همتك نعدل الكفة
566   مشاهدة  

سيناريو تايه يا ولاد الحلال

سيناريو


جاء موسم الدراما الرمضاني الجديد في ظروف استثنائية، كان من الممكن أن يكون الأقوى ولكن مع الأسف ما حدث هو العكس تماما..

في العيد الثامن لثورة 23 يوليو عام 1952، اصطف المصريون على المقاهي واجتمعوا في أماكن تواجد الاختراع الجديد (التلفزيون)، ذلك الساحر الذي ظل لفترة ليست قصيرة من دلالات الثراء والوجاهة الاجتماعية، قبل أن يصبح فرداً من أفراد الأسرة.

كان مسلسل (هارب من الأيام) العمل الدرامي الأول الذي يتم عرضه عبر الشاشة الفضية، وهو من تأليف فيصل ندا و بطولة عبدالله غيث، توفيق الدقن، حسين رياض، مديحة سالم و إخراج نور الدمرداش, عمل درامي واحد كان لديه من القوة والإبهار ما يجعل الآلاف يجتمعوا من أجل مشاهدته، في زمن كان البائع السرّْيح يغني قصائد بلغة عربية فصيحة لأن (الست) غنتها، ومنذ لحظتها وانطلق (أسطوات) المهنة من الفنانين المخضرمين في دول الخليج والدول العربية لتشييد الكيانات الإبداعية من مسرح وتلفزيون وإذاعة وسينما، فأين ذهب هذا المناخ الإبداعي؟

موسم درامي متواضع للغاية، على الرغم من الإمكانات التي لا تُقارن بالماضي لكن منذ متى والنقود تسد فجوى الإبداع والتفكير؟، أسئلة عدة تطرح نفسها بقوة على الساحة باحثة عن إجابة حقيقية، منها على سبيل المثال أين ذهبت الأعمال الدرامية المأخوذة عن أعمال أدبية محترمة؟، من أسوأ عيوب الدراما ذات الثلاثين حلقة هو الإطالة دون داعي في كل حلقة، وفي تقديري أن هذا من أهم أسبابه هو عدم وجود قصة محكمة وتقسيم علمي للقصة، الكتابة فن وعلم معاً هناك قواعد يجب أن تراعى لكي يصبح العمل ناجحاً، بالطبع لو لديك من العبقرية على كسر تلك القواعد وإرساء غيرها فمرحباً بك في عالم الإبداع، الفن في المطلق سبق النقد والتصنيفات والمسميات، لكن هناك قاعدة وحيدة دونها لن يصبح للعمل أي قيمة تُذكر.. الإمتاع.

اقرأ أيضًا: اختيارات كتابنا لأفضل سيناريو في دراما رمضان 2020

الكثير من أشكال الإبداع التي أمتعت المصريين أعواماً اختفت تماماً، يحاول الكثير الاستمتاع بها عبر القنوات المعنية بإذاعة التراث المصري، كالسهرات التلفزيونية مثلا، مما يضحد الفكر القائل أن (الجماهير عايزة كدة)، لا يا عزيزي الجماهير متعطشة لعمل حقيقي، لعمل يعبر عن مشاعرهم الحقيقية ومشاكلهم الحقيقية ومعاناتهم الحقيقية. الكاتب أو المؤلف أو الروائي الحقيقي وحده القادر على التعبير عن هؤلاء، ذلك الجالس على المقهى لا لشئ سوى لكي يشاهد البشر ويكتب عنهم، الذي يتعمد أن يحشر نفسه وسط أتوبيس النقل العام ليشم رائحة الشقاء والألم، وليفك طلاسم الوجوه والتجاعيد والآهات المكتومة وسط الصخب والمشاحنات التي تشتعل في لحظة وتخمد في لحظة مشابهة، فمتى اقترب أي كاتب من كتاب الأعمال الدرامية هذا العام من الناس إلى هذا الحد؟

متى كانت آخر مرة شاهدت فيهم بشراً حقيقيين مثلنا، لا هم من ساكني القصور ولا هم من ساكني العشش، الغنى الفاحش والفقر المدقع كلاهما موجودان، لكن قبل أن تعرضهم على كمشاهد فلتسأل نفسك؛ لماذا هؤلاء وما قصتهم وكيف أعرضهم بطريقة ممتعة للمشاهدين؟، أو فلتذهب عزيزي لشراء رواية ناجحة من أحد الكتاب وسوف تفي بالغرض تماماً..أعدك.

إقرأ أيضا
أسترازينيكا

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان