رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
209   مشاهدة  

لماذا لعب الرجال الأدوار النسائية في السينما؟ .. فصول من تاريخ “الكابوكي” تجيبنا

الكابوكي
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



لا يعرف الكثيرين، بل لا يعرف الأغلبية العامة من الناس أن هناك فن يدعى “كابوكي” على الرغم من كونه فن عريق يرجع تاريخه لـ 400 سنة ماضية وهو منبثق من تاريخ وحضارة الشخصية اليابانية .. وتعثر علينا في الشرق فهم هذا الفن، وبالتحديد في مصر، ذلك لأن قد نُشر في مجلة صباح الخير لعدد 27 أكتوبر لعام 1988 فصول من تاريخ هذا الفن وكيف أن المصريين سخروا من العرض الأول له في مصر، كما أنه يجيب عن سؤال يظل غامضًا في السينما وفن التمثيل من الأساس، وهو الأصل التاريخي للعب الرجال أدوار النساء .. وهذه مختارات مما قالته الكاتبة الصحفية “دينا أمين”  في عدد المجلة :

 

فن الكابوكي من أقدم الفنون المسرحية اليابانية وأكثرها انتشارًا خارج حدود اليابان ويمتد عمر الكابوكي إلى القرن السابع عشر، وخلال هذه السنين إنفصل تمامًا هذا الفن عن فن النو – والذي هو كل مسرحي آخر على غرار الكابوكي- إلا أنه معروف أكثر لدى المشاهد المتخصص لدى التعليم والثقافة، أما الكابوكي فإنه فن شعبي يجتذب جميع مستويات المتفرجين بجانب نسبة كبيرة من المتفرجين الأجانب .

ويعتبر الكابوكي مدرسة مسرحية مستقلة ولونًا يتعلم منه طلبة المعاهد العُليا للتمثيل في العالم كله أساليب وتكنيكات كثيرة تساعدهم في آدائهم، من حيث التحكم في الجسم واستعماله مأداة للتعبير واستعمال الطبقات المختلفة والصعبة في الصوت. كما أصبح الكابوكي لعالميتة وانتشاره وسيلة قوية للقيم والثقافة اليابانية.

 

ومن خصائص الكابوكي الفنية اشتماله على الغنائ والرقص والدراما، وفيه يقوم الرجل بتمثيل جميع الأدوار حتى النسائية بعد أن مُنعت النساء في عام 1639 عند قيامهم بأدوار غير أخلاقية من المشاركة فيه وهو من أقوى عوامل الجذب الشعبي للكابوكي هو روعة المناظر أو الملابس، والمبالغة المتعمدة في الماكياج، فكل هذه العناصر تزيد من روعة الأداء وتجعلها روعة مرئية ملموسة. ولما كان ممثلو الكابوكي متوارثين هذا الفن عن أجدادهم كان من الطبيعي أن يقوموا بتمثيل الأساطير التاريخية والحكايات المسلية المنقولة عن تاريخم الأدبي الشعبي الشفوي، لذا غالبًا ما تكون لدراما الكابوكي وقع رومانسي في نفسية المتفرج الياباني .

نقوش من تاريخ الكابوكي
نقوش من تاريخ الكابوكي

وقد أتانا في مصر فن الكابوكي على النحو الرائع ليكون لونًا جديدًا وجادًا ومحترمًا قدمته لنا مؤسسة اليابن بالتعاون مع وزارة الثقافة، ضمن برنامج افتتاح مبنى الأوبرا .. وكان العرض غاية في التكامل والجمال إلا أن ردود فعل الجمهور كانت خافتة جدًا ربما لعدم فهمهم لقيمة هذا الفن .. ويتكون عرض الكابوكي الكبير الذي قدم بالقاهرة من ثلاثة فصول، الأول فصل درامي لمدة ساعة اسمه شونكان هو أصلًا عرض من خمسة فصول اقتصرته الفرقة إلى مشهد واحد. وقد أبدع في هذا العرض الممثل “ناكامورا توميجورو” حيث استطاع بأدائه المتميز أن يجتذب الجمهور المصري له ويبعث بالشجن في نفوسهم بالرغم من عدم فهمهم للغته لكن استطاع بتعبيرات وجهه واستخدام جسمه لتوضيح الحدث أن يسمو بالعرض عن حواجز اللغة.

أما العرض الثاني فهو رقصة تسمى عذراء الوستريا، وقدمت لأول مرة عام 1826، وقام بدور الراقصة الممثل “ساموامورا توجورو” الذي كان قمة في الرشاقة والليونة والإقناع . ويتميز هذا العرض بألوانه الجذابة الزاهية، التي تمثلت في الزي والديكور وشدّت شجرة الوستريا الانتياه بلونها البنفسجي الفاتح الجميل كما كان تغيير “ساموامورا توجورو” المستمر والسريع للملابس من عناصر إبهار المشاهد بهذا العرض الخفيف.

أما عن الفضل الثالث كان مشهدًا هزليًا راقصًا، قام بع ثلاثة فنانين استعرضوا خلال هذا العرض قدرة فنية هائلة في الإضحاك والتمثيل الصامت والرقص وهم “ناكامورا توميجورو” و”ناكامورا كاشو” و “إيتشيكاورا دانزر” وقد تجاوب معهم الجمهور حيث إنهم أوصلوا سخريتهم بسلامة ومقدرة فائقة.

إقرأ أيضا
قرار تقسيم فلسطين

 

وأخيرًا وبالغرم من تضارب الآراء حول هذا العرض المسرحي الفريد، وبالغرم من أن الكابوكي أصبح مادة للتنكيت والسخرية .. إلا أننا نقول للجمهور المصري لابد أن نعطي أنفسنا فرصة التعرف على الفنون الراقية الأجنبية وقبل كل شئ نتيج لأنفسنا رؤية فن رفيع ربما لا تواتينا الفرص بعد ذلك لمشاهدته .. فلولا الأوبرا لظل الكابوكي بالنسبة لنا سرًا غامضًا نقرأ عنه ولا نراه أبدًا.

الكاتب

  • الكابوكي محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان