لماذا تعاملنا مي الخرسيتي على أننا بهائم؟

شاهدت الفيديو الذي “كسّر الدنيا” بلغة الميديا ، “الإعلامية مي الخرسيتي تكشف المؤامرة الصهيو أميركية لنشر فيروس كورونا ” والحقيقة لمن شاهد الفيديو أو لمن لم يشاهده أن ما حدث خَلطة ربما تخيل ع الكثيرين ممن يصدقون البكاء والصراخ واللطم وعبارات الإلقاء بالمسئولية على الغير إن لم نصدق كلام الأستاذة ، تعالى بنا أشرح لك ما الذي شاهدنا في الفيديو.

إذا قسمنا الفيديو على ثلاث مراحل، أو أربعة على الأخص، سنجد الأستاذة استخدمت أسوأ أسلوب من الممكن أن يستخدمه إنسانًا في الترويج لمحتوى ما ، وهو التعالي على المشاهد .. تحدثت مي الخرسيتي للناس قائلة : “أنا ممكن أعمل عليكم أحلاها سبوبة” وهي الجملة المفتاحة للموضوع ، طالما أن السبوبة أحد الخيارات التي تفاضلين منها دائمًا فبالتأكيد قد وقع عليها الاختيار من قبل ، الأمر حقًا يحتاج لتفنيد محتوى الأستاذة مي ، لنعرف أيهما بسبوبة وأيهما بضمير !.

اقرأ أيضًا 
عن وفيات كورونا .. ما أكدته الدراسات مع انتشار الأرقام الوهمية

بعدما حملت الأستاذة مي القرآن الكريم ، وقارنت آية منه بعبارة مكتوبة على الباسبور الأميركي مفادها “الإيمان بالله” ، ورفعت إصبعها مثل حسين يعقوب متهمة الجميع أن إيماننا كمصريين ضعيف ، والحقيقة أن الأستاذة لا تعرف المصريين جيدًا ، فالمصري حقًا إيمانه قد يصل حد العدمية ، وأن لا شئ في الحياة قادر على إيقافه والتاريخ القريب والبعيد يشهد على ذلك ، وأن ذلك حقيقة لا تحتاج لمي الخرسيتي لتأكيدها أو نفيها ، إلى الآن الفيديو عبارة عن صراخ مرأة في زحام طابور الجمعية ، وليست معلومة مهمة تقدمها إعلامية للشعب !

تعريف المعرف

أطلب من الأستاذة مي أن تنزل شبرا أو امبابة أو باب الخلق ، وتسأل أي رجل بسيط : “من يا حاج سبب خراب العالم” بالتأكيد سيجيب وهو يسلك أسنانه: “أمريكا” وهي مسألة لا تحتاج لعبارات مثل “أنا جايه من هناك وعرفت معلومة خطيرة” ، “أنا واحدة من علمائهم” ، “أنا دكتورة ومتخصصة وأنا وأنا وأنا وأنا ” ، ما كل هذا التكلّف في معلومة من المفترض أنكِ تقدميها خدمة لمجتمعك؟

إعلامية لا تعرف تأثير ما تقوله

نأتي للنقطة الأكثر كارثية في الفيديو ، الأستاذة مي الخرسيتي خلطت بين نظرية المؤامرة حول مصدر إطلاق فيروس كورونا المستجد ، وأن الفيروس موجود فعلًا ، وهنا المصيبة التي تضعنا بها الأستاذة بعد (نشف ريق) الحكومة والإعلاميين والأطباء في محاولة توصيل الخطر من وراء الفيروس ، وحتى إن كانت حرص المصريين قد زادت عن الحد لكنه على الأرجح أفضل بكثير من أن يهمل المصريين صحتهم ، هذا إن كان المصريين قد اتبعوا التعليمات الوقائية من الأساس ، لكن لا يجوز على أي شكل أن تهدم الأستاذة مي كل محاولات توعية الشعب بمخاطر الفيروس ، بفضل نظرية مؤامرتيه تبدأ في الجريدة وتنتهي في الجريدة ولا تخرج عن حرب السياسيين والمحللين والصحفيين ، ما علاقة وجود فيروس ماتت به سيدة في المنصورة بمن أطلق الفيروس؟

أميركية صدقت نكتة أطلقها المصري على نفسه

إقرأ أيضا

الديكوباج.. فن البحث عن العصور

تتحدث مي الخرسيتي عن مناعة المصري على إنها حديد لا تتأثر بشئ ، ولو أنها ذهبت للمستشفيات لتشاهد المرضى بجميع أشكال العلل وأنواعها ، ولو أنها تعمل سيرش على جوجل لتشاهد كم المستشفيات التي يحتاجها المصريين في جميع اختصاصات الطب ، ولو أنها تقرأ إحصائيات المرض في مصر ، لما وجهت المصريين للابتعاد عن كل الأساليب الوقائية في سبيل صحة العبارة التي نقولها عبثًا على سبيل “العنتلة ” : “المصري يفوت في الحديد”

الملخص – فن الدروشة

لو حاولنا نلخص الفيديو الذي أحدث كل هذا الضجة في بعض العبارات سنجد التالي :
امرأة تمسك المصحف وتبكي كي تخرق وعي أي إنسان فتكسب تعاطفه
إعلامية تروج لنفسها “أنا وأنا وأنا وأنا وأنا “
شخص لا يعيش معنا على كوكب الأرض ويأمرنا جميعًا بالابتعاد عن أساليب الوقاية لأننا مصريين يا ولاد والمصري لا يقتله شئ لأنه أيرون مان !
أميرة عثمانية تمسك كرباج وتقول : إسمع كلامي فالاد خرسيس وإلا أصبحت جاهلاً”
فيديو حقق ملايين المشاهدات ورفع اسم مي الخرسيتي للتريند .. والآن هل فهمت اللعبة؟