رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
1٬177   مشاهدة  

قصة أزمة بيبسي في عيد الأضحى بمصر “أنقذها الشيخ علام نصار مفتي الديار من الإفلاس”

الشيخ علام نصار
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



أكمل الشيخ علام نصار مفتي الديار المصرية عامه الأول في المنصب بشكل عادي وطبيعي، حتى ساقته الأقدار لينقذ شركة بيبسي في عيد الأضحى من الإفلاس يوم الوقفة.

تكليف الشيخ علام نصار بمنصب مدير الديار
تكليف الشيخ علام نصار بمنصب مدير الديار

لم تعرف بيبسي في عيد الأضحى بمصر أزمةً كتلك التي تعرضت لها عام 1951 م، إذ انتشرت شائعة انتشرت كالنار في الهشيم وتزامنت مع اختفاء إعلانات بيبسي من الصحف التي كانت تظهر مع كوكاكولا، وإلى جانب كل ذلك لم تصدر الشركة أي بيان طيلة شهرين، وكان مقدرًا أن تخسر الشركة مئات الآلاف من الجنيهات ثم تشهر إفلاسها، لولا تدخل الشيخ علام نصار.

البداية من رسالة أحمد العجيزي إلى مفتي الديار المصرية

الشيخ علام نصار - مفتي الديار
الشيخ علام نصار – مفتي الديار

كانت البداية عندما أرسل الدكتور أحمد العجيزي بك مفتي أول صيدليات الأول خطابًا لمفتي الديار المصرية يقول فيه «كثر القيل والقال في شراب البيبسي كولا والكوكاكولا، وتعرض له كبار العلماء وبعض أئمة المساجد ما بين تحريم وإباحة، والذي نعلمه أن هذين الشرابين تداول الناس استعمالهما منذ سنين ولم تخض الهيئات ولا الجمعيات الدينية وغير الدينية في أمرهما قبل الآن».

رسالة أحمد العجيزي لـ مفتي الديار المصرية
رسالة أحمد العجيزي لـ مفتي الديار المصرية

أصل ما ذكره العجيزي أن خطباء المساجد تكلموا كثيرًا عن أن أمعاء الخنزير موجودة في تركيب البيبسي وذلك على مدار شهرين من يوليو حتى سبتمبر، إلى أن تم إرسال خطاب العجيزي.

موقف وزارة الصحة

عبدالجواد حسين - وزير الصحة
عبدالجواد حسين – وزير الصحة

في 8 أغسطس عام 1951 أرسل مفتي الديار المصرية خطابًا إلى وزارة الصحة لمعرفة عناصر هذين الشرابين بعد تحليلهما، وفي نفس الوقت طلبت الشركة الوطنية المصرية لتعبئة زجاجات البيبسي كولا من مصلحة المعامل إجراء تحليل وافي على شراب البيبسي، وعلى إثر كل ذلك اجتمع وزير الصحة عبدالجواد حسين باشا مع الدكتور محمد أحمد نصر وكيل الوزارة والدكتور محمد بك علي مدير عامر مصلحة المعامل ومحمد ذهني بك مستشار الرأي بمجلس الدولة وزكي موسى بك النائب بقسم الرأي واستمر الاجتماع ساعتين.

وأوفدت المصلحة مندوبًا لأخذ عينات من المصنع نفسه وأضاف إليها عينات أخرى من الزجاجات التي تمت تعبئتها وتم إعدادها للتوزيع بمعرفة المصنع على عملاء المصنع، كما أضيف إليها عينات أخرى من الشراب المعروض للجمهور بالأسواق المحلية، وقام المختصون بمصلحة المعامل سواءًا أكانوا من قسم الكيمياء أو قسم المياه بإجراء التحليل.

وأثبت التحاليل أن مكونات البيبسي ليس بها أمعاء خنازير وإنما المكونات عبارة عن المياه الغازية وشراب الذرة عالي الفركتوز ولون الكراميل والسكر وحمض الفوسفوريك والكافيين وحمض الستريك والنكهات الطبيعية، 41 جرام من الكربوهيدرات، و 30 ملليجرام من الصوديوم، و 38 ملليجرام من الكافين، و 150 سعرًا حراريًا.

خريج كلية العلوم وركوب الترند ودار الإفتاء تنهي النقاش

صورة لموكب بيبسي كولا في ميدان التحرير
صورة لموكب بيبسي كولا في ميدان التحرير

رغم ما ذكرته وزارة الصحة ووسط تلك البلبلة خرج أحمد أفندي البدوي خريج كلية العلوم والمتخصص بالأصباغ في مصلحة الكيمياء بتقرير يتناقض معها معتمدًا في ذلك على طريقة للتحليل ذكرت في كتاب سنل وذكر أنه أجرى هذا التحليل بمنزله على عينات أخذها من شراب البيبسي كولا وكانت بمنزله وتبين له وجود مادة البيبسين في مكونات البيبسي، وإثر ما ذكره أحمد البدوي قرر مدير مصلحة المعامل تكليف لجنة تعمل مع خريج كلية العلوم ويشرف عليها شخصيًا لتحليل الأمر، حتى تبين له أنه خاطئ ولا صحة لتحليله.

وأصدرت دار الإفتاء فتوى تقول بأن شراب البيبسي حلال ولا شيء فيه، اعتمادًا على نتائج تحاليل وزارة الصحة، وقد اعتبرت الدار أن فتواها قائمة على نتائج التحاليل وذلك لأن وزارة الصحة هي الجهة الرسمية التي تستطيع دار الإفتاء الاعتماد على أبحاثها بحكم مسئوليتها وتوفر وسائل البحث وأجهزة التحليل لديها.

شركة بيبسي كولا تصدر بيانًا

بيان شركة بيبسي يوم 16 سبتمبر 1951 م
بيان شركة بيبسي يوم 16 سبتمبر 1951 م

في 16 سبتمبر عام 1951 أصدر الشركة الوطنية المصرية لتعبئة الزجاجات بيانًا ذكرت فيه أن صمتها لم يكن سوى تهيئة الفرصة الكافية للجهات الرسمية المسئولة لإجراء جميع الأبحاث والتحاليل والتي أثبت كذب ما يقال، وأن الشركة ستتخذ إجراءات قانونية ضد كل الذين تولوا قيادة حمله تشويه بيبسي.

إقرأ أيضا
تلامذة في الثمانينيات

وحول مسألة البيبسين قالت الشركة «إننا نقرر أنه ليس لهذه المادة أي علاقة بمشروب البيبسي كولا، وأن كلمة بيبسي مشتقة من كلمة بيب التي تعني القوة والحيوية.

الشائعة لم تتوقف حتى الآن والشركة لا زالت تنفي

تطور شعار شركة بيبسي
تطور شعار شركة بيبسي

رغم أن الشائعة عمرها حتى الآن 70 سنة لكنها لم تتوقف فآخر مرة نُشِرت فيها الشائعة عام 2019 وكانت على صفحات متعددة محليًا ودوليًا، ونفت الشركة مسألة وجود مكونات من لحم الخنزير وتكلمت عن مادة البيبسين فقالت «البيبسي غير مكون من إنزيم البيبسين على الرغم من التشابه في الأسماء، فضلاً عن خلو البيبسي من أي شيء له صلة بالخنزير، وأما عن التسمية ففي عام 1898، أعاد برادهام مكتشف مشروب البيبسي- كولا، تسمية شرابه الذي كان قد أسماه شراب براد باسم شراب بيبسي كولا، فقد كان يعتقد أن المشروب كان أكثر من مرطبات ولكنه كولا صحية، تساعد في الهضم، وتستمد جذورها من كلمة dyspepsia، والتي تعني عسر الهضم».

الكاتب

  • الشيخ علام نصار وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان