ليلة رأس السنة زمان “مصر من 50 عام بين الكباريهات وانتظار أم كلثوم مع بيتر أوتول”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
كانت ليلة رأس السنة زمان وبالتحديد من 50 سنة في مصر مختلفةً جدًا، فالبلاد ترزح من الهزيمة وتترنح بين آمال النصر من أخبار حرب الاستنزاف، والحكومة تستعد للسبعينيات بالموازنة الجديدة، لكن على صعيد سهرات المجتمع المصري فنيًا أو حتى ثقافيًا كانت هناك أشياء أخرى لافتة.
صلاح جاهين وأزمة النكسة
استقبل صلاح جاهين ليلة رأس السنة من نصف قرن باستلهام علامة النصر من شكل الرقم 7 في العام 1970 ورسم الرقم كـ قبضة يد واصفًا العام 1970 بأنه عام النصر.
لم يحدث النصر في سنة 1970 م ومضت تاركةً في نفس صلاح جاهين حزن على رحيل جمال عبدالناصر، وحل العام 1971 وانقشع الضباب بحالة اللاسلم واللاحرب التي ظلت حتى العام 1972 م، ومع العام 1973 كان استقبال صلاح جاهين بالكاريكاتير مختلفًا، إذ رفض الاحتفال بالعام الجديد واعتبر أن هناك نتيجة تقويم لا زالت معلقة وهي نتيجة عام النكسة، بينما سخر من الحياة العامة والحياة العسكرية إذ اعتبرهما واحدة في حالة اللاسلم واللاحرب.
اقرأ أيضًا
بين هزيمة يونيو ونصر أكتوبر .. قيادات عسكرية دفعت الثمن من مناصبها
مع وقوع الحرب وتحقق النصر ودع صلاح جاهين السنة التي رفض الاحتفال بها قبل 12 شهر برجاء أن تظل شهرين حتى لأن الشعب لم يشبع من النصر، ورسم صلاح جاهين نفسه لأول مرة في ليلة رأس السنة سنة 1976 وهو ممسك بكتاب يا فتاح يا عليم في فن التنجيم وقال عن سنة 76 أنها عكس 67.
سينما رأس السنة زمان .. فيلم بيتر أوتول هو المُنْتَظَر
كانت سينما رأس السنة زمان في مصر ثرية بعض الشيء فقد عرضت شاشات العرض 6 أفلام مصرية ليلة 1 يناير 1970 م هي «بئر الحرمان، أنا ومراتي والجو، ميرامار، نادية، أسرار البنات، ابن الشيطان»؛ وإلى جانبهم باقة من الأفلام العالمية أبرزها فيلمين أولهما يونج بيلي يونج لـ روبرت ميتشوم، أما ثانيهما فكان فيلم الأسد في الشتاء لـ بيتر أوتول.
خيم انتظار كبير لمشاهدة فيلم الأسد في الشتاء حيث رُشِح الفيلم لـ 7 جوائز أوسكار وحاز على 3 منهم كانت لـ كاثرين هيبورن كأفضل ممثلة، وجيمس جولدمان كـ أفضل سيناريو، وجون باري كـ أفضل موسيقى تصويرية.
التلفزيون في سهرة رأس السنة زمان .. ركود رغم النشاط
لم يكن هناك شيء لافت في الدراما التلفزيونية في ماسبيرو باستثناء تمثيلية بعنوان لقاء الوداع للمخرج فايز حجاب وبطولة سميحة أيوب وعماد حمدي وتدور حول زوج لسيدة ثرية يتزوج سرًا من فتاة يحبها حتى يكتشف ابنه هذا الزواج فينهار الأب ويموت بين يدي الإبن وزوجة أبيه؛ أما بقية فقرات التلفزيون فكانت عادية ولم يكن هناك استشعار بأجواء رأس السنة.
أم كلثوم تستقبل سنة 70 بأغنية اسأل روحك
استقبل جمهور سمعية أم كلثوم ليلة رأس السنة منذ 50 عامًا أغنيتها الجديدة اسأل روحك للشاعر عبدالوهاب محمد وألحان محمد الموجي بعد 12 بروفة، وقد تمت الحفلة على مسرح قصر النيل في 1 يناير 1970 م ونسختها المصورة وقتها كانت تونسية حيث أخرجها المخرج التونسي عبدالرزاق الحمامي وقام بالتصوير توفيق بن عبدالله، أما عملية التقاط الصوت فقام بها الحبيب بوقطاية، بينما تركيب الصوت على الصورة التلفزيونية فقامت به لطيفة السليتي.
الكباريهات والمسارح .. تنوع تفصح عنه صور الإعلانات التالية
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال