متى يكف الفنان مصطفى كامل عن سرقة الألحان؟

في هدوء تام وبعيد عن صخب سينجلات الصيف يعود الفنان مصطفى كامل ليطرح بشكل متتالي ست أغنيات من  ألبومه “انا نسيتك” عبر قناته الرسمية على موقع اليوتيوب،  في البداية عزيزي القارئ المقال ليس مراجعة لما جاء في الألبوم من أغنيات لأسباب كثيرة أهمها عدم اقتناعي بجدوى ما يقدمه مصطفى كامل من فنون سواء شعر أو ألحان أو غناء أو تمثيل، فهو في وجهة نظري تاريخ طويل من التلفيق الفني مهما حقق من نجاحات فهي كانت في أسوأ مراحل تاريخ الغناء المصري على الإطلاق.

لا يدرك مصطفى كامل أن موازين الغناء اختلفت وأن خريطة النجوم انقلبت رأسًا على عقب، وأن استمراره حتى الأن واصراره على الغناء ماهو إلا ملء  لأوقات فراغه التي طالت بعد ابتعاده عن دائرة النجومية والشهرة وانصراف أغلب المطربين عن الاستعانة بكلماته حتى وأن حاول أن يجاري سوق الغناء بأغنيات تحاكي موسيقى المهرجانات بصخبها وأصواتها القميئة.

لو مررنا على الست أغنيات التي صدرت حتى الأن، سنجد أن الكلمات تسير في فلك التسعينات بنفس المفردات وطريقة الصياغة وحتى على مستوى الأفكار الضحلة التي لا يعرف سواها، ولازال مصرًا على تلحين أغنياته بنفسه رغم عدم إمتلاكه موهبة التلحين والتي قرر أن يعوضها بسرقة العديد من الجمل اللحنية دون أدنى إحساس بأنه يرتكب جريمة اّخرى تضاف إلي جريمة غناؤه من الأساس.  

إقرأ ايضًا

لماذا نحب أحمد عدوية أكثر من هاني شاكر؟

لمصطفي كامل سوابق كثيرة في موضوع سرقة الألحان، فهو يكتب ويلحن في نفس الوقت فيبدأ في تخيل تيمة لحنية معينة تترد في أذنه ولا يهم أن كانت قديمة أو معروفة أم لا، ثم يشرع في كتابة كلمات عليها، والأمثلة كثيرة، ففي أغنية “انا والنعمة دي” والتي غناها بصحبة مطربة تدعى “سهام المغربية” كتب الكوبليهات على لحن “ع العين موليتين” من التراث العراقي دون أن يشير إلي ذلك وكتب أنها من ألحانه.

 في أغنيته الشهيرة “عم قول يا رب” بني اللحن بالكامل على التيمة الرئيسية لأغنية “السلام عليكم” للملحن حسن أش أش والتي غناها المطرب حكيم، وهو نفس ما فعله  في أغنية “خليها على الله” والتي بني لحنها بالكامل على لحن “ليل يا باشا يا ليل” للملحن محمد عصفور ومن غناء “أحمد عدوية، لكن تظل أشهر سرقاته على الإطلاق هي سرقته للمقدمة الشعرية واللحن في أغنية “تسلم الأيادي” حيث اقتبس المقدمة من أغنية تحمل نفس الأسم“تسلم الأيادي” من كلمات الشاعر سامح الزراقي  من غناء محمد الحلو ثم سرق اللحن من أغنية “تم البدر بدري” للملحن عبد العظيم محمد.

في فترة التسعينات كان الطلب متزايدًا على مصطفى كامل كشاعر، وهذا ما جعله ينحت نفسه كثيرًا في المفردات ويصب كلماته في قالب شعري واحد، حتى انه كان احيانا يكتب كلمات جديدة على ألحان كلمات سابقة له، ففي أغنية  “لا يا قلبي” لمحمد فؤاد كتب شطر “أحنا اتفقنا ع الفراق وخلاص وافقنا” بنفس تيمة لحن “حبيبي أنا وأنت سوا مكتوب علينا”  المقتبس أغنية “اهل الملامة” لمحمد محي، والأدهى أن الأغنيتين ليست من ألحانه،  أغنية فؤاد من ألحان “عصام إسماعيل” وأغنية محي  من ألحان “عصام كاريكا” وهذا يثبت أنه يعتمد في الغالب على قالب ثابت أثناء كتابته دون أي ذرة تجديد.

في ألبومه الجديد “أنا نسيتك” واصل مصطفي كامل سرقاته اللحنية في أغنيتين الأولى “اعمل معروف” والتي بني لحن الكوبليهات على لحن أغنية “عنابي” من ألحان حلمي أمين وغناء كارم محمود.

إقرأ أيضا

تاريخ دار الفطرة في مصر “قصة مؤسسة حكومية مهمتها إعداد كحك العيد وتوزيعه مجانًا”

قد يكون الأمر مجرد توارد خواطر لكن في الأغنية الثانية”أدينا ماشيين” السرقة واضحة وضوح الشمس حيث اقتبس اللحن بالكامل من اغنية “ع اليادي اليادي” من ألحان موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وغناء نجاة.

السؤال هنا أين جمعية المؤلفين والملحنين المنوطة بحفظ حقوق الموسيقيين من كل تلك السرقات الفاضحة التي تتكرر منه؟ والكل يعلم ويدرك في قرارة نفسه أن مواهب مصطفي كامل تتلخص في كونه شاعر غنائي يعرف كيف يرص الجمل المقفاة بجانب بعضها، وأن موهبة الغناء التي ظهرت فجأة ماهي إلا ردًا على رفض بعض المطربين غناء بعض كلماته أشهرها أغنية “طول الوقت” التي رفضها فؤاد وغناها هو نكاية فيه، فماذا عن موهبة التلحين وكيف وصل مصطفى كامل إلى منصب نقيب الموسيقيين رغم كم السرقات الفنية الواضحة, كلها تساؤلات مشروعة جدًا يتحتم الإجابة عليها، ويجب أن يكون هناك وقفة لمراجعة تصاريح مزاولة مهنة التلحين وألا يترك الحبل على الغارب لكل من هب ودب ليطلق على نفسه لقب ملحن.