408 مشاهدة
فك أسطورة المخرج يوسف شاهين
جاءت لي أول دعوة فى حياتي لدخول مكتب المخرج يوسف شاهين بعد وفاته بسبع أيام ، وكانت دعوة عادية ولكني كنت أحب أن أرى مكتبه، فمكتبته بالتأكيد شيء هام في تاريخه الفكري.
المخرج يوسف شاهين مخرج لم يتكرر فى تاريخنا المعاصر.
الحديث عنه ليس سهلا ، ولا يقدم أعمال سهلة ولكنها ليست معقدة كما يرى البعض ، انعكست المشاكل النفسية التي يعاني منها على أعمال يوسف شاهين وفكره بشكل واضح.
تستطيع أن تميز لقطات المخرج يوسف شاهين عن أي مخرج آخر، فهو صاحب صورة مميزة وطريقة عمل أفلام مختلفة، يوسف شاهين يعتبر نفسه بطل العمل، فدوره يطغى على كل العناصر الباقية ، فقد لا تتذكر الكاتب وقد لا تعرف الممثل ولكنك لا تستطيع أن تنسى أنك تشاهد يوسف شاهين.
إعادة اكتشاف المليجي
أعتقد أن أهم إنجازات يوسف شاهين هو إعادة اكتشاف محمود المليجي في دوره الشهير في فيلم الأرض، ثم تقديمه فى عدد من الأفلام التالية مثل العصفور، وعودة الابن الضال، إسكندرية ليه، يحسب له أنه في اسكندرية ليه قدم صداقة فريد شوقي ومحمود المليجي بشكل مختلف، حيث لعب فريد شوقي دور الشرير ولعبه محمود المليجي دور الطيب، وقد تكون موهبة المليجي المتفردة لم تجعله يمثل بطريقة يوسف شاهين ، حيث لم يقع في طريقة يوسف شاهين غير الممثلين المحددون الموهبة.
محمود حميدة
علق محمود حميدة على تقليد الممثلين لطريقة حديث يوسف شاهين في أفلامه إلى أنهم يرضخون إلى أسلوب يوسف شاهين نظرًا إلى قوة شخصيته ، ولكن محمود حميدة كان يرفض أن ينظر إلى عين يوسف شاهين ، و يطلب منه أن يحصل على التعليمات عن طريق الأذن و بذلك استطاع أن يحقق محمود حميدة مكانة مميزة في سينما يوسف شاهين ، وقد تكون أبرز تجاربهم المصير والمهاجر وإسكندرية نيويورك الذي جسد فيه قصة حياة يوسف شاهين
قصة حياة يوسف شاهين
قد يكون من أبرز مزايا يوسف شاهين بتقديم قصة حياته و تقديم تاريخ مصر من خلال عينه، وقد عرض ذلك السؤال في فيلم حدوتة مصرية، قال منين أقدر أجيب جرأة أن أكتب عن نفسي وعن أسرتي ومحاكمتهم من خلال أربع أفلام إسكندرية ليه واسكندرية كمان و كمان وحدوتة مصرية واسكندرية نيويورك، قد يكون يوسف شاهين أكثر فنان أدان نفسه وحاكم نفسه عبر فنه، بجرأة يُحْسَد عليها .
صدق نفسه
قد تكون أبرز مزايا يوسف شاهين الصراحة المفرطة وإيمانه الشديد بذاته و فنه لدرجة رفضه العمل مع أم كلثوم ثم ندمه و الاعتذار لها فنيًا عن طريق فيلم حدوتة مصرية فى مشاهد نادرة بالألوان، بجانب طلبه من الرئيس جمال عبد الناصر أن لا يضغط على زر تفجير بحيرة ناصر إلا بعد الحصول على إشارة من يوسف شاهين، وكان الطلب شديد الصعوبة ولكن يوسف شاهين أقنع الرئيس عبد الناصر به ، لأنه عمل على تصوير تلك اللقطة الخالدة بـ 17 عشرة و كاميرا وكان وقتها الفيلم يحمل عدد دقائق محدود.
الكاتب
ما هو انطباعك؟
