همتك نعدل الكفة
192   مشاهدة  

“فقه بن رشد” جانب فكري مجهول لحياة الفيلسوف المظلوم

فقه بن رشد
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



كان بن رشد دائماً هو الملهم الأول لكافة الأفكار والعقليات المتفاوتة، وذنب شطح العقل ليس على بن رشد، فالأزمة ليست في بن رشد الكاتب ولا بن رشد المفكر، وإنما الأزمة أزمة قارئ، ويخطئ من يظن أن أهمية بن رشد تكمن في كونه فيلسوفا فقط، بل كان طبيباً وقاضياً وفلكياً ورجل فقه أشعري.

المرحلة الفقهية عند بن رشد غائبة عن كثيرين، فهو متمذهب على الفقه المالكي كحال أبيه وجده وألف كتابين في الفقه هما “بداية المجتهد ونهاية المقتصد ” و كتاب “مختصر المستصفى”، كثير من الباحثين أكدوا على المنظومة المتكاملة عند بن رشد، والتي جمعت بين العلوم الشرعية مثل الفقه والعقيدة، والأفكار العقلية كالمنطق والفلسفة والعلوم التجريبية كالطب والفلك والطبيعة.

فقه بن رشد
بن رشد

السبب الذي جعل كتب التاريخ لم تتناول فقه الرجل، بسبب غيابه كفقيه عن من تناولوا سيرته، بالإضافة إلى ذلك أن أفكاره نفسها تأخرت في النشر، فكتاب “فصل المقال” لم ينشر إلا باللغة الفرنسية سنة 1905م بعد ما تم نشره باللغة العربية لأول مرة في القرن التاسع عشر.

المؤرخون الذين تناولوا الفقه الرشدي كان على رأسهم شمس الدين الذهبي، حيث ذكر أن بن رشد حفظ الفقه والحديث وموطأ مالك، وتميز فقهه في الاجتهاد بمزج المعقول بالمنقول، وكان كتابه “بداية المجتهد ونهاية المقتصد” أفضل كتب الفقه الإسلامي على المذاهب الأربعة حيث ذكر فيه أسباب الخلافات الفقهية، وكان خطوة نحو الاجتهاد والتجديد، وتميزت المدرسة الرشدية في الفقه بمحاولة إخراج العقل الفقهي من أطوار الحفظ والتكرار، ودعا إلى التأمل ومحاولة الابتكار بما لا يخالف النص القرآني.

فقه بن رشد
تمثال لـ بن رشـد

ويؤكد إبراهيم بورشاشن في كتابه “الفقه والفلسفة في الخطاب الرشدي”، أن فقه المدرسة الرشدية اتسم بذمر الخلاف بين المدارس المذهبية مع بيان حجة كل مذهب، مع التزام ابن رشد بعدم الدخول في سياقات فقهية طويلة بل اقتصر على بيان وأسباب ودواعي كل موقف واجتهاد بشكل علمي

يؤكد بن رشد في مدرسته الفقهية أن النظر في كتب القدماء واجب بالشرع وكما يشرح جمال الدين العلوي في كتابه، فإنه لم يسعى لاستقطاب الفلسفة للفقه، بل لإيقاف مد التكفير الذي واجهه الفلاسفة، وبالتالي أفتى بن رشد فتوى تبطل تحريم التفلسف وقرر في فتواه وجوب النظر في كتب الفلسفة ودراستها والتمعن فيها، ولخص هذا بمقولة خالدة ” الحكمة هي صاحبة الشريعة وأختها الرضيعة”.

إقرأ أيضا
أبو حامد الغزالي والباطنية

الكاتب

  • فقه بن رشد وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان