غاب قمر مجدي نجيب ورا الشبابيك
غاب قمر مجدي نجيب ورا الشبابيك، الذي غيرلي لي سنيني من أول لمسة من كلماته الرقيقة .
، مجدي نجيب الذي تركت من أجله الشبابيك مفتوحة، كي يدخل لنا من النوافذ، فصارت أتطلع للحكايات والحودايت معه، ليكون لنا من الممكن أن نحب كامل الأوصاف صاحب العيون الكواحل، ربما ننجب منه ليلى التي إسمها منتهى اللذة، ليتركني أخاف عليها من عين الشمس وخوفت أكثر من كونها كاملة الأوصاف، فصارت أعتب عليها وعليه من فرط الجمال.
عم مجدي نجيب الشاعر والكاتب والفنان والأهم بالنسبة لي صديقي، الذي جعلني وأنا طفلة إبنة العشرة أبكي، فبل أن أعرف معنى البكاء، وهو يحكي لحبيبته كيف جعلته الشبابيك عاشق دون رد، ينتظر أن يفتح شباك الحياة له ذات يوم على مصرعيه، وعلمت منه أن الحكاية والحودايت كله تدور حول الحب، سبب الحياة ومحركها، فبكيت وأنا لا أعي شيء عن الحياة أو الحب، لكني أحببت مجدي نجيب، وصرت أنتظر كلمات هذا الغريب، بعدما ما سألت أبي عن أسم الكاتب فقال وهو ينظر للشاشة مجدي نجيب، كاتب أغنية كامل الأوصاف التي يحبها أبي، فأحببت أنه قادر أن يجعلني أنا وأبي نحبه معا، كنت أتطلع لكل جديد منه وأنا أخطو نحو عالم القراءة، فوجدت له ديوان مكتوب عليه أسمه على أحد أرفف مكتبة الأسرة، انتشلته بسرعة من على الرف، أريد أن أخوض معه في تجربة الفلسفة الحياتية التي يكتبها، فوجدته يكتب ببراءة الأطفال عن الحياة التي لم تحبه يوماً ما، فالكتابة لا تنبع من قلب مطمئن، بل قلبي مليء بالقلق، فأحببت أن أكبر ليطمئن قلبي في حضرة الحب، الذي وعدني أنه مع أول لمسة من الحب ستتغير سنيني، لكنه قرر ان ينتهي من بين أيدينا دون سابق إنذار، ففي الأمس رحل صديقي مجدي وغاب القمر عن دنيانا، تملكني شعور سيئ للغاية، كيف يتركنا صديق بكل هذا السهولة دون أن يعي أنه صديقي المقرب، ألجأ له دون غيره في الحكايات والحودايت، حتى أني صارت أبحر معه في الحودايت في مراكبه الفضة، نحكي عن الفرح ساعات و ساعات وهو لم يزرنا سوى مرة، تركنا عم مجدي وركب مركبته الفضة نحو المجهول، ونحن يا عم مجدي من يحكي عنا، ويكتب عنا ما لا نعرف أن نصيغه عن العالم، اخذت بيدي وأنا طفلة لعالمك والآن تتركنا مع كل هذا الإرث الثقافي والإنساني الجميل الذي لن يغني يوماً عن وجودك بيننا، لكني في حقيقة الأمر أنعي نفسي قبل أي شيء، انعي جزء مني قد مات وأنا أعرف أني صارت أبحر وحدي دونك في عالم الكلمات، جيل بأكلمه كلماتك هي خلفية حياته، فنحن نعتب عليك، بكلماتك الرقيقة.
بعتب عليكي.. من عينيكي، من نظرة في عينيكي
من وردة دبلت بين إيديكي”
أنك تركتنا نحن محبينك في وسط كل هذا الزحام، أسألك بكام بعت عمرك يا عم نجيب ألست أنت القائل،
أنا بِعت الدموع والعمر.. طرحِت جنايني في الربيع الصبر
وقُلت أنا عاشق، سقوني كتير المُر..
ورا الشبابيك
لهذا تركتنا بهذا الشكل المفاجئ، من سقاك المر وسقانا معك، فعرفت أن الحياة أصعب أن أخوضها ببراءة الأطفال مثلك وقلب عاشق فيلسوف محب للحياة.
كبرت وعرفت من أنت وصارت أبحث عنك في دواوين الشعر، أحب كلماتك التي ترثي بها عمرك، الحزن في كلماتك يلمسني، جعلني أدرك أن هنالك أمور أكبر من أن أفهمها وانا لست بشاعرة، تمنيت أن أصير مثلك، ولكن من هو مثلك،
كتبت نعيك قبل أن يكتبه غيرك، غريبة ولكن ليست غريبة عليك . .
“غريبة ومش غريبة..
إنّي أكون في لحظة مخيفة..
خبر كان وسط الصحيفة..
وفجأة أكون..
زي السطور المليانين..
بحاجات كتيرة منوّرين..
وانطفي في الحال..
من غير سؤال“