
كتاتيب المسيحيين في مصر .. المسلمون كانوا يتعلمون بها

وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
نعرف كلنا لفظ كُتَّاب والصورة الذهنية أنه يخص المسلمين، لكن المجهول وجود كتاتيب المسيحيين في مصر بل واليهود ونشطت بقوة لافتة في عصر محمد علي باشا.
اقرأ أيضًا
ليت زمن الكتاتيب يعود يومًا
المعنى العام للكُتَّاب أنه دار تشبه المكتبة في مساحتها ويتولاها متعلم يعلم الأطفال القراءة والكتابة والمبادئ الأولية للعلوم الدينية.
كتاتيب المسيحيين في مصر .. الشكل والمضمون والرعاية

أشياء كثيرة تجمع كتاتيب المسيحيين في مصر والمسلمين في التشابه من حيث النظام، الفرق أن كتاتيب المسلمين ليست حكرًا على المساجد بعكس كتاتيب المسيحيين والتي كانت جزءًا من الكنائس والأديرة.
اقرأ أيضًا
ليه المسيحيين بياكلوا بلح أحمر وجوافة في عيد النيروز ؟
تطرق صلاح أحمد هريدي خلال كتاب التعليم في القاهرة الثامن عشر إلى المواد العلوم التي كانت تتم في كتاتيب المسيحيين فكانت «الدين، سلوكيات الخير، القراءة والكتابة باللغة القبطية»؛ وكانت المادة الثالثة تتم عبر الترانيم وبعض آيات الكتاب المقدس، أما سليمان نسيب فقد أضاف معلومة أخرى خلال كتاب الأقباط والتعليم في مصر الحديثة والصادرة عن أسقفية الدراسات العليا اللاهوتية أن المواد اشتملت كذلك على «الحساب، وقياس الأراضي، والألحان الكنسية عن مبادئ اللغة العربية، والصلوات السبع»، وكان يطلق على القائمين بمهمة التعليم في الكُتَّاب المسيحي اسم العرفاء أو العرفان.
المسلمون لهم دور في كتاتيب المسيحيين

اللافت بتاريخ كتاتيب المسيحيين في مصر عدة أمور أولها أنها كانت للفقراء منهم أما الأغنياء فكانوا يتعلمون على يد أزهريين في علوم اللغة والأدب والنحو والمنطق والعروض.

أما ثانيها فهو أن المسلمين كانوا يلتحقون بكتاتيب المسيحيين وهو الشيء الذي أكده ماجد عزت بكتاب وادي النطرون في القرن التاسع عشر حيث ذكر أن بعض كتاتيب الأقباط كانت تفتح أبوابها أمام أبناء المسلمين لكي يتعلموا الحساب بهدف التعيين في الوظائف المالية وأبرز تلك الكتاتيب كُتَّاب كنيسة السيدة العذراء في الطرانة بالمنوفية.
اقرأ أيضًا
كيف تصدت مصر لوثيقة تبرئة اليهود من دم المسيح ؟ “مواجهة برعاية البابا وشيخ الأزهر”
أما ثالث الأمور الملفتة في كتاتيب المسيحيين الفتاة المسيحية نفسها كان حضور في الكتاتيب منذ طفولتها حتى البلوغ إذ كانت البنت المسيحية الصعيدية تذهب إلى كُتَّاب القرية مثلها مثل الذكور وتستمر في التعليم حتى سن البلوغ ثم تتحول إلى المنزل وتتزوج وتصبح ربة أسرة.
اقرأ أيضًا
الأزهر والفاتيكان .. قصة تعاون رفضه الأمريكان سنة 52 وتعزز بالوفاق بعد سنوات الشقاق
وأحصت دراسة المؤرخ مصطفى محمود علي أبرز المدن التي كان فيها كتاتيب فكانت المحلة الكبرى بالغربية، والأزبكية وحارة النصارى ومصر القديمة وبولاق في القاهرة، ووادي النطرون في الصهراء الغربية وأبنوب في أسيوط وطهطا في سوهاج.
موارد كتاتيب المسيحيين في مصر

قبل زمن محمد علي باشا كان للمعلم إبراهيم الجوهري دور عظيم بأوقافه وتطرق لها يعقوب نخلة روفيلة في كتاب تاريخ الأمة القبطية والذي اعتبر أوقاف المعلم إبراهيم الجوهري أنها صاحبة التأثير الأعظم في دعم الكنائس والأديرة والكتاتيب التابعة لها.

أما المعلم جرجس الجوهري شقيق إبراهيم فكان يشتري الأماكن ويوم بوقفها على الأقباط والكنائس والأديرة ومنها قطعة أرض في مدينة رشيد خصصها للفقراء النصارى اليعاقبة الموجودين في دير المرقصية برشيد.

وإجمالاً في عهد محمد علي باشا فإن كتاتيب المسيحيين كان يقوم دعمها عبر الإعانات الخيرية وقليل منها ما كان له وقف مخصص مثل الوقفية الموجودة في دار الوثائق القومية والتي خصصها المعلم بطرس عبدالمسيح وكان الوقف هو ربع قيراط على تعليم أطفال حارة النصارى، وظلت كتاتيب الأقباط موجودة حتى تم استبدالها بنظام المدارس النظامية القبطية والتي نشطت بقوة لافتة زمن الخديوي إسماعيل، وإلى جانب كتاتيب الأقباط كان لليهود كتاتيبهم لكن ذلك له تاريخ آخر.
الكاتب
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
ما هو انطباعك؟





