عن أغنية هاني شاكر : بلاد البخت وحق الفنان في التجريب

منذ شهرين تقريبًا أطلق المطرب هاني شاكر أغنيه “الكبير” والتي أثارت جدلًا كبيرًا كونها تنتمي إلي فئة الأغاني الشعبية “المهرجانات” وهو لون جديد تمامًا عليه لم يعتاده الجمهور منه، لم تكن المشكلة في محاولة هاني شاكر تجريب شكل غنائي جديد ولكن تكمن في أنه النقيب السابق للموسيقيين الذي تخصص في إصدار  قرارات ضد مطربي المهرجانات بحجة ظاهرها التصاريح وباطنها الحفاظ على الذوق العام.

لم يعبأ هاني شاكر بهذا الهجوم وأصدر أغنية جديدة بعنوان “بلاد البخت”والتي حملت نفس الطابع الشعبي مع بعض الإختلافات الجوهرية، الأغنية كتب كلماتها كريم حكيم ولحنها مصطفى شكري نفس ملحن أغنية الكبير ووزعها ميدو مزيكا.

الكلمات :

تسير أغلب معالجات الأغاني الشعبية وفق فكرتين الأولى هي تضخيم الذات واستعراض القوة المفرطة على الآخرين، والثانية هي غدر الصحاب والزمن وهي الفكرة الأكثر تداولاً.

كلمات كريم حكيم تسير وفق الفكرة الثانية عن قليل البخت التي تطارده اللعنات و سوء الحظ أينما ذهب، الصياغة جيدة بعض الشئ حيث احتوت على العديد من الصور التي أكدت فكرة سوء الحظ والبخت القليل دون مفردات مبتذلة أو حشر إفيهات معتادة، وأن اوقعته القافية في مأزق في شطر “هيرجع منها شايل نحس برضه في يخت” لان اليخوت عادة لا يركبها سيئ الحظ.

ألبوم اّمال ماهر : انا كويسة رسائل مباشرة كطلقات الرصاص

الموسيقى :

لحن مصطفى شكري على مقام الكرد مع نقلة بسيطة إلي البياتي في السينيو، بناء اللحن جيد حيث انطلق من نقطة الصفر حتى وصل إلي الذروة في السينيو معبرًا بشكل جيد عن الكلمات مع تنويع في أفكار الجمل اللحنية، توزيع ميدو مزيكا من أول وهلة يحيلك إلى أغنية “غريبة الناس” للمطرب وائل جسار حيث تشابه الدخول معها من الوتريات والناي الذي يرد عليه مع كوردات خفيفة من الجيتار على مقام الكرد وهو نفس مقام أغنية وائل جسار، واستخدم نفس الإيقاع “الله ليه لي” ثم قام بتغيير الجملة في الفاصل الموسيقي حيث انتقل إلى مقام البياتي مستخدمًا المزمار مع الكيبورد دون أصوات إليكترونية مزعجة وجمل وتريات جيدة.

إقرأ أيضا

هاني الناظر ..عنوان الإنسانية ينتصر بدرس لن ننساه

في النهاية من حق هاني شاكر أن يجرب أي لون غنائي جديد عليه مع التأكيد على أن أغنية “بلاد البخت” أفضل كثيرًا من أغنيته السابقة “الكبير” مع  الفصل تمامًا بين كونه نقيبًا سابقًا للموسيقين كان يهاجم هذا النوع من الأغنيات وبين كونه فنان لازال يمارس المهنة لكن الهجوم كان نابعًا من التخبط الذي يعيشه النقيب السابق وسياسة الكيل بمكيالين التي ينتهجها، والأهم هو أن مسيرة هاني شاكر منذ التسعينات تحديدًا بعد تعاونه مع الشاعر مصطفى كامل دخلت في نفق مظلم جدًا واتخذت سمة النواح واللطميات والبكائيات المبالغ فيها ولم تختلف كثيرًا عما يقدم في الأغاني الشعبية التي كان يهاجمها سيادة النقيب السابق.