- أن يلبي احتياجاته بنفسه “يطمئن نفسه”
2- أنا يلبي احتياجاته عن طريق الآخرين “التواصل مع الآخرين وتبادل الدعم”.
3- التواصل مع الله “الطقوس الروحانية”.

فإذا قمنا بتحليل الأمر، فإن الدافع الأول الذي كان عند المشاركين في التكبير من الشرفات كان محاولة تلبية الاحتياج للشعور بالأمان من خلال التواصل مع الآخرين في ممارسة روحانية بالدعاء لله بهدف إثلاج القلوب والشعور بالطمأنينة، لكن ما حدث بعد ذلك من النزول في مسيرات، والتعرض لخطر العدوى بسبب الوجود في تجمعات قد يكون تفسيره هو تأثير القلق على القشرة المخية للفص الجَبهي. القلق الشديد يعطّل وظيفة الفص الجبهي المسؤول عن القدرة على الحُكم على الأمور بشكل منطقي وعقلاني والقدرة على اتخاذ القرارات السليمة، مما يجعل المخاطرة بالانسياق والمشاركة في هذا النوع من المسيرات أمر وارد جدًا.

وبسؤالها عن سلوك الأشخاص حول العالم منذ بداية انتشار فيروس كوفيد-19 وتصرفهم بشكل غير واعي، مثل كسر حظر التجوال والمعاندة في الوجود في تجمعات، وكذلك الإفراط في شراء المواد الغذائية والمنظفات؟
قالت، هناك ما يعرف في علم النفس باسم (ضغط الأقران أو ضغط النظائر) وهو ما يعني أنه في حالة ما إن أحيط شخص ما بمجموعة تسلك مسلك بعينه غير صحيح فمن الممكن أن يسلك المسلك ذاته خوفًا من أن يكون هو المخطئ وليست المجموعة، ويعرف هذا أيضاً بـ سلوك القطيع(herd behavior) هو مصطلح يطلق على سلوك الأشخاص في الجماعة عندما يقومون بالتصرف بسلوك الجماعة التي ينتمون لها دون كثير من التفكير أو التخطيط. هذا المصطلح في الأساس يطلق على تصرف الحيوانات في القطيع أو السرب، وقد ظهر هذا بفجاجة في التهافت على شراء المنتجات الغذائية في أوروبا، رغم تصريح المسؤولين بأن هناك مواد غذائية تكفي لعدة أشهر، حيث أن هذا التهافت يظلم أشخاص أخرون لن يستطيعوا الحصول على الطعام.

وكيف نتجنب تكرار هذه الظواهر؟
توصي زين بالحد من نشر أي أخبار دون التدقيق في صحتها، وكذلك توعية كل شخص بمسؤوليته الفردية والاجتماعية ليكون مؤثر بشكل إيجابي في الحد من انتشار هذا الفيروس، ونصائحها للتكيف مع الشعور بالقلق عن طريق ممارسة تمارين الاسترخاء والتنفس العميق واليقظة الذهنية. الفيروس.

كيف نتجنب تكرار هذه الظواهر؟

إقرأ أيضا
نجيب الريحاني بصورة ملونة يعود نشرها لموقع "ديلي نيوز إيجيبت"
كورونا
كورونا

توصي زين بالحد من نشر أي أخبار دون التدقيق في صحتها، وكذلك توعية كل شخص بمسؤوليته الفردية والاجتماعية ليكون مؤثر بشكل إيجابي في الحد من انتشار هذا الفيروس، ونصائحها للتكيف مع الشعور بالقلق عن طريق ممارسة تمارين الاسترخاء والتنفس العميق واليقظة الذهنية، الفيروس.

لماذا استخدم المصريين التكبير بدلاً من غناء أوروبا ؟

مظاهرات الاسكندرية
مظاهرات الاسكندرية

من المحزن حقًا أنه في ظل هذه الكارثة التي نعيشها من تفشي فيروس كوفيد-19 المعروف إعلامًيا باسم كورونا، أن تكون أرواح المصريين غير هامة إلى هذا الحد، فهل فكر المكبرون في الشوارع أمس في كم الخطر الذي يعرضون أنفسهم والأخرين له؟ هل تخيلوا مع إن كان أحد المتواجدين في هذه المسيرات مصاب بالفعل، ما هو السيناريو المظلم الذي سنعيشه خلال الأيام القادمة لا قدر الله؟ فرغم محاولاتنا لتخفيف هذه الكارثة عن طريق السخرية والنكت على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن هذا الضحك يخفي خلفه رعب لا يحصى.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
5
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان