لماذا كان شهر رمضان 1418 هجريًا فارقًا مع جيل التسعينيات في مصر ؟

بدأ العام 1997 بشهر رمضان 1417 (يوم 10 يناير) وانتهى بقدوم شهر رمضان 1418 هـ (30 ديسمبر)، ولم يكن التميز بوقوع رمضان مرتين في عامٍ ميلادي واحد، وإنما كان التميز في شيء آخر يخص الأطفال.

شهر رمضان 1418 .. ذكريات أطفال التسعينيات

ساهم شهر رمضان 1418 هجريًا في تشكيل وعي جيل التسعينيات بأكمله خاصةً مواليد أول 4 سنوات من عقد التسعينيات، وكانت ثقل ذكرياتهم الرمضانية نوستالجيًا ولدت في هذا الرمضان.

لم تتغير طقوس شهر رمضان عام 1418 تلفزيونيًا، فنظام المسلسلات كما هو، وحلقات خواطر الشيخ الشعراوي ظلت مستمرة، لكن تغيرًا جذريًا حملته الفقرات فيما يتعلق بالأطفال، ففي شهر واحد تنافست القناتين الأولى والثانية على شغف الأطفال من خلال 4 مسلسلات هي «بكار على القناة الأولى، من قصص الأنبياء بالصلصال، وحكايات خيال الظل ومغامرات السندباد البحري على القناة الثانية».

أطفال ما قبل رمضان 1418 هجريًا

لم يكن التلفزيون المصري بعيدًا عن الأطفال في أي رمضان ما قبل العام 1418 فقد كانت لهم فقرات تخصهم لكن كلها كانت لم يكن لها صلة بالكارتون، فالبرامج التي كانت تخصهم هي فوازير عمو فؤاد وجدو عبده، إلى جانب برنامج بابا ماجد «من نور الإسلام» الذي كان فكرته مسابقة في الأسئلة الدينية.

أما يخص المسلسلات المسلية للأطفال فكان ألطفهم فوازير بوجي وطمطم والتي كانت تنافس حفلة على شرف تعلوب، لكن مسلسلات الرسوم المتحركة فكلها كانت أجنبية مثل «سلاحف النينجا، توم وجيري، كاسبر»، لذا تقرر أن يتجه قطاع الأطفال في ماسبيرو إلى جعل تسلية بالرسوم المتحركة لها صلة بثقافة الطفل مصريًا، ولها أيضًا صلة بأجواء شهر رمضان.

حكايات خيال الظل .. الكارتون المظلوم

كان من المسلسلات الشهيرة للأطفال هو مسلسل حكايات خيال الظل، وقامت فكرته على ذكر قصة للأطفال تكون بفن خيال الظل.

كان سيناريو  وحوار المسلسل للإعلامية عفاف الهلاوي وكلمات الأغنية شوقي حجاب ولحن وفاء فريدون وغناء شادية حسني والموسيقى التصويرية لشريف نور، وإخراج حسن عبدالغني، أما التمثيل الصوتي فكان يقوم به «رأفت فهيم وعادل صقر وعبدالرحمن حامد ويسرية الحكيم ومديحة حنفي ولاشينة لاشين وسيد خاطر ومحمود عامر وطارق مندور ومحمود درديري وشادية حسني ومحمد شرشابي وجلال عثمان».

عفاف الهلاوي كانت مدير عام برامج الأطفال في القناة الثانية من عام 1990 إلى 1997 وتقول في حوارها مع سها سعيد «خيال الظل كان يقدمه ولد من الكويت وكان عبارة عن قصة وتنفذ بشكل مبتكر بخيال الظل وكان وقتها شيئًا جديدًا، وأنا نت أكتب السيناريو وحصل على جوائز عديدة وقد اختير من مؤسسة ألمانيا وشاركنا في مهرجان ميونيخ».

بكار .. سيد ذكريات الأطفال الرمضانية

يتربع مسلسل بكار على رأس ذكريات الأطفال في رمضان فهو سيد أعمال الرسومات المتحركة بلا منازع وكانت فكرته مصرية من الألف إلى الأياء.

إقرأ أيضا

امبراطورية ميم وقع في فخ الملل

السيناريست عمرو سمير عاطف حكى كواليس صناعة العمل فذكر على صفحته الشخصية ««سنة 1997 الدكتورة منى أبوالنصر الله يرحمها قالتلي إن سهير الاتربي الله يرحمها رئيسة التليفزيون في الوقت ده عايزه تنتج فيلم رسوم متحركة مدته خمس دقايق عن طفل من الجنوب، ونظرًا لأن عام 1997 سمي عام طفل الجنوب وكان فيه اتجاه من الدولة للاهتمام بجنوب مصر بشكل عام وبالأطفال بشكل خاص، قالتلي عايزين نعمل فيلم نورى فيه المعابد والأثار ويبقي فيه طفل صغير ومدته ما تزيدش عن خمس دقايق».

وتابع: «روحت البيت وكتبت بكار اسم كان معلق في دماغى بعد ما قابلت راجل من النوبة اسمه بكار كان بيشتغل في مكان أنا كنت باشتغل فيه، وبما أني كنت أحيانًا باخد أخويا وأركب مركب أعدى بيها النيل خليت بكار يروح المدرسة بمركب وبما أننا كنا داخلين بالفيلم ده مسابقة خليت أحداث الفيلم عن مسابقة وبما أن اللي هاينفذ الفيلم رسامين اترسمت الشخصيات رسمتها نيفين الجبلاوى وكانت عامله بكار بعمة زي السودانيين فقلتلها تغيرها وعملت (ستورى بورد) رائع وكلمتني الدكتوره منى وقالتلي تعالى اسمع أغنية بكار، أنا قلت لمنير يغنيها كانت تحفة وعجبتنى جدًا واتعمل وعمري ما كنت أتخيل ولو لثانية إن العمل ده ها ينجح للدرجة دي».