همتك نعدل الكفة
554   مشاهدة  

معارك الأزهر مع راقصات مصر في الستينيات (2–2) أزمة شكل بدلة الرقص

راقصات مصر في الستينات
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



يختم موقع الميزان ملف معارك الأزهر مع راقصات مصر في الستينيات، بطرح المعركة التي دارت بسبب شكل بدلة الرقص، والتي اتخذ الأزهر منها موقفًا واضحًا وهو رفضه للرقص من بابه.

اقرأ أيضًا
معارك الأزهر مع راقصات مصر في الستينيات (1–2) حكاية حج نجوى فؤاد

في ذلك الحين كانت راقصات الرقص الشرقي لهن موقف من المسألة، فتحية كاريوكا قالت الرقص أهم من البدلة، بينما اختلفت معها نجوى فؤاد والتي أكدت على أهمية البدلة من حيث أنها لا تؤدي إلى إعاقة الراقصة عن الحركة، فيما تمسكت ناهد صبري بالبدلة المفتوحة، بينما أكدت سهير زكي على أن الراقصة التي تحب استعراض جسمها تناسبها البدلة المفتوحة.

تقنين شكل بدلة الرقص في الستينيات وأزمة ناهد صبري

الراقصة ناهد صبري
الراقصة ناهد صبري

شغلت قضية شكل بدلة الرقص أذهان المؤسسات الحكومية المشرفة على الترفيه والفنون في مصر، وكانت نواة الاهتمام من خلال يحيى حقي مدير مصلحة الفنون والذي عقد اجتماعًا مع راقصات الرقص الشرقي في دار الأوبرا، وكان الرأي هو تغطية سُرَّة الراقصة بوضع ما يشبه النجمة، ثم إغلاق الجزء السفلي من البدلة.

استمر العمل بذلك الاقتراح لتحدث زوبعة أخرى على يد عبدالرحيم سرور مدير الرقابة على المصنفات الفنية، والذي عقد اجتماعًا مع الراقصات واتفق معهن على تغيير جديد للبدلة يقضي بتغطية منطقة البطن أيضًا وكان التغير الأكبر في 30 إبريل 1963م من خلال صدور قانون ينظم شكل بدل الرقص وكانت بنود القانون تنص على الآتي :-

أولاً / يراعى في ملابس الرقص أن تكون في حدود الآداب العامة ومقفولة من نصفها الأسفل، بمعنى أن يكون هذا الجزء بدون فتحات جانبية أو غير جانبية، أما فتحات الصدر والبطن والظهر تكون مغطاة بطريقة غير منافية للآداب.

ثانيًا / يمنع من الرقص الشرقي آداء الحركات والأوضاع الآتية :-

  •  الاستلقاء على الظهر أو النوم على الأرض والائتيان بحركات جنسية مثيرة.
  •  أداء حركات الرعشة في الرقص بطريقة مثيرة جنسيًا
  • فتح الساقين إلى نهايتهما على الأرض وأداء حركات اهتزازية إلى الأعلى والأسفل فيها إثارة جنسية
  • استعمال أعضاء الجسم في أداء بعض الحركات التي تحمل معاني جنسية مثيرة

ثالثًا / يلتزم في أداء الرقص المكان المخصص له بالملهى أو بالمكان العام، ويمنع الرقص فوق أو بين موائد الرواد.

رابعًا / غير مسموح للراقصة أثناء الرقص اتخاذ أوضاع للتصوير مع الرواد بطريقة منافية للآداب العامة.

خامسًا / يحظر على أي عازف بالفرقة الموسيقية المصاحبة للراقصة وعلى الأخص ضابط الإيقاع القيام بحركات أو اتخاذ أوضاع مع الراقصة أثناء تأديتها للرقص بحيث توحي بمعاني جنسية.

سادسًا / لا يجوز أداء الرقص الشرقي على مقطوعات دينية أو وطنية حفاظًا على جلال الغرض الذي وضعت من أجله هذه المقطوعات.

نموذج من بدل رقص سنة 1966م - سوزي خيري
نموذج من بدل رقص سنة 1966م – سوزي خيري

ظلت تلك التعليمات الستة سارية المفعول حتى عام 1967م عندما قامت الراقصة ناهد صبري بارتداء بدلة رقص مفتوحة، فتم تحرير محضر ضدها، لتقدم شكوى إلى مدير إدارة الرقابة على المصنفات الفنية مصطفى درويش.

إقرأ أيضا
صالح العاروري
من أخبار ناهد صبري بعد محضر المخالفة
من أخبار ناهد صبري بعد محضر المخالفة

وقالت ناهد صبري في شكوتها إني أطالب بأن تكون بدلة الرقص مفتوحة من الأمام لأني أقوم بأداء حركات فنية سريعة ليس فيها ابتذال أو أثارة للجنس، والبدلة المقفولة تعوقني عن أداء هذه الحركات بصورة جيدة مشرفة أمام الأجانب الذي يشاهدونني وأنا في خيمة الكارفان بفندق هيلتون وكثيرًا ما سببت لي البدلة المقفولة مضايقات نفسية لعدم تمكني من أداء الرقص بالصورة التي أرجوها له، ثم أني كراقصة لها كيانها، وأعتمد اعتمادًا كليًا على الأداء المتقن الذي يعتمد على خطوات مدروسة وليست ارتجالية ولا أحب أن أعتمد على جسمي.

نموذج من بدل رقص سنة 1966م - نجوى فؤاد
نموذج من بدل رقص سنة 1966م – نجوى فؤاد

تزامنت تلك الأزمة مع شهرة الراقصات المصريات بالبدلة المغلقة بلقب «البط القبيح» في أوساط السياح الأوربيين، بالإضافة إلى صدور قرار من التلفزيون بمنع بث أي فقرة من فقرات الرقص الشرقي حرصًا على المبادئ العامة، مع وجود مطالبة من وزارة السياحة بجعل بدلة الرقص مفتوحة.(1)

الأزهر وموقفه من شكل بدلة الرقص

الدكتور محمد سعاد جلال
الدكتور محمد سعاد جلال

مع تلك الأزمة دخل الأزهر طرفًا في الموضوع عندما قام محرر الكواكب بتوجيه سؤال إلى الشيخ محمد جلال الدين سعاد الأستاذ المساعد لأصول الفقه في كلية الشريعة جامعة الأزهر والذي قال: الرقص الشرقي على الصور التي نرى بعضها في الصحف المصورة ونسمع عنها، هو رقص مثير للجنس إلى درجة تمنع ضبط النفس وتخل بآداب السلوك إذا كان هذا الرقص أمام الأجانب، لكن مثل هذا الرقص إذا كان من المرأة أمام زوجها فلا يوجد مانع وسبب ذلك أن جسم المرأة بالنسبة للأجانب كله عورة إلا الوجه والكفين لقوله تعالى: ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها، وقال أهل العلم من الفقهاء والمفسرين إن المرأد بهذا أن المرأة لا تكشف مواضع الزينة مثل الصدر والنحر والشعر والذراع والساق، فكل هذا محرم عليها كشفه إلا ما اقتضت الضرورة كشفه وهو وجهها وكفاها لضرورة الشهادة والمقاضاة والمبايعة والتعليم وتناول الأشياء، ودليل ذلك أن زينب بنت أم سلمة دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في غلالة رقيقة أي ثوب شفاف فقال لها الرسول يا زينب إذا بلغت المرأة المحيض فلا يحل أن يرى منها إلا هذا وهذا وأشار لوجهه وكفيه، ثم انعقد إجماعًا بين العلماء على أن المرأة الحرة لا تكشف من جسمها للأجانب غير هذين الموضعين ويحرم عليها أن تكشف زيادة على ذلك.(2) 


(1)  سيد فرغلي، معركة الأسبوع .. بدلة الرقص، مجلة الكواكب، عدد: 810، يوم 7 فبراير 1967م، ص34.
(2)  المرجع السابق، ص35

الكاتب

  • راقصات مصر وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
1
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان