همتك نعدل الكفة
2٬269   مشاهدة  

الجراد في تاريخ مصر الحديث .. قطن المنوفية يقتله وشائعات أدت إلى الكارثة

الجراد في تاريخ مصر
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



تجدد الكلام عن الجراد في تاريخ مصر الحديث بعد شائعات عن تعرض بعض الأقاليم لهجمة عنيفة من الجراد الأسود يأتي عبر محافظة مطروح وبالقرب من الحدود المصرية الليبية.

اقرأ أيضًا 
كورونا في مصر وخبر تأشيرة الكويت الكاذب “السخرية لا تقتل الفيروس أحيانًا”

إدارة مكافحة الجراد في وزارة الزراعة المصرية أكدت أن الأخبار المتداولة مجرد شائعات ومع ذلك فإن الوزارة مستعدة حيث يوجد لديها 55 قاعدة لمواجهة الجراد ومزودة بالعمالة الفنية المدربة.

قصص الجراد في تاريخ مصر الحديث

رسمة الجرادة
رسمة الجرادة

تكلم كثيرون من الرحالة عن الجراد في مصر أبرزهم يوهان لودفيك بركهارت الذي جاء في بعثة علمية إلى بلاد الشرق بدأها من الشام حتى القاهرة زمن محمد علي باشا وفي جنوب أسوان اكتشف أسرابًا من الجراد تلتهم أوراق الشجر لكنها كانت قليلة.

اقرأ أيضًا 
قصة دخول زيتون الكالاماتا إلى مصر .. حرب إبراهيم باشا كانت سببًا

إبراهيم باشا كان يحب الزراعة بنفس المقدار الذي يحب به العسكرية فاستقدم أحد العلماء الفرنسيين ويدعى بوفيه وولاه منصب مدير مزارع وحدائق الباشا، وسافر بوفيه إلى سيناء عام 1832 ووجد هنا أسرابًا كثيرة من الجراد التهمت ما في طريقها من الأعشاب والأشجار.

قطن المنوفية يقتل الجراد .. حدث عام 1883 م

رسمة للجرادة
رسمة للجرادة

لعل أغرب مواقف الجراد في تاريخ مصر الحديث ما ذكره الدكتور محمد مأمون عبد السلام «وكيل قسم النباتات بوزارة الزراعة» خلال دراسة نشرها يوم 9 إبريل عام 1945 م على صفحات مجلة الرسالة، حيث روى قصة جرت وقائعها بمحافظة المنوفية عام 1883 م.

تبدأ القصة بقدوم سربين من الجراد على مزرعتين قطن في المنوفية فأكل السرب الأول محصول المزرعة الأولى ولم يكمل نهايته إذ مات كل السرب، فجاء السرب الثاني ليكمل أكل باقي المحصول فلما رأت الجرادات مصرع مثيلاتها من السرب الأول تركت القطن وتولت أشجار ونباتات أخرى.
رغم أن محافظة المنوفية في موجة 1883 الجرادية كانت من أقل الأماكن تضررًا إلا أن الشائعات أدت لكارثة إذ تصور البعض أن مواجهة تلك الحشرات تتم بالحجارة وسعف النخيل فقام الفلاحين بتلك الآلية دون جدوى فأهلك الجراد نصف محاصيلهم من الفاكهة والخضروات ووصلت الخسائر إلى 100 ألف جنيه.

سنة 1891 «اكتشاف البؤرة بقرشين»

رسمة تشريح جسد الجرادة
رسمة تشريح جسد الجرادة

شهدت مصر خلال أسرة محمد علي باشا موجة من دخول الجراد إلى العمق المصري في وقائع متعددة رصدها ميخائيل بك شاروبيم في الجزء الرابع من كتابه «الكافي في تاريخ مصر القديم والحديث» وذلك في عام 1891 م حيث اجتاحت مصر موجة من هجمات الجراد شملت مناطق الصالحية والزنكلون وتل حوين في الشرقية، بالإضافة إلى 5 مراكز في محافظات البحيرة والقليوبية والمنوفية والمنيا.

تزامن ظهور الجراد في تاريخ مصر الحديث عام 1891 مع شهر رمضان فأراد الحكومة معرفة بؤرة الجراد فقررت تخصيص جائزة قدرها قرشين لمن يأتي بِعِش بيض الجراد ليتم اكتشاف بؤرته داخل مركز النجيلة بالبحيرة.

سرب 1904 .. الداخلية تواجه أول غارة في القرن العشرين

رسمة هجوم الجراد
رسمة هجوم الجراد

تطورت غارات الجراد في تاريخ مصر الحديث عام 1904 حيث حدثت إغارة من منطقة العريش ودامت شهرين شملت القاهرة والجيزة والدقهلية والشرقية والقليوبية والمنيا وسوهاج، ولجأت وزارة الداخلية إلى مقاومته بتشجيع الأهالي لقتل الجراد مع إعطاء مبالغ عينية، وهو الهجوم الذي تكرر بعد 10 سنوات عام 1914 م لكن كانت أسوان هي المنطقة الأكثر تعرضًا لهجمات الجراد.

الغارة الكبرى عام 1915.. جنيه لمن يدلي على البيض

هجمات الجراد
هجمات الجراد

لم تشهد مصر إغارة جرادية عنيفة في تاريخها كتلك التي شهدتها سنة 1915 م، حيث تسببت الهجمات في خسائر مالية وصلت إلى ربع مليون جنيه، ودفعت الحكومة 17 ألف جنيه تكفلة حملات المواجهة التي أسفرت عن جمع 340 ألف بيضة جرادية ومقتل 10 مليون جرادة.

الخطأ الكارثي الذي ورط المصريين في خسائر مالية كان الشائعات، إذ أن أول بؤرة تم اكتشافها للجراد كانت خلال شهر يناير عام 1915 لكن الاستهانة جعلت المصريين لا يلتفتون للكارثة إلا في يوم 2 فبراير بعدما سيطر الجراد على كل محافظات مصر بلا استثناء.

إقرأ أيضا
مسلسل صيام صيام

كان المشروع القومي حينها مقاومة الهجمة التي وصفتها وزارة الزراعة بـ الغارة الكبرى فتعاونت الوزارة مع عددٍ من المصالح الحكومية مثل وزارة المالية وهيئة المساحة وخفر السواحل والهجانة وذلك للبحث عن الجراد في الصحاري.

فيما خصصت وزارة الداخلية مبلغ جنيه لمن يدلي بأي معلومات عن موضع بيض الجراد في الصحراء والأماكن الزراعية الملاصقة للجبال.

العشرينيات والثلاثينيات .. ربع مليون خسائر وقرار تشكيل الإدارة

تشريح الجرادة
تشريح الجرادة

توالت هجمات الجراد على مصر طوال عشرينيات ومطلع ثلاثينيات القرن الماضي، فقررت الحكومة أخيرًا تكليف وزارة الزراعة بإنشاء هيئة لمقاومة الجراد بطرق علمية فأسست فرع الأبحاث ومكتب المقاومة وهيئة الاستكشاف.

مع العصر الجمهوري .. تفاصيل الغارات الستة

جرادة
جرادة

تعرضت مصر خلال العصر الجمهوري إلى 6 إغارات جرادية كان أولها عام 1954 واستمر حتى مطلع عام 1955 وتسببت تلك الإغارة في تلف 250 ألف طن ذرة.

ثاني هجمات الجراد في تاريخ مصر الجمهوري كان عام 1968 م ولم يتسبب في خسائر فادحة وانقطع الجراد عن مصر لمدة 20 سنة حتى وقع الهجوم الثالث عام 1988 دون خسائر، وهي نفس النتيجة التي كانت في الهجمة الرابعة عام 2004 التي تعرضت لها محافظات المنوفية والبحيرة والإسكندرية، بينما كانت الهجمة الخامسة والسادسة خلال العصر الجمهوري عامي 2007 و 2011 دون خسائر.

الكاتب

  • الجراد في تاريخ مصر وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان