ابحث معي .. أين وجه الملك فاروق ؟
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
من اللواء أركان حرب محمد نجيب القائد العام للقوات المسلحة إلى الشعب المصري .. اجتازت مصر فترة عصيبة في تاريخها من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم . وقد كان لكل هذه العوامل تأثير كبير على الجس وتسبب المرتشون والمغرضون في هزيمتنا في حرب فلسطين .. وأما فترة ما بعد هذه الحرب فقد تضافرت فيها عوامل الفساد وتآمر الخونة على الجيش وتولى أمره إما جاهل أو خائن أو فاسد حتى تصبح مصر بلا جيش يحميها .. وعلى ذلك فقد قمنا بتطهير أنفسنا وتولى أمرنا في داخل الجيش رجال نثق في قدرتهم وفي خلقهم وفي وطنيتهم ولابد أن مصر كلها ستتلقى هذا الخبر بالابتهاج والترحيب …
كان هذا جزءً من بيان القوات المسلحة بعد ثورة الضباط الأحرار 23 يوليو 1952 .. والذي بثه الراديو داخل البيوت والمقاهي وسمعه المصريين ونزلوا الشارع تأييدًا لحركة أبنائهم .. لكن ماذا كان يدور داخل غرفة القيادة ؟
“رأينا نفسنا قد امتلكنا زمام الأمور وسألنا أنفسنا : ماذا سنفعل ؟”
– الرئيس السادات في مقابلة تليفزيونية
في ميناء الاسكندرية وعلى متن اليخت الملكي “المحروسة” كانت آخر نظرة للملك وطفله الصغير على مصر قبل أن تلفظه … بعد أن رحل الملك بجسده وسلطته .. كيف سنزيل رائحته من الهواء ؟
الملك في كل شئ .. الملك في الغناء وفي المصنع وفي أسماء نوادي كرة القدم وفي البيت وفي الطعام .. الملك يحيط بالمصريين من كل مكان … لذلك كان لابد من كسر هيبة هذه الصورة في عيون المواطن المصري لكي تجني الثورة نجاحها النابع من داخل النفس.. فخطرت فكرة على بال واحدًا من مجلس القيادة– لم يُعرف صاحبها بالضبط إلى الآن- لكنها تعد بالتعبير العامّي اختصارًا لـ : “ليه مانعلمش على وشه” ؟
كانت الطوابع على كل الأوراق الرسمية الحكومية تحمل وجه الملك .. وهي اللغة الرسمية التي من الممكن أن تتحدث بها الدولة إلى الصورة الذهنية للشعب … هناك طوابع قديمة قد ملأت المخازن منذ عصر الملك، وهلاكها يعني خسارة أموال من خزينة الدولة .. فلما لا ؟ أن تنزل هذه الطوابع إلى التداول بشكل رسمي .. لكن بشكل آخر .. وجه الملك قد اختفى بفضل ثلاث علامات عليه .. أنظر للصور التالية:
14 يوليو 1958 – (ثورة تموز) العراقية
عبد الكريم القاسم .. عبد السلام عارف .. محمد نجيب الربيعي .. هذه كانت أسماء ضباط العراق الذين قاموا بما يسمى بـ حركة تموز .. لكن الوضع في العراق كان غير الوضع في مصر .. في مصر جنح الملك للهدوء أثناء الرحيل ولم تحث اشتباكات وتصارع للقوات الملكية والضباط الأحرار .. لكن في العراق كانت لغة الرصاص هي الحاكمة .. حيث ترتب على الحركة مقتل جميع أفراد العائلة المالكة بالمملكة العراقية الهاشمية التي أسسها الملك فيصل الأول .. وهم : الملك فيصل الثاني، ولي العهد عبد الإله ، رئيس الوزراء نوري السعيد .. ومقتل ثلاثة من المسئولين الأمريكيين ومجموعة من المسئولين الأردنيين .. وانتهت حركة تموز بإقامة الجمهورية العراقية .. وسارت المجابهات لصورة الملك على الطريقة المصرية وصدرت الطوابع العراقية وقد أختفى فيها وجه الملك بكلمة فونت عريض : الثورة العراقية
ثورة الخميني يناير 1978 : فبراير 1979
تصاعدت الاحتجاجات ضد حكم الشاه محمد رضا بهلوي .. تصدرت شخصيات ما يسمى “الإسلاموية” الأمور .. كانت دور السينما هدفًا للمحتجين من الإسلاموية وأشهر هذه الحوادث حريق سينما ريكس والذي أنهى حياة ربعمائة شخص دفعة واحدة ثم عشرة آلاف آخرين من مشيعين الجنازة .. وهو الحادث الذي روج له له الإسلاموية على إنه من صنع الشاة وساعدهم في ذلك الشعور الشعبي الكامل بالاحتجاج فثبتت التهمة على الشاة وخرجت المظاهرات الحاشدة تنادي : “فليسقط الشاة .. فليسقط الشاة” حتى غادر الشاة إيران يوم 16 يناير 1979 وبعدها بأيام قليلة عاد (روح الله) الخميني من منفاه ليتوج قائدًا لهذه (الثورة) .. بعد انتهاء حكم الشاة تم صك عملة الخمسون ريال وقد اختفى منها وجه الشاه !
الصورة قبل حركة الخميني ثم أصبحت كذلك
اقرأ أيضا
شعبان عبد الرحيم .. مغامرة داود عبد السيد الكبري
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال