مراجعة ألبوم انغام الخليجي مزح .. البدلة الرسمية لا تليق بالغترة والعقال
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
تجربة انغام في الغناء الخليجي مبكرة جدًا بدأت من أوائل التسعينات ومنذ ذلك الحين حافظت على تواجدها بشكل متأني مدروس حظي بقبول واسع لدى الجمهور الخليجي بل وجمهورها المصري ايضًا.
في ألبومها الخليجي الجديد “مزح” حاولت انغام الحفاظ على هوية الأغنية الخليجية من ناحية الكلمات التي نظمت أغلبها بأسلوب الشعر النبطي التقليدي حيث الشكل العمودي في بناء الأغنية والالتزام بقافية موحدة طيلة الأغنية، أما الألحان فجاءت مزيجًا مابين القوي كما في الملحن صادق الشاعر الذي سجل حضورًا مميزًا في الألبوم بستة ألحان، أما الباقي تراوح مابين البسيط والضعيف.
نقطة ضعف الألبوم الواضحة في التوزيعات التي لم توظف الهارموني بشكل جيد مع الإيقاعات الخليجية والوحيد الذي نجح في الأمر هو الموزع وليد فايد.
الألبوم صدر في خمسة عشر أغنية وهو العدد الذي أصبح معتادًا هذه الأيام في أغلب الألبومات، واطلقته شركة روتانا على قناتها الرسمية على موقع اليوتيوب وتم تصوير الأغاني بالكامل لأول مرة .
أقرأ أيضًا …. ملكيون أكثر من الملك نفسه .. عن النقاد الملاكي ووهم الريادة.
مزح.
فكرة جيدة تم تكثيف كلماتها بشكل جيد من الشاعر بندر بن عبد المحسن، لحن صادق الشاعر بسيط تماهى مع الكلمات بشكل جيد، الموزع عصام الشرايطي أتحفنا بمقدمة موسيقية كلاسيكية لزيادة طول الأغنية وأن لم تعتمد على تيمة معينة مستنسخة من اللحن بوتريات هلامية حاكت الأجواء الدرامية للكلمات، لم يستخدم أي إيقاع طيلة الأغنية مفضلًا الحفاظ على نسق البداية وخط الغناء الذي لم يتخلله أي فواصل.
تسلم يدينه.
بداية موسيقية مستنسخة من تيمة لحن المقدمة، تم دمج غناء المذهب والكوبليه الأول دون اي فاصل وظهر الفاصل قبل الكوبليه الأخير استبدل فيه الشرايطي الناي بصولو من الكي بورد نفذه الشرايطي بنفسه مع الوتريات يصاحبها إيقاع خليجي قوي الكلمات كانت جيدة في صورها وإن عابها الفكرة نفسها التي حملت خضوع وخنوع دون مبرر واضح، اللحن كان جيد جدًا وان عابه عدم التماهي بشكل كامل مع الكلمات.
لا تستغرب.
استعراض موسيقي من الموزع عصام الشرايطي مستغلَا تقطيعات لحن سهم وكلمات الشاعر واحد التي لم تأتي في قالب واحد، صوت الموسيقى كان اعلى من صوت أنغام في بعض المواضع فلم تظهر الكلمات بشكل واضح ولم تعبر عن فكرة الكلمات التي كان من الممكن أن تخرج بشكل أفضل من ذلك.
لايقين.
مقدمة شعرية مكتوبة بأسلوب نبطي وهي سمة اساسية في الغناء الخليجي ، سرعان ما تخلى عنها تركي آل شيخ في الكوبليه الوحيد الذي كتب في قالب مغاير تمامًا فتشعر بأنك أمام اغنيتان وليس واحدة، لحن سهم جاء عاديًا جدًا وان حاول الموزع خالد عز الربط بين المقدمة والكوبليه لكن امكانياته كموزع لم تسعفه فوضع صولو كمان حزين جدًا لم يتناسب مع اجواء الكلمات المفرحة جدًا ثم عاد إلي صولو المقدمة الملعوب باّلة الساكسفون التي لم يكن هناك داعي لإستخدامها وتشعر بتغريب بينها وبين إيقاع الأغنية الخليجي الصرف.
أناني.
واحدة من أعظم أغنيات انغام على الإطلاق، كلمات جيدة جدًا من الشاعر عبد الرحمن بن مساعد مع لحن رائع بنقلات مدهشة، أدت انغام الأغنية ببراعة جدًا، يثبت وليد فايد قدراته كموزع موسيقي قادر التعامل مع نقلات اللحن بسلاسة جدًا ودون صعوبة،اللزمة الموسيقية كانت استعراض موسيقي من العازفين أعطت الاغنية روحًا شرقية كلاسيكية افتقدناها في الغناء هذه الأيام.
أخر لقا.
ميكس غريب وصادم من الموزع عصام الشرايطي الذي بدأ بمقدمة غربية صرف، ثم سلم الغناء لأنغام على إيقاع خليجي يصاحبه وتريات وجيتار لم تتماهى مع الإيقاع، الأغنية بكلماتها التي كتبت بأسلوب الشعر العمودي لم تتناسب مع رؤية الشرايطي الموسيقية وكأن شخص قرر أن يرتدي بدلة كلاسيكية على عقال وغترة خليجي.
غريب.
من الأغاني الجيدة في الألبوم حافظت على شكل الأغنية الخليجية التقليدي من قالب شعري عمودي ولحن جيد بنقلات بسيطة تماهت مع اللحن، خالد عز برع في كتابة خط الوتريات الذي لازم الغناء دون أي لمحة تغريب قد تفقدها روحها.
أبطأ علي.
خليط لم يكن جيدًا مابين الشرق والغرب بكلمات شديدة المحلية جدًا، ومقدمة موسيقية افتتحها الجيتار الكلاسيكي تبعه وتريات هاني فرحات مع إيقاع بشار سلطان الخليجي القح، أفضل ما في الموسيقى هو الجملة التي عزفها الناي والتي كان يجب أن يفرد لها مساحة أكبر بدلا من الاستعانة باّلة الترومبيت .
ظل وهجير.
حالة كيمياء رائعة جدًا بين الموزع وليد فايد والملحن صادق الشاعر، كلمات الشاعر فهد عافت عظيمة جدًا اقتربت من الفصحى في مفرداتها وقالبها، واحدة من الأغاني المكتملة جدًا لأنغام.
هنا وهناك.
محاولة جيدة لمحاكاة أغاني محمد عبده الشعبية القديمة، وإن عابها هو وتريات خالد عز التي نزعت منها روحها الشعبية المتجسدة في كلمات الشاعر قوس ولحن سهم.
أدور.
أغنية أخرى نظمت كلماتها بطريقة نبطية كلاسيكية، حاول الموزع رأفت كسر ملل طول الأغنية بتنويع خط الغناء وإعطاء دور لصوت انغام التي غنت الكورال المصاحب للأغنية بغناء شطرات كاملة في الأغنية.
ثلاث حروف.
أحد الألحان الضعيفة في الألبوم ، رغم فكرة الكلمات القوية ، هناك فجوة كبيرة بين خط الغناء وبين الإيقاع الملعوب والوتريات المصاحبة، وهي نقطة ضعف الواضحة جدًا في توزيعات عصام الشرايطي في الألبوم.
ألف أسف.
يثبت وليد فايد قدرته على التعامل مع الألحان الصعبة بشكل قوي، اداء انغام كان رائعًا وان عاب الأغنية هو صوت الكورال الذي شوهها كثيرًا.
اسمك حبيبي.
أضعف ظهور للثنائي الملحن صادق الشاعر ووليد فايد، بكلمات سطحية جدًا فكرتها مستنسخة من أغنية أنغام “اساميك الكتيرة”
طاولة.
فكرة الكلمات قوية بمفردات وصور متجددة من الشاعر عبد الرحمن بن مساعد، لحن صادق الشاعر كان رائعًا، الموزع عصام الشرايطي لأول مرة ينفذ وتريات تشعر بفجوة بينها وبين اللحن.
الكاتب
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال