همتك نعدل الكفة
108   مشاهدة  

كروان الزمالك و “شرشوح” بولاق .. السطور المفقودة من قصة العندليب وصلاح نظمي

صلاح نظمي
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



في واحدة من القصص الشهيرة ضمن قصص الوسط الفني التي ذاع صيتها في السنوات الأخيرة بسبب “بوستات” الفيس بوك، وهي قصة خلاف شهير بين العندليب عبد الحليم حافظ، والفنان القدير صلاح نظمي .. اشتهرت القصة بشكل كبير، لكن ردود أفعال الصحف التي كانت تنقل نبض الرأي العام كاملًا وقتها، حيث الشح في وسائل الإعلام عمومًا .. تلك الردود لم يتناقلها أحدهم بقدر شهرة القصة، وجاء أشهر رد فعل عن طريق قلم الناقد والصحفي الكبير جليل البنداري، الذي كتب مقالًا أحدث ضجة كبيرة وقتها لوصفه عبد الحليم حافظ بـ “الشرشوح”، وكان الكاتب الصحفي عبد الله فضيل هو من أشار لمقال “البنداري” في جريدة الميدان في عددها الصادر يوم 1 يناير 2001 .

 

والناقد اللاذع رحمه الله جليل البنداري وقبل الإشارة إلى مقتطفات من المقال علينا أن نحكي قصة القضية التي كان طرفاها وقت ذلك عبد الحيلم وصلاح نظمي، ففي إحدى لقاءات حليم الإذاعية سأله المذيع من أثقل ممثلي السينما المصرية ظلًا، فأجاب عبد الحليم أن صلاح نظمي هو أثقل الممثلين والناس ظلًا ثم ضحك وسارت الكلمة التي قالها حليم كالنار في الهشيم بين كل الناس وخاصةً الوسط الفني الذي أصبح يردد الجملة كنكته ما جعل صلاح نظمي يقيم دعوى قضائية ضد عبد الحليم واتهمه بالقذف والسب وبالرغم من تبرئة حليم أمام المحكمة إلا إن بعض الصحفيين اعتبروا ما فعله حليم خروجًا عن اللياقة، وكتبوا رأيهم في هذه القضية الشهيرة، وكان مقال جليل البنداري هو الأقوى والأقسى، وهو الذي كان معروفًا بالسخرية، فكان الكل يخاف قلمه، وهذه العبارات بعض مما كتب البنداري عن حليم:  

جليل البنداري
جليل البنداري

ما الذي يدفع رجلًا مثل عبد الحليم حافظ إلى الوقوف بجوار قفص الاتهام كمتهم في إحدى قضايا القذف وهو مطرب مرموق وكروان لا يردد إلا أجمل الشعر وأحلى النغمات .. والكروان من سكان الزمالك ولكنه يعيش بأخلاق بولاق والعطوف وحوش بروق، والقضية التي رفعها ضده الممثل صلاح نظمي لم تكن بسبب عبارة قالها عنه كروان الزمالك وشرشوح بولاق في الصحف والمجلات، وإنما قالها عنه في الراديو.

 

 

وفي مقطع آخر يقول البنداري: عبد الحليم لا يتأدّب ولا يبدو رقيقًا إلا إذا غنّى، فالغناء هو مهنة الأدب والفن والشعر والمثالية في الحب .. ولو ارتجل عبد الحليم حافظ الغناء كما يفعل المطرب الشعبي محمد طه لدخل مع الجمهور في قافية وتبادل معه الشتيمة والنكت كما يفعل أمين الهنيدي اليوم، وهو ما كان يفعله علي الكسار منذ ثلاثين عامًا .. ولكن من حسن حظُّه إنه لم يتخصص في التمثيل الكوميدي وإنما تخصص في الغناء وأداء الكروان، وإن هذا الكروان أو شاعر الحب والسهد إذا تحدث أو تغنّى بالحب والسهد استطاع أن يحلق بك في كوكب غير الكوكب وسماء غير السماء ودنيا غير الدنيا.

عبد الحليم حافظ
عبد الحليم حافظ

وإذا لم يغني الكروان تحوّل إلى إنسان عادي، وهو في الجلباب أخف منه في البدلة والياقة والكرافتة .. وبعض الناس يحبون لأنفسهم ما لا يحبونه للغير ولكن كروان الزمالك وشرشوح بولاق يضحك للنكتة من قبله حتى لو كانت عليه شخصيًا، وهو يبدو مغرورًا في أحيان كثيرة ولكنه لا يضعف ولا يبدو على طبيعته المتواضعة جدًا إلا إذا كان في حالة ولادة أو في حالة إعداد أغنية جديدة  تخرج بين يديه للنور، فهنا يتقبل هو وكمال الطويل وبليغ حمدي كل عبارات النقد بمنتهى الرضا، فإذا خرجت الأغنية للنور وإلى المسرح والناس كان كروان الزمالك وشرشوح بولاق هو أول من يفرش الملاية للنقاد إذا تعرضوا لهذا العمل بالنقد أو التجريح.

إقرأ أيضا
مغارة الحليب

 

 

الكاتب

  • صلاح نظمي محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
1
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان