همتك نعدل الكفة
1٬436   مشاهدة  

مصائب قوم عند قوم فوائد .. عن فرغلي باشا الذي استفاد من مصيبة حريق القاهرة

حريق القاهرة
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



كان حزن محمد أحمد فرغلي باشا يوم 26 يناير 1952 كبيرًا للغاية، فقد حدث حريق القاهرة التي عشقها قد احترقت وإلى جانب ذلك فإنه مهدد بالإفلاس بعدما كان ملك القطن بلا منازع.

أزمة فرغلي باشا مع عالم التجارة

محمد أحمد فرغلي
محمد أحمد فرغلي

يصف محمد أحمد فرغلي باشا عالم التجارة في الأربعينيات ومطلع الخمسينيات بأنه عالم بلا قلب، فقد يتحالف معك زميل اليوم ثم تجده متحالفًا مع غيرك ليدوس عليك بالأقدام، وجاء وصفه هذا بسبب أنه حلفًا من كبار المصدرين كانوا معادين له بدعم من وزراء حكومة الوفد في عملية تعاقد أبرمها.

مذكرات فرغلي باشا
مذكرات فرغلي باشا

يحكي فرغلي باشا عن تلك الأزمة في مذكراته عشت حياتي بين هؤلاء بقوله «تعاقدت على بيع 250,000 قنطار من القطن بسعر القنطار ثمانية جنيهات أي حوالي 2 مليون جنيه، وبعد أن تعاقدت على تلك الكمية الضخمة، فوجئت بمجموعة الخبراء الرسمية في البورصة ترفض القطن الذي تقدمت به بحجة أنه لا يطابق المواصفات، وطلبت مجموعة أخرى من الخبراء لتحكم بيننا، ولكنى فوجئت باللجنة الثانية توافق على نفس الراى الذي قالته اللجنة الأولى، وعرفت من أحد الخبراء ، وكانت تربطني به صلة قرابة أن وراء رفض قطني مجموعة من المصدرين يساندهم أحد الوزراء».

اقرأ أيضًا 
كيف أدت استراتيجية حروب المياه في إنشاء القاهرة “الحلواني لم يبني العاصمة اعتباطًا”

شعر ملك القطن بأن الضربة سوف تكون قاسية، والخسارة فادحة ، فاتصل بأحد كبار الصحفيين وكان في نفس الوقت صاحبا لدار صحفية، وطلب منه أن يكتب مقالاً باسمه يتهم فيه مندوب الحكومة في البورصة بأنه متحيز ومغرض ، وقال لع الصحفي الكبير إنه لا مانع عنده أن يفعل ذلك لكن في مقابل دفع مبلغ 5000 جنيه، وعندما قال له ملك القطن إن المبلغ ضخم، قال له الصحفي إن نشره لمثل هذا المقال قد يعرضه للسجن، فوافق فرغلي باشا على دفع المبلغ  واشترط أن يظهر في الصفحة الأولى تحت عنوان إني أتهم وبنفس الألفاظ ،وخرج المقال كما تصور فرغلي باشا لكنه لم يترك الأثر الذي توقعه.

فندق شبرد قبل وبعد حريق القاهرة
فندق شبرد قبل وبعد حريق القاهرة

بدأ ملك القطن يشعر أنه سيتحمل خسارة المليونين من الجنيهات، ولم يكن ذلك بالنسبة له أمرًا سهلاً، لكن الحظ لعب لعبته فبينما هو في حيرته وحزنه إذا بحكومة الوفد تقال بسبب حريق القاهرة، وتأتى وزارة جديدة، ومندوب جديد للحكومة، ويقبل القطن وبدلاً من خسارة 2 مليون من الجنيهات حقق ربحًا.

اقرأ أيضًا 
“تصحيح أشهر خطأ تاريخي” اسمها الحقيقي قاهرة العزيز بالله وليس المعز لدين الله

إقرأ أيضا
تاريخ التعليم في الأزهر

تجاريًا فإن محمد فرغلي له تشبيه للحظ حيث قال «إنني مؤمن بالحظ، ذلك الذي يجعل حصانين توأمين أحدهما يشتريه مربى خيول ليشترك به في السباق، والآخر يشتريه عربجى ، فالأول يجد من العناية والاهتمام ما يفوق في أحيان كثيرة ما يلقاه الإنسان، أما الثاني فلا يجد من صاحبه إلا القسوة والشدة والأعمال العنيفة، ذلك الحظ هو الذي وقف بجانبي هذه المرة».

الكاتب

  • حريق القاهرة وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان