دشن مجموعة من نشطاء السوشيال ميديا السعوديين هاشتاج شارع الهرم في سياق «ليش يبغى الولد محمد سلام هادا يلغي موسم الرياض وما قال إن شارع الهرم وكباريهاته يتقفلوا».

اقرأ أيضًا 
محمد سلَّام .. الفعل قد القول

الأمر الذي أثار سخريةً من المصريين إذ أن ضحالة تفكير القائلين بهذا الكلام تنم عن جهل بواقع شارع الهرم مرده للخيال الذي أفرزته السينما، وقد فشل ذلك الهاشتاج في إيصال الرسالة.

شارع الهرم ومأزق الخيال السعودي

الخيال الجمعي والصورة الذهنية التي عليها أغلب كل البلاد العربية بشكل عام والشعب الخليجي بشكل خاص، بل وكثيرين من الشعب المصري من غير سكان القاهرة، أن شارع الهرم عبارة عن كباريهات مفتوحة وأعلاها بانر كبير لرقاصة سين أو صاد وعلى مدخل الكباريهات نادل ينادي «تعالى يا بيه .. شوف يا أفندي»، وهذا غير صحيح ويعلمهم كل شخص يقطن الجيزة وتحديدًا في منطقتي فيصل والهرم.
وحتى نبدد هذا الخيال الجمعي ينبغي الكلام عن واقع شارع الهرم وتطوره.
يبدأ شارعنا الذي نتحدث عنه اليوم من عند مترو الجيزة بمقام صوفي للشيخ نصر الدين بن محمد حفيد الشيخ موسن بن عمران شقيق الولي إبراهيم الدسوقي، وينتهي (إداريًا) بمنطقة المريوطية بمسافة ٨ كم، وليس فيه الشكل السينمائي للكباريهات فعدد الكباريهات لا تكمل ١٠٠ كباريه أصلاً، إلى جانب ٢٥ فندق سياحي ومجموعة من السينمات القديمة ومسرح.
هذا الكم من المنشآت تم ابتلاعه تمامًا بعدد العمارات السكنية والمشاريع التجارية الخاصة، بشكل يجعلك تتجول في شارع الهرم وتسير جنب كباريه ولا تدري أنه كباريه فلا لوجو فج ولا إعلان كبير، قد تعتقد لو أنت غريب أنه قاعة أفراح شعبية.

نأتي الآن لسؤال أهم وهو 
متى بدأ صيت شارع الهرم وعلى يد من ؟.

لم تكن هناك قيمة فنية لهذا الشاع تضاهي قيمة وسط البلد وتحديدًا شارع عماد الدين في فن المسرح، ثم بدأت الكباريهات تغزو الشارع في أواخر أربعينيات القرن الماضي، ومنذ ذلك التاريخ حتى الآن تطورت الشرائح التي تزور الكباريهات فبدأت بفئة معينة من المصريين (رجال الأعمال درجة تالتة تحديدًا) وقت الانفتاح الاقتصادي
لكن الصحوة الحقيقية لشارع الهرم والتي أكسبته صيته القائم الآن كانت مع الخلايجة والذي كان اسمهم دائمًا مقترنًا بالسهرات الفنية العامة والخاصة.
إذ كان الخليجي من هؤلاء مع شدة الخليج على الفن من جهة يلجأ لشارع الهرم لتفريغ كبته بمشاهدة الراقصة وتنقطيها، والأقلية منهم الذين كان لديهم موهبة مثل محمد عبده كان يأتي للغناء فيها وبعضهم أخذته العزة بالإثم فأسس صداقات مع الفنانين كسلم للرذيلة وليس للفن وما خبر رجل الأعمال السعودي في قضية سميرة مليان قتيلة شقة بليغ حمدي عنا ببعيد.
ثم إن العجيب أن هؤلاء الخليجيين بهاشتاج شارع الهرم وقعوا في خطئين تجعلنا نسأل كيف يفكرون؟!
أولهما:- الربط والمقارنة بين شارع الهرم وموسم الرياض، فلو أنهم رأوا في شارع الهرم وكرًا للملذات فهم يريدون بذلك أن يقولوا أن موسم الرياض سحب البساط من شارع الهرم في نفس الغاية والسبيل.
ولو أنهم قارنوا بهما من حيث ترفيه، فإنه لا يأخذ دعمًا حكوميًا ولا تشرف عليه أي مؤسسة لها صلة بالفن في مصر، إلى جانب أن ٩٥٪ من الشعب المصري وأقولها بلا مبالغة (ليسوا من زوار كباريهات شارع الهرم).
بعكس موسم الرياض الذي يلقى دعمًا حكوميًا كبيرًا وأساسًا موسم الرياض لا يوضع في مقارنة فنية مع شارع الهرم، فكيف يفكر هؤلاء ؟!.

ثانيهما: طالما أن معلوماتهم عن شارع الهرم من الأفلام، فلماذا يتناسون المشاهد التي تأتي برجل خليجي يدفع مبلغًا من المال لراقصة أو يضع يده في مكان حساس على أي فتاة، لماذا لا يقوموا بتقديم الخيال بصورة كاملة.

نصائح لولاة الأمر في السعودية والعقلاء من شعبها

هذا الموضوع هو شيء لا يستحق عناء الرد لكن في ختام المقال ثمة نصائح ومعلومات نقدمها للداخل السعودي حكومةً وشعبًا.

١) لم يطالب محمد سلام ولم يدعو بإلغاء أو تأجيل موسم الرياض إنما هو أبدى تصورًا أنه سيتم إلغاءه وهذا التصور الذي كان فيه محمد سلام لا يخصه وحده بل هو تصور عند جميع العرب بمسلميهم ومسيحييهم، وما الصفحة الرسمية لموسم الرياض عنا ببعيد فانظروا للتعليقات الرافضة من الناس (ومش لجان والله ).
٢) لم يطالب محمد سلام أو يحرض زملاءه في الوسط أو المسرحية باتخاذ نفس موقفه، فلماذا تتعاملوا معه على أنه أساء لكم، أم أن هذا من باب (اللي على رأسه بطحة؟).
٣) أنصح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان نصيحة مخلصة له بصفته (صاحب رؤية واستراتيجية) وهذه النصيحة لأجل مشروعه الذي يسعى له.

إقرأ أيضا

لاعب يوجا مغطى بالثلوج يتأمل في جبال الهيمالايا يثير نقاشًا عبر الإنترنت

يا سمو الأمير لديك رجل منه ذيول يعملون على فتنة بين شعبين لو اندلعت بدأت جذوة نار الفتنة في الظهور وإن استفحلت فستتولد كراهية بينهما لن يمحوها الزمان.
بدأت الفتنة كروية بين مصريين كثر أهلاوية وزملكاوية كُثُر أهلاوية وتم سحق هذه الفتنة بخروج ذلك الرجل عقب شتيمته بأمه علنًا والعجيب أنهم في قافية الشتيمة أعطوه وصفًا ملكيًا إعلاميًا (طال عمره).
لكن في النهاية هذه كرة ولا ينشغل كل الشعب المصري بالكرة، وهناك أصوات عاقلة، لكن الأمر الآن مختلف، فالمسألة دخلت في الشرف الشعبي والوطني ولأجل قضية ليست سياسية إنما هي قضية القضايا وهي القضية الفلسطينية، ويستغلها هذا الشخص لاستفزازنا وذيوله يقومون بذلك في السوشيال ميديا، ورجلك هذا شاب لا يجيد التفكير. فأنصحك أن تكفه وتلمه لأنه ليس خطرًا علينا فالمثل عندنا يقول (يا داخل مصر فيه منك ألوف)، لكن معول هدم لمشروعك، ولا تتصور أن ذيوله حتى لو كانوا مصريين يعبروا عن الشعب المصري.

أما نصيحتي لإخواننا السعوديين المشاركين في الهاشتاج الذي فشل في إيصال الرسالة، فلا أطلب منكم كف ألسنتكم عنا فهذا صعب عليكم، أنتم وغيركم جربتمونا في استخدام السوشيال بالألش ولا أحد يصمد أمام المصريين في السخرية، فللمجانين منكم اتلموا، وللعقلاء منكم تدخلوا؛ فإن لم تنصتوا فتحملوا التبعات التاريخية.

(موقع الميزان يعف نفسه عن نشر التويتات السعودية بهاشتاج شارع الهرم
حتى لا ننشر الفتنة الغبية)