قصة 30 يوم في السجن نموذجًا .. عندما يتحول الخيال إلى حقيقة
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تجسد قصة 30 يوم في السجن واحدةً من الروائع المسرحية لفرقة نجيب الريحاني، ثم تحولت إلى فيلم سينمائي بنفس الإسم من بطولة فريد شوقي (شاهده هــنــا)، لكن غرابة تاريخها في أن أحداثها الخيالية تحولت إلى قصة حقيقية.
أصل 30 يوم في السجن
قام نجيب الريحاني ببطولة مسرحية 30 يوم في السجن (للإستماع لها هــنـــا) ، ولم يشير إليها في مذكراته سوى عندما تناول فترة عمله مع فرقة الشامي وقال «ترجمت للفرقة رواية الابن الخارق للطبيعة ورواية عشرين يوم في السجن» والتي تحولت إلى 30 يوم في السجن مع فرقة الريحاني وهو حي وبعد وفاته عندما قام عادل خيري بالبطولة (لمشاهدة المسرحية هــنــا).
اقرأ أيضًا
“الدنيا سنة 2000 بقلم نجيب الريحاني” .. كيف تنبأ بظهور الفيس بوك؟
وترتبط المسرحية بفترة كحرتة نجيب الريحاني مع فرقة الشامي حيث قال « لما كنت من صغري أحب (أتعايق وأتهندز)، فقد كان يضايقني أن تقصر يدي دون الحصول على أجر مكوى ملابسي، ولكن كانت الحاجة تفتق الحيلة، وما دامت هناك (مراتب) أرضية فقد أغناني الله عن المكوى، وتعسف المكوجية، ذلك أنني كنت أرتب البنطلون ترتيبا منظما كما يفعل (المكوجي)، وأضعه بهذه الكيفية تحت المرتبة، فإذا نمت فوقها فعلت بالبنطلون نفس ما تفعله المكواة، وفوق كل ذي علم عليم! أما المشاجب، أو بالعربي الذي نفهمه نحن وأنتم «الشماعات»، فلم تكن لنا بها حاجة، ففي الحبال التي كنا نمدها في الغرف متسع للجميع، إذ كنا نعلق ملابسنا، أو بمعنى أصح ننشرها فوق هذه الحبال كما يفعل العرب الرحل إلى وقتنا هذا، وأعود إلى العمل فأقول إنني ترجمت للفرقة رواية الابن الخارق للطبيعة ورواية عشرين يوما في السجن».
اقرأ أيضًا
“دبوس” كيف عانى نجيب الريحاني من الجمهور والصحافة والفقر والديون؟
التيمة المشتركة بين المسرحية بنسخة بطولة نجيب الريحاني ونسخة بطولة عادل خيري، وبين فيلم 30 يوم في السجن هي أن شخصًا قام بدخول السجن مكان شخص بعد تزوير في الأوراق نظير مقابل مالي، وتلك القصة الخيالية تحولت إلى حدث حقيقي.
التحول من الخيال إلى الحقيقة بعد وفاة الريحاني
شهد يوم 16 سبتمبر 1949 وبعد وفاة نجيب الريحاني بـ 3 أشهر، صدور حكم من محكمة جنح الدرب الأحمر يقضي غيابيًا بحبس المتهم حسن إبراهيم دياب لمدة 30 يوم مع الشغل والنقاذ.
عقب صدور الحكم استقبل كاتب التنفيذ في المحكمة شخصًا اسمه أحمد عبدالباري علي وهو ينتحل اسم المحكوم عليه (حسن) فأرسله إلى السجن، وقبل انتهاء مدة العقوبة المحكوم بها في حق حسن إبراهيم، تلقت النيابة بلاغًا من مجهول يذكر أن هناك تزويرًا، وأن الشخص الذي انتحل اسم المحكوم عليه وحُبِس بدلاً منه قام بذلك نظير 5 جنيهات.
اقرأ أيضًا
لماذا سقط الكسار وظل الريحاني على العرش؟
تولت النيابة التحقيق وتبينت صدق البلاغ المجهول فأمرت بإلقاء القبض على حسن إبراهيم دياب لتنفيذ الحكم الصادر بحقه، فيما أصدرت قرارًا بحبس المتهم أحمد عبدالباري علي، وتحويله للمحاكمة بتهمة التزوير.
المراجع
- مذكرات نجيب الريحاني
- مجلة البلاغ – عدد 17 سبتمبر 1949 م
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال