رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
437   مشاهدة  

مظاهرات ضد الترام.. سائقو الحنطور يحتجون لقطع أرزاقهم

الحنطور


لم نعرف عربة ” الحنطور ” في مصر إلا في القرن التاسع عشر، مع أنهم عرفوها في فرنسا في القرن السابع عشر، وقد نقله الولاة من أبناء محمد علي إلى مصر ليكون مركبًا خاصًا بالأسرة، وكان المركب في درجة عالية من الأبهة والفخامة، يختار له سائقون من الأوربيين أو الترك يلبسون أجمل الأزياء البراقة اللامعة، وكأنهم في حفلات الزواج، على حين يجري أمام المركبة نفر من العدائين الشباب أصحاب الأجسام الممتلئة، وبأيديهم العصي ليفسحوا الطريق.

أما عربات النساء”الحنطور” فكانت ذات طابع خاص فهي مغلقة الأبواب، ولكن النوافذ الزجاجية تكشف ما وراء الباب، ويختار قادتها من الشباب، وقد عرفوا سلفًا أين ستذهب المركبة بذوات الحسن والجاه، ويظلون أمام المنزل مهما طالت الزيارة.

الحنطور

ثم رأى الوزراء ومن وليهم من الحكام أن يصطنعوا الحنطور على نحو أقل روعة، فشاع لدى هؤلاء، وانتقل الأمر الى العامة، فنزل الحنطور عن أبهته إلى حيث نراه من التواضع، وأصبح الوسيلة المريحة للانتقال، وحين أنشىء أول خط للترام سنة 1895 ثار السائقون وتجمعوا في مظاهرة كبرى اتجهت إلى دار الوزارة للاحتجاج على قطع العيش ووُجد من الصحفيين من كتب المقالات صدًا عن ركوب الترام، موضحًا خطره على المارة حين يحصد آلاف الأرواح، ولكن الزوبعة كانت في فنجان، فأصبح الترام منافسًا، ولكنه لم يقض على سطوة الحنطور، لأن الموسرين عزفوا عنه تباهيًا بالمركب الخاص، وتباعدًا عن رجل الشارع. حسبما جاء في كتاب “مذكرات عربجي”.

الحنطور

وكان الحنطور في أواخر القرن التاسع عشر إحدى الوسائل الهامة التي يستخدمها الناس للتنقل داخل المدن خاصة للطبقتين العليا والمتوسطة، وكما ذكر على باشا مبارك بأنه كان في القاهرة وقتها ألف وستمائة وخمس وسبعون عربة من العربات الكارو والصندوق وأربعمائة عربة من عربات المملوكة لأصحابها وأربعمائة وست وثمانون عربة من عربات الركوب المعدة للأجرة وعشر عربات بقاري وكان عدد الركوب الخاصة في الإسكندرية مائة وثماني وثلاثين مزدوجة، وستا وثمانين مفردة وثلثمائة وستة وأربعين  حنطورا.

الحنطور

إقرأ أيضا
أهالي السودان

وكانت الحناطير توجد بكثرة أمام محطات السكك الحديدية في مختلف المدن وخاصة باب الحديد وفي أربعينيات القرن العشرين كان يأخذ الحنطور من باب الحديد إلى حي المنيل خمسة قروش. كما جاء في “الحنطور-الفنون الشعبية” لسونيا ولي الدين وشوقي عبد القوي حبيب.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان