رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
127   مشاهدة  

لو لم أكن صحفية لوددت أن أتفرغ للتدريس

التدريس
  • إسراء سيف كاتبة مصرية تخرجت في كلية الآداب، عملت كمحررة لتغطية مهرجانات مسرحية، وكصحفية بموقع المولد. ساهمت بموضوعات بمواقع صحفية مختلفة، وتساهم في كتابة الأفلام القصيرة. حصلت على الشهادة الوظيفية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من الجامعة الأمريكية وألفت كتابًا لتعليم اللغة العربية للأطفال بالدول الأوروبية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



التدريس..مدرسة عايزة اشتغل مدرسة

قلتها لواحدة من الأقارب عندما سألتني بعد تخرجي في كلية الآداب _ قسم علم النفس_عن طبيعة العمل الذي أتمناه؛ لذلك لو تركت الصحافة لتفرغت لمهنة التدريس. 

سألتني قريبتي عندما أجبتها عن رغبتي في العمل بالتدريس وقالت:  وما علاقة علم النفس الذي درسته بالتدريس؟..فقلت لها: أنني درست كيفية التعامل مع الأطفال، وأريد أن ألعب دورًا هامًا بحياتهم. 

عودة للصحافة 

عام 2010 كنت باللجنة الإعلامية لنموذج محاكاة جامعة الدول العربية بمكتبة الإسكندرية. نظر لي أحد الزملاء حينها وقال: 

إسراء أنتِ صحفية بالفطرة. 

كنت قد انتهيت من تقرير عن النعرة الشيفونية وسألت بعض من أهل الشارع عن الموضوع بأسئلة محددة وبسيطة.

 عندما لبست البكيني لأول مرة

ظننت وقتها أن حبي للصحافة مجرد حب لهواية تتعلق بالكتابة بوجه عام، وليس حبًا  لللمهنة ذاتها، ولكنني اكتشفت مع الوقت أن زميلي كان محقًا. أنا أحب الصحافة، ومن حسن حظي أن رزقني الله الفرصة وهداني للطريق ببيئة عمل تناسب روحي. 

التدريس له ما له وعليه ما عليه 

بعد تخرجي والتدريب على الصحافة في أكثر من حدث ومهرجان مسرحي تابع لوزارة الثقافة ، لم أجد فرصة حقيقية  للعمل بالصحافة حينذاك، فقررت العمل بالتدريس لحبي للأطفال ولكسب الرزق. 

أصبحت مع الوقت  شغوفة بالتدريس وفاجئت المحيطين بي بأنني أصبحت صبورة فجأة، وأستطيع التحكم بأعصابي، فالأطفال عملوني حرفيًا الأدب. 

التدريس يجعلني أقترب من عالم بريء، لا يفتعل فيه الإنسان المشاعر، فالطفل لا يزيف الحب أو الغضب.

زفة عصافيري على شباكي 

 لو اضطررت لترك الصحافة التفرغ للعمل كمدرسة؛ لأن التدريس  سيجعلني أعود لشغف مختلف، فالكتابة تجعلني أؤثر بعالم الكبار فقط، بينما التدريس يجعلني أؤثر بعالم الكبار والصغار، وكنت قد درست دورة لمحو الأمية يوما ما. 

التدريس سيجعلني أشارك بدور أحب القيام به؛ دور الأمومة. أتذكر طفلة إنجليزية كنت أعلمها العربية لست سنوات متواصلة قالت لي قبل رجوعها لأنجلترا أنها تعتبرني عائلتها الثانية وأمها الثانية وصديقتها، فكانت وقع كلماتها علي كعوض لا مثيل له من الله على الفراق الذي كُتب علينا. 

فالطفل يرى مدرسته بمكانة عالية بعد أمه مباشرة، بل أن مدرسته لها هيبة ما تجعله يحاول الاجتهاد وينتظر أن تقول له بعد كل محاولة  جديدة للفهم والإجابة شاطر وبرافو. 

