علاج السرطان.. عندما يكون الدواء أشد قسوة من الداء

الصحة واحدة من أجمل النعم التي يمنحها المولى سبحانه وتعالى لعباده، ودائمًا ما ندعو الله أن يديم علينا نعمة الصحة، ولكن يبتلي الله بعضًا من عباده المقربون، بأمراض شديدة، مثل السرطان ذلك المرض اللعين الذي لا ينهش في جسد المُصاب فقط، ولكنه ينهش في روحه أيضًا، ويُصيب السرطان حوالي 15 مليون إنسان كل عام تقريبًا، ويُسبب 9 ملايين وفاة 15% من مجمل وفيات العالم، وأسواء ما في السرطان، هو أن الآلام الناتجة عن علاجه تماثل أو قد تكون أشد من آلام المرض نفسه، ندعو الله أن يُشفي كل مريض، ويخفف عنه آلام الداء والدواء.

طرق علاج السرطان

يسلك مريض السرطان واحد من ضمن ثلاث طرق للعلاج، وهم، العلاج الكيميائي، والعلاج الفيزيائي، والعلاج الجراحي، ولكل نوع منهم آثار جانبية شديدة التأثير على المرضى، لا يمكن التنبؤ بها قبل العلاج، فهي تختلف من نوع علاج للأخر، وتختلف باختلاف الأشخاص أنفسهم، حتى عند الذين يتلقون نفس العلاج ونفس الجرعة.

تأثيرات العلاج الكيميائي

يعاني المريض الذي يتلقى العلاج الكيميائي من أعراض جانبية متوسطة الحدة، مثل الغثيان والقيء، فقدان الشهية، تساقط الشعر، وغالبًا ما تزول تلك الأعراض مع انتهاء مدة العلاج.

ما مدى الإختلاف بين الشقق المتطابقة فى نفس المبني؟ ..دعنا يجيب

وهناك أعراض شديدة الحدة مثل، تلف الخلايا الجذعية التي تنتج الدم المتواجد في نقي العظام، مما يتسبب في الإصابة بالإنتانات بسبب نقص كريات الدم البيضاء، والنزيف الشديد بعد الجروح أو الإصابات بسبب نقص الصفائح الدموية، وأخيرًا فقر دم بسبب نقص كريات الدم الحمراء، والذي يتسبب في الشعور بالتعب الشديد، والوهن العام، وشحوب البشرة، وضيق التنفس.

أحمد رافع الطهطاوي .. حكاية أزهري ظلمته شهرة ابن عمه

تأثيرات العلاج الإشعاعي

نوع أخر من أنواع علاج هذا المرض ، وهو العلاج بالإشعاع، الذي يعتمد في الأساس على تركيز حزمة من الأشعة على منطقة الورم الخبيث لقتل الخلايا السرطانية، الأمر غير مؤلم بالمرة، ولكن أثاره هي التي تسبب آلامًا شديدة، حيث يحدث تهيج للجلد، وحساسية شديدة في المنطقة التي تتعرض للأشعة، ويترك المريض في حالة من التعب والوهن تستمر لعدة أسابيع، ولا تتحسن بالراحة، ولكنها تبدأ في التحسن تدريجيًا بعد فترة.

آثار علاج السرطان على نفسية المريض

مريض الكانسر يكون في أسوء حالاته النفسية بسبب الخوف من المرض، وقد يتعرض مرضى السرطان لأوقاتٍ يصابون فيها بالقلق والإحباط نتيجة خوفهم من التأثيرات الجانبية لعلاج السرطان، ويسوء الأمر عندما يبدء الطبيب في التحدث عن خطة العلاج، حيث تسيطر فكرة أن علاج السرطان أسوء من السرطان نفسه، وأحيانًا تؤثر تلك الفكرة على قرار المريض في الحصول على علاج السرطان، فيقوم برفض تلقي العلاج الذي من الممكن أن ينقذ حياته، وإذا تُرك السرطان دون علاج، سوف تزداد شراسته وتمكنه من جسد المريض، مما يُزيد من احتمالية الوفاة.

هذه الهواجس طبيعية ومشروعة، وما يجب أن يعرفه المرضى أن مرضهم لم يعد حكمًا حتميًا بالإعدام، وأن علاجات السرطان المتواجدة حاليًا بإمكانها أن تشفي المريض بنسبة مائة بالمائة، ولكن يجب على المريض التحدث مع طبيبه المعالج بصراحة، وإخباره بمخاوفه، ومعرفة الآثار الجانبية المترتبة على تلقي العلاج، والآثار المترتبة على رفضه، وفي النهاية يتم اتخاذ القرار بالعلاج المناسب لحالة المريض، بالتعاون بين الطبيب والمريض نفسه.