484 مشاهدة
كيف نسمع الأغاني 2..هل الأغاني الحزينة تساعدنا على التخلص من الحزن؟
اغاني حزينة تعبير أطلقه العامة على الأغاني ذات اللحن المعبر عن حالة حزن، أو ذات الكلمات المعبرة عن حالة من الشجن.
وبمقال سابق تحدثنا عن كيفية إسقاطانا لشعورنا على الأغاني وكلماتها، وبهذا الموضوع سنتحدث عن العكس؛ كيف تؤثر فينا الأغاني، وخاصة ذات الألحان والكلمات المعبرة عن شعورنا بالحزن، وكيف تؤثر هذه الأغاني مع من يعانون الاكتئاب.
الاغاني الحزينة و حالات الصدمة
ينقسم الناس لقسمين؛ من يميل لسماع الأغاني الحزينة أثناء فترات حزنه، ومن يبتعد عنها كل البعد ويهرب منها، وعلى كل فرد مراقبة مشاعره أثناء سماع هذا اللون من الأغاني، واختيار المناسب له حسب ما يمر به أثناء سماعها.
ومن المعروف بعلم النفس إن الإنسان عليه الابتعاد عن المثيرات التي تسبب له الألم بعد تجارب سيئة خلقت لديه الشعور بالحزن والغضب.
فالصحي أن يبتعد الإنسان عن الأماكن التي كانت يقابل فيها من سبب له في الألم والخذلان، وكذلك عن الأغاني التي تقلب عليه المواجع كما يقولون، وهذا إن كان مازال في فترة التعافي من الصدمة.
وخاصة الأغاني التي كان يسمعها مع الشخص الذي صدمه، أو تتعلق كلماتها بنفس الحالة التي يحاول الخروج منها.
كيف نسمع الأغاني..سعد نبيهة ومصائب أخرى نعتذر عنها للكتاب
الأغاني وما بعد التعافي
الأغاني الحزينة التي ينصح بعض الأخصائيين النفسيين بسماعها تكون بعد المرور بآلم الصدمة؛ أي سماع أغاني حزينة لا علاقة لها بأخر تجربة يحاول المرء التعافي منها.
يسترجع المرء من هذه الأغاني على سبيل المثال ذكريات مرت عليه بالجامعة أو بمرحلة مثل الثانوية العامة تجعله يشعر بالحنين لهذه المراحل أو استرجاع ذكريات مرت ربما بما شجن أو حزن على الأوقات التي عادت بلا رجعة، ولكنها تساعده على التعافي من الشعور بالاكتئاب نفسه.
فشعورنا بالحنين لذكريات مرت يجعلنا نؤمن بإن في إمكاننا الشعور بنفس المواقف الطريفة مرة أخرى بخلق ذكريات جديدة.
كما أن الأغاني الحزينة كالأفلام السينمائية التي تتسم بنفس الطابع الحزين، وتجعلنا قصتها نبكي ونخرج مشاعرنا السلبية بشكل مختلف مع أحداث خارج إطار تجاربنا الشخصية.
فهناك من يتفاعل مع الأغاني الحزينة إن كانت كما قلت تحمل كلمات ومعاني بعيدة عن وجعه الخاص، وهنا يحدث توجيه مختلف لمشاعر حزنه في إطار صحي يجعله يتناسى آلامه للحظات وفي نفس الآن يخرج ما بداخله من مشاعر حزن مع الأغاني.
بالتأكيد قد مررت بهذه الحالة، عندما تبكي مع مشاهد فيلم من أفلام الكرتون بحرقة شديدة وتحكي لأصدقائك أنك تأثرت بالفيلم إلى الحد الذي جعلك تبكي بهذا الشكل دون توقف لدقائق.
فهذه الحالة تنقل مشاعرك السلبية المكبوتة من خلال فيلم أو أغنية حزينة. كما ترتبط الموسيقى الحزينة بهرمون البرولاكتين الذي يتربط بالبكاء.
ويعد البكاء وسيلة مهمة لتخريج مشاعر الحزن والمشاعر السلبية. أيضًا تساعد هذه النوعية من الأغاني في شعورنا بالآخر.
فعندما تندمج مع قصة أخرى حزينة يجعلك هذا الأمر تشعر بمعاناة الغير وتتعاطف معهم وتحاول تقديم الدعم والعطف لهم مما يساعدك على الشعور بالرضا والانشغال عن مشاكلك الخاصة.
تساعد الموسيقى نفسها في خلق حالة جديدة للحزن، فيشعر المرء أن هناك من استطاع التعبير عن مشاعره بشكل مختلف يتمثل في هذه الموسيقى.
وينسى الإنسان مشاعر الحزن نفسها وتمتزج روحه بالموسيقى واللحن الذي يعبر عن مشاعره هذه.
فيعتبر الإنسان الموسيقى كصديقه الوهمي الذي يستطيع التعبير عن أوجاعه والتعبير عن حزنه من مشاعر حزن تتمثل في شعورنا بالغضب ،الخذلان،الفقدان،الوحدة ،الحيرة والآلم.
الكاتب
ما هو انطباعك؟