عالم الطفولة يجعل الشخص البالغ ينسى همومه ولو لساعات بسيطة، وربما عملية التدريس عملية صعبة وتحتاج إلى صبر وصحة وجهد مختلف، ولكنها تستحق كل هذا من أجل رسالة هامة لزرع العلم بالتلاميذ، وزرع الحب أيضًا. 

التدريس يجعل الإنسان يجني ثمارًا مختلفة؛ يقابل مراهقًا بطريقه مصادفة بعد سنوات ليتفاجىء بترحيب كبير منه وأنه من تلاميذه، ويذكره بأهم مقولاته بالفصل وأهم نصائحه، ويشاركه أين وصل بالتحديد من خريطة أحلامه. 

أتذكر  كلمات مدرس الرياضيات الذي درسها لي لسنوات_ وقد ساعدنا الفيس بوك للوصول لبعضنا البعض_ قال لي أنه يشعر بالفخر مع كل خطوة أخطوها للأمام، وكأن له فضل ولو بسيط فيما أحقق لأنه كان يعتبرني كابنته بوقت من الأوقات. 

بل أن أبي الروحي “علاء عبد اللطيف” والذي أناديه ببابا بعفوية شديدة هو مدرس التاريخ الذي درس لي الدراسات الاجتماعية والتاريخ لعدة سنوات، وكان أول من شجعني على الاستمرار بالقراءة والكتابة وأغرقني بعالم الكتب كهدايا أو استعارة حتى أصبح فردًا من عائلتي، بل أحيانًا كان وحده عائلتي وجيشي الذي أستطيع هزم به كل معركة بالحياة بمنتهى  الثقة. 

إقرأ أيضا
خدمات

قصة مقتل جاربيس أشهر صانع جيلاتي في اسكندرية زمان 

أسباب عدة لاستشعار حلاوة التدريس بجانب صعوبته، ولا يسعني سوى أن أستدعي مشهدًا أخيرًا بختام المقال، عندما توقفت عن الصحافة لفترة اضطرارًا لا اختيارًا، فذهبت لدراسة تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها بالجامعة الأمريكية. 

أتممت الامتحان الأول الذي شرطه نجاحي بالنحو بدرجة تتعدى 80 بالمئة وكنت قد أصبت بهبوط حاد بالضغط وعلى أثره علق لي طبيب محلولًا من المحل قبل سفري من الإسكندرية  للقاهرة للامتحان بأقل من 24 ساعة.  

نجحت بالامتحان وقدمت مشروعًا جيدًا بنهاية الدورة التدريبية  نال رضا وتشجيع أستاذتي بالجامعة الأمريكية، وشعرت بالفخر بعد جهد وعراقيل كثيرة حدثت لي قبل هذا الحدث، فإذا  بعوض جديد من الله أتى عن طريق قول أستاذتي الرائعة آروى المقريف التي قالت بغتة: أنتِ مدرسة بالفطرة يا إسراء. 

أتذكر قول زميلي الكاتب ” إسلام سلامة” الذي لا أعرف أراضيه الآن عندما قال: أنتِ صحفية بالفطرة يا إسراء. 

أتذكر كلامهما الطيب لي وأحمد الله أن فطرني على موهبتين يتجددان بالشغف والحب والإخلاص، وبالتأكيد لو اضطررت لترك الصحافة لتفرعت لتعليم الأجانب اللغة العربية وخاصة الأطفال.

 

الكاتب

  • التدريس إسراء سيف

    إسراء سيف كاتبة مصرية تخرجت في كلية الآداب، عملت كمحررة لتغطية مهرجانات مسرحية، وكصحفية بموقع المولد. ساهمت بموضوعات بمواقع صحفية مختلفة، وتساهم في كتابة الأفلام القصيرة. حصلت على الشهادة الوظيفية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من الجامعة الأمريكية وألفت كتابًا لتعليم اللغة العربية للأطفال بالدول الأوروبية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان