سيرة مفقودة.. عن الإمام الخامس عشر للأزهر الشيخ أحمد الدمهوجي

غفل المؤرخون ومدونو السير تاريخ الإمام الخامس عشر للأزهر رغم استقرار مصر الملحوظ وقتها بالإضافة إلى تقدم مصر وقتها لتكون على مصاف الدول الأوربية لمتقدمة، ويرجح سبب قصور تدوين حياة الشيخ إلى قصر المدة التي تولى فيها مشيخة الأزهر بعد وفاة الإمام الرابع عشر الشيخ محمد العروسي الشافعي .

مولده ونشأته

ولد الإمام الخامس عشر للأزهر الشريف الشيخ أحمد زيد علي بن أحمد الدمهوجي عام 1176 هـ بمدينة القاهرة، إلى أن نسبه يرجع إلى لقرية لمهرج التابعة من محافظة المنوفية، تلقى تعلمية في الأزهر الشريف، حيث درس النحو والصرف والعروض بالإضافة إلى العلوم الشرعية والعلوم العقلية من حساب وفلك وميقات على يد علماء عصره.

وورد في الأثر أن الشيخ محمد الدمهوجي  أثبت كفاءته العالية في تحصيل العلوم فطنًا وأظهر ذكاءًا باهرًا اعترف به معلموه، عمل بالتدريس في الأزهر الشريف وعُرف بين تلاميذه أنه زاهدًا في الدنيا منقطع للعبادة والتدريس، ولم يأخذ الشيخ حقه من الشهرة والذيوع رغم تلاميذه الكثيرين لانقطاعه للعبادة، وحبه في عدم الظهور وإلقاء الضوء على شخصه.

توليه مشيخة الأزهر 

بعد أن رحل الإمام الرابع عشر للأزهر الشيخ أحمد العروسي ظلت مشيخة الأزهر لفترة من الزمن بلا شخص يحمل أعبائها، إلا أن قرر والي مصر اجتماع مع مشايخ مصر والذين أجمعوا على تولي الشيخ أحمد الدمهوجي رئاسة المشيخة رغم تقدمه في العمر الأمر  عين الشيخين المهدي والأمير وكيلين للشيخ الدمهوجي واحتياجه لمن يساعده في القيام بمهام هذا المنصب.

مؤلفاته ووفاته 

كان الشيخ الدمهوجي ذو ثقافة وعلم غزير وواسع إلا أنه لم يترك أي مؤلفات لانشغاله بتدريس العلوم اللغوية والفقهية لطلابه في الجامع الأزهر، وهو المرجح إلا أن هناك رويات تقول أن له مؤلفات كثيرة لكن لكونه لم ينل حظه من الشهرة وتدوين سيرته وهو ما جعلت مؤلفاته غير معروفة .

إقرأ أيضا

ارتفاع جنوني لـ”سبوبة” الكتب الخارجية و مواطنون: لا توجد رقابة على الأسعار

وفي ليلو عيد الأضحى عام 1246هـ استيقظت المحروسة على نبأ وفاة الإمام الخامس عشر للأزهر الشريف الشيخ أحمد الدمهوجي الشافعي لجوار ربها، وشيعه طلابه عن عمر يناهز السبعين بعد أن ترك أثرًا علميًا وخلقيًا واسعًا وسيرة عطرة نبيلة نعرفه بها إلى الآن.