
“قفشة”.. من “القاضية” إلى الهاوية كيف سقط نجم الأهلي في فخ المجد المبتور؟

في ليلة لا تُنسى من خريف 2020، سجل محمد مجدي قفشة واحدًا من أشهر الأهداف في تاريخ الكرة المصرية. “القاضية ممكن” لم تكن مجرد عبارة أطلقها المعلق التونسي عصام الشوالي، بل كانت لحظة صنعت مجدًا شخصيًا للاعب، وصورة خالدة في الذاكرة الجماهيرية. لكن المجد، أحيانًا، لا يكون منصفًا.
اختزال التاريخ في لقطة
منذ ذلك الهدف الذي حسم نهائي القرن أمام الزمالك، لم يتمكن قفشة من التحرر من عبء “اللقطة”. فبدلاً من أن تكون منصة انطلاق لمسيرة أكثر نضجًا وتأثيرًا، أصبحت القاضية قيدًا ذهنيًا ونفسيًا.
رغم تسجيله لأهداف حاسمة ومساهمته في بطولات لاحقة، لم يجد اللاعب في عيون الجمهور إلا “صاحب القاضية”. هذا الاختزال الإعلامي والجماهيري أصابه بنوع من الإنكار، وجعله أسيرًا للحظة، لا بطلًا مستمرًا في صناعة المجد.
غياب التطور الفني
من الناحية الفنية، لم يظهر قفشة علامات التطور المنتظر من لاعب في مركز صانع اللعب. لم يعمل على تحسين أدواره الدفاعية، ولم يطوّر سرعة قراره في الملعب، وبات أداؤه في بعض الأحيان أشبه بمن يصرّ على ارتداء الشارلستون، في زمن الـ skinny .
يبدو أن العقل الكروي للاعب توقف عند عام 2020، بينما العالم من حوله لم يتوقف عن الجري.
قرارات خارج الملعب.. تعمّق الأزمة
تجلّى هذا الجمود الذهني في تصرفات قفشة خارج الخطوط أيضًا. فقببل كأس العالم للأندية، ظهر مرتديًا قميص نادي إنتر ميامي الأمريكي، أحد منافسي الأهلي، داخل فندق إقامة الفريق، وأصرّ قبلها على نشر صور دعائية مع ميسي، اعتبرها كثيرون تحديًا ساذجًا وخارج السياق.
ثم جاءت تصريحاته المتكررة في البرامج التلفزيونية، والتي اتسمت أحيانًا بالاندفاع أو الغرور، لتثير عواصف من الانتقادات الجماهيرية.
الأخطر من ذلك، هو شروع اللاعب في الرد على الانتقادات بطرق غير معتادة، حيث لمح إلى نيّته “ملاحقة” بعض منتقديه، وكأنه بات يرى في النقد المهني استهدافًا شخصيًا. إنها حالة من الإنكار، لا تليق بلاعب في هذا المستوى، ولا تنذر بخير.
جمهور لا ينسى.. لكنه لا ينتظر
جمهور الأهلي، الذي رفع قفشة يومًا على الأعناق، لا ينسى من أسعده، لكنه لا ينتظر من يخذله. فاللاعب الذي يرفض مواجهة نواقصه، ويرى أن تاريخه المكتوب بلقطة، يغنيه عن التطور، هو لاعب يهدد مسيرته بنفسه.
وما بين لحظة مجد صنعها، ولحظة ضياع يقترب منها، يقف قفشة على حافة الهاوية.
نهاية قد لا تليق بالبداية
القلق ليس فقط على ما وصل إليه قفشة اليوم، بل على ما قد يصل إليه غدًا (الخوف من اللي جاي مش من اللي بعد كدا) ففي ظل هذه الحالة النفسية المضطربة، والجمود الذهني، وغياب التطوير الفني، قد تكون النهاية غير لائقة ببداية كانت مبشرة.
وإن رحل عن الأهلي في هذا التوقيت، فقد يكون الرحيل بداية انهيار كامل لمسيرته، لا مجرد تجربة جديدة.
الكاتب
ما هو انطباعك؟







