رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
406   مشاهدة  

عائلة تسمع أم كلثوم ومنير وويجز..شاهد ماذا حدث لهم

ويجز
  • إسراء سيف كاتبة مصرية تخرجت في كلية الآداب، عملت كمحررة لتغطية مهرجانات مسرحية، وكصحفية بموقع المولد. ساهمت بموضوعات بمواقع صحفية مختلفة، وتساهم في كتابة الأفلام القصيرة. حصلت على الشهادة الوظيفية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من الجامعة الأمريكية وألفت كتابًا لتعليم اللغة العربية للأطفال بالدول الأوروبية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



ويجز كان مفاجأة للجميع عندما قدم حفلته الأخيرة وكان عدد الحاضرين صادمًا للبعض، بل وصفه الشاب نفسه بالنمل من كثرة العدد وعبر عن اندهاشه بعدد جمهوره.

لم أعرف ويجز من السوشيال ميديا أو من صوره بالمهرجانات والمحافل الفنية، ولكن عرفته من أخي الذي يصغرني بسبع سنوات.

وأخي خريج كلية الهندسة ومن هؤلاء الذين يشغلون أنفسهم بحب السينما والتصوير والقراءة، وعندما بدأ في سماع أغاني ويجز وأبو يوسف ومروان بابلو وأغاني الراب بالبيت أصابتني الدهشة.

كيف لأخي أن يكون ذوقه مختلفًا؟..ربما لأنني تقصمت دور الأخت الكبيرة الفخورة بتأثر أخيها باهتماماتها وأصبت ببعض الخضة عندما عرفت أن الصغير كبر ولم يعد صغيرًا.

جمهور ويجز..من أين أتى كل هؤلاء؟

الصغير أصبح له ذوقًا خاصًا بالأغاني، التي ربما لا أستسيغ معظمها ولا أفضله، ولكنه خلق لونًا جديدًا بالبيت ينبض بحياة الشباب.

ككل شباب جيله مواليد أواخر التسعينات أو الألفينات دافع أخي عن ذوقه عندما وجهت له مجرد تساؤل عما يعجبه في مثل هذه الأغاني.

وبعد شرح منه عن  أن ويجز يعبر عما بداخله ويقدم مزيكا جديدة لابد أن نفتخر بها، وقفت مع نفسي للحظة وفهمت أن ليس عليه أن يقدم أية أسباب.

ويجز
جمهور ويجز بحفلته الأخيرة

فالحب عامة بجميع أشكاله يحدث بلا أسباب، هذا اللون من الفن يعجبني لأنني أحببته وليس علي أن أفرد عدة أسباب تعجب الجميع.

على صعيد آخر فأخي الذي يصغرني بعامين فقط وأعتبره من سني، يقدس السيدة أم كلثوم.

هل تستطيع أن تتنفس في بيتنا والست تغني وهو يسمعها؟ مستحيل. هل تستطيع الاتصال به وتوقع ردًا على الاتصال وهو بجانب روتانا زمان يستمع لفقرة الست؟..بالتأكيد أنت لا تعرفه لو توقعت ردًا.

YouTube player

بل أننا لا نستطيع الدردشة وهو يستمع إلى الست، وإلا انتظرنا منه أن ينقلنا جميعًا لغرفة داخلية بالبيت باعتراض حازم ونبرة عالية تنذر بخناقة وهو يقول: يعني هاسمعكم ولا هاسمع الست، انتوا مجانين ولا إيه؟

قام أخي محب الست بتصعيب المسألة على أخي الأصغر، وابتدت المقارنة من أبي وأمي بين العاقل الذي يحب سماع أغاني السلطنة، والأهوج الذي صدمنا في ذوقه ويسمع أغاني الراب

وصل الأمر أن أمي تعتقد بأن أغاني الراب هي مفسدة للشباب وقد وصلت لابنها المؤدب الخلوق المحترم.

ولعل قلق أمي لم يبتعد كثيرًا عن قلقي الذي تخليت عنه عندما عرفت لأول مرة أن أخي يحب مثل هذه النوعية من الأغاني؛ فهي تطمئن عندما تجد ابنها يسير على خط مألوف حتى في ذوقه الفني، وتخاف عليه من كل ما هو جديد.

علينا الاعتراف أن مجتمعنا الذي انغلق على نفسه لسنوات طويلة بعدما كان يضم في الستينات والسبعينات فئات مختلفة من المصريين بألوان مختلفة من الفنون، أصبح الآن يهاجم كل ما هو جديد.

محمد رمضان..موهبة حقيقية أم خطة تسويقية؟

إقرأ أيضا
الاحتفاظ بجثة المتوفى

وربما لا أتفق نفسي مع كل جديد يظهر ولكن لست ابدا مع مصادرته ومحاربته والحكم عليه  بشكل يجرح محبيه.

أمي لا تعرف ويجز و لا تفهمه ولا تفهم موسيقاه وكلماته، والإنسان بطبيعة الحال يخاف ما لا يفهمه، ويهاب ما لا يعرفه، وبحكم السن لا تمتلك أمي الطاقة التي تجعلها تبذل مجهودًا لفهم هذه الأغاني.

يحاول أخي أن يوصل لها معنى الكلمات، ولكن  لا تستوعب بالنهاية ؛ لأن الأغاني  ببساطة لا تعجبها .

وليس هذا سلوك أمي وحدها، على الأقل هو سلوك مقبول من أم تحاول فهم ابنها، وبطبيعة العلاقة بينهما يتقبل أخي منها أي شيء، ولكن أصبح هذا سلوك فئة كبيرة تهاجم دائمًا المختلف عنها بعنف فتجعله يتمسك بما يحب ويعبر عنه بصوتٍ أعلى من المتوقع، ولذلك صدموا بعدد حضور حفلة ويجز.

الاختلاف لا يضر أبدًا، وأنا على يقين بأن الفن المتعوب فيه يعلن عن نفسه دائمًا بقوة. وإن كان الناس يخافون من الفن الهابط ويصنفون كل جديد بالمبتذل، فلا هابط يصعد ، وإن صعد بمصادفة الحظ لا يدوم ولا يُحترم، ولكننا علينا احترام متنفس الأجيال الجديدة من الشباب بلا تنمر ولا هجوم.

أخي الصغير يسمع الراب والكبير يسمع أم كلثوم وأنا “منايرية” أعشق محمد منير، وسقف البيت يحتملنا جميعًا، بل أنني محظوظة بأن رغم ما أعانيه من قلق أصحو أحيانًا على صوت موسيقى جديدة  أو موسيقى لأغنية قديمة للست تشرح القلب الحزين.

الكاتب

  • ويجز إسراء سيف

    إسراء سيف كاتبة مصرية تخرجت في كلية الآداب، عملت كمحررة لتغطية مهرجانات مسرحية، وكصحفية بموقع المولد. ساهمت بموضوعات بمواقع صحفية مختلفة، وتساهم في كتابة الأفلام القصيرة. حصلت على الشهادة الوظيفية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من الجامعة الأمريكية وألفت كتابًا لتعليم اللغة العربية للأطفال بالدول الأوروبية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان