كيف يرى الجمهور مذيعة البرامج الدينية؟
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
“إيه كلمة اتصدمنا فيكِ اللي مسكنهالي؟ بعض الناس يعني في الرايحة وفي الجاية على كل حاجة؛ على قميص “كاروهات اتصدمنا فيكِ، على بنتي مش محجبة اتصدمنا فيكِ، انتوا مالكو؟
هذه كلمات مقتبسة من فيديو للمذيعة دعاء فاروق بقناتها بـ”يوتيوب” والذي اختارت له عنونا يناسب تطاول البعض من الجمهور عليها بتدخلات في حياتها الشخصية، فكان عنوان الفيديو “تحذير هذا الفيديو بزعق فيه، اللي هيحس إن الكلام موجه ليه وهيضايقه يبقى أيون بالضبط كدة أقصده”
يرى الناس المشاهيرقدوة يجب أن يحرصوا على كل نفس يخرجونه، ويستبيح البعض الآخر الحديث عن حياتهم بشكل فج ويوجه لهم السباب داخل محتوى النصح والإرشاد.
ولم أستوعب أبدًا، كيف للمرء أن يقرن اسم الله بجملة ثم يعقبه بتفنن في السباب والإهانة!..هذه العقليات التي وصلت لمرحلة من التطرف جعلتهم عميان القلوب يمارسون فُحش اللسان، ويرون أن ما يفعلونه في مصلحة الدين والدعوة!
فعلقت إحدى السيدات على الحساب الشخصي للمذيعة دعاء فاروق بانستجرام بمرة قائلة “ربنا يلعنك يا عدوة الله” فما كان من دعاء إلا أن دعت بأن يهدي الله قلبها الذي وصل لهذه المرحلة من الكره.
دعاء مذيعة خفيفة الظل وتلقائية، ولأنها تقدم البرامج الدينية وضعها الجمهور تحت ميكرسكوب، فكل حركة لدعاء وصورة على حسابها بانستجرام تتعجب من تعليقات الناس عليها.
يضع الناس مذيعة البرامج الدينية بقالب ملائكي وقيود يحاولون فرضها على حياتها الخاصة ، بل في كل مرة ناقشت دعاء شيخًا من ضيوفها كانت تقوم التعليقات ولا تقعد من باب أن دورها تقديم البرنامج ليس إلا، وأن للشيوخ احترامهم، ويتناسى هؤلاء أن دعاء هي صوت شريحة كبيرة من الجمهور الذي يحاول فهم الفتاوى.
بمناقشة لها مع الشيخ أشرف الفيل حول مكياج المرأة تأثرت دعاء من فتوى الشيخ بأن على المرأة الابتعادعن وضع المكياج وعبرت عن فئة كبيرة من النساء في هذا النقاش، ورد عليها الشيخ آنذاك أن هذا رأيه، وهو يخاف أن يسهل على الناس في فتواه فيأخذوا بالأسهل فالأسهل.
على الرغم أن الفيديو مر عليه أكثر من عام، إلا أنه لسبب ما انتشر مرة أخرى بالأونة الأخيرة، وعلى الرغم أن دعاء وضيوفها الكرام علاقتهم محترمة ويتبادلون التعليقات الطيبة، إلا أن البعض يصر على التعليق بشكل فج على طريقة دعاء في النقاش والتي لا يتذمر منها الشيوخ، بل على العكس يتفهمون طبيعة دعاء التي تتحدث بلسان حالنا مما يعطي للحلقات المصداقية المطلوبة والتي نفتقدها في الكثير من البرامج الدينية.
تعجبني دعاء لأنها صادقة صاحبة مبدأ، وفي نفس الآن تحب الجميع وتفتخر بأصدقائها المختلفين عنها رغم تعليقات البعض المستفزة، وهذا ما نحتاجه من مذيعة البرامج الدينية؛ أن تكون صادقة تشاركنا كيف تتقبل الناس جميعًا دون كبر المتشددين الذين يرون أنفسهم دائمًا بريشة زائدة على رؤوسهم فيما نهانا الله عن الكبر الذي يحبط العمل.
أحب دعاء لأنها تحلت بالشجاعة التي جعلتها تواجه هؤلاء بحقيقتهم، وأن المشاهير ليسوا بملائكة، ولا يحل للناس الخوض في حياتهم بشكل يتنافى مع الأخلاق التي يدَّعون أنهم يحرصون عليها.
أحب دعاء لأنها قالت الحقيقة؛ الناس يحبون من يخدعهم، ويجهز لهم ما يتناسب مع توقعاتهم ولو بالنفاق، والبعض لم يشبع من الصدمات التي تلقيناها في أخرين من المشاهير نادوا بشعارات للحق والخير، وتورطوا فيما بعد بقضايا جعتلهم يتمنون لو أن الأرض تنشق وتبتلعهم.
يجب على الجمهور أن يتفهم؛ مذيعة البرامج الدينية ربما تحاول التقرب إلى الله، تحاول إفادة الناس بأسئلتها الشخصية مع الضيوف، ولكنها من عباد الله لم يخلقها معصومة من الخطأ، ولا تتعمد الصدام مع الجمهور، ولكن يصر البعض على إزعاجها.
رد دعاء كان خطوة جيدة يجب على الناس توقعها فيما بعد من كل مشهور لعلهم يختارون كلماتهم قبل كتابتها من وراء الشاشات، فربما نسوا أن هناك كلمات من نور وبعض الكلمات قبور!
اقرأ أيضا
سوهاج والمسيحية .. جوانب تاريخية غير مروية عن بلد المواويل
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال