منصور الكيخيا .. جثة اللاجئ السياسي الليبي التي حيرت مصر في التسعينات

مشهد 1 – الدقي – الغرفة 619 -– فندق السفير – العام 1993

صف من الضباط مُسرعين على درجات السلم التي انتهت للغرفة المستهدفة .. كل ضابط منهم يحمل في رأسه سؤالًا هو مضمون المهمة التي وكلت إليهم .. حيث أن وسائل الإعلام العالمية تتحدث عن موضوع واحد فقط قد حدث للتو .. موضوع تصدر مانشيتات الصحف وأفضت به بيانات المنظمات العالمية والمحلية لحقوق الإنسان .. كما أن جهات المعارضة الليبية وأغلب جهات المعارضة في الشرق الأوسط دخلت على الخط .. الجميع يسأل : أين منصور الكيخيا؟ .. ذلك الرجل خريج كلية الحقوق الذي شغل منصب وزير الخارجية الليبي ، وكان من أشرس المعرضين لنظام العقيد معمر القذافي 

مشهد 2 – ليبيا – القصر الرئاسي

كان العقيد معمر القذافي الرئيس الليبي الراحل قد جزّ على أسنانه بعد أن وصلته تقارير تفضي بأن معارضه الشرس منصور الكيخيا أصبح له قواعد وعلاقات دولية متشعبة بعد أن تميز في عرض قضيته على المجتمع الدولي بعد أن ضاق ذرعه بما أدعى أنها ممارسات النظام الليبي في التضييق عليه .. وقال القذافي وقتها : أنا لأ أعطي بالًا بأيًا من المعارضين إلا الرجل الذي يدعى منصور الكيخيا ..  كان خطرًا كبيرًا في تسعينات القرن الماضي .

مشهد 3- مطار القاهرة الدولي

كان الكيخيا قد نزل إلى مطار القاهرة متأهبًا لحضور اجتماع شديد الأهمية .. حضور اجتماعات الجمعية العمومية للمنظمة العربية لحقوق الإنسان ، ثم مدد إقامته في مصر بغرض الذهاب إلى الأسكندرية لمقابلة أحد أصدقائه في التحالف الوطني الليبي المعارض .. ثم عاد إلى فندق السفير مرة أخرى تمهيدًا لمغادرته مصر .. ثم لم يعد هناك أثر لمنصور الكيخيا .. لم يكن هناك شخص بهذا الاسم !

شهد 4 – الشارع الليبي المعارض

كانت القضية قد أشعلت جمعيات حقوق الإنسان .. حيث وجهت أصابع الاتهام لجميع الجهات الرسمية الخاصة بالنظام الليبي والعقيد معمر القذافي على الخصوص ، في الوقت الذي كانت الشرطة المصرية والجهات المختصة قد أجرت تحقيقًا موسعًا في اختفاء المعارض اللاجئ إلى مصر .. لم يخلو الأمر من انفعالات من زوجة  الكيخيا السيدة بهاء العمري التي اتهمت الرئيس السابق محمد حسني مبارك بالتواطئ في تسليم المعارض الليبي للعقيد معمر القذافي .. لكن مبارك كان يرد بأن من لديه دلائل على ذلك فليقدمها إلى المحكمة .. وبعد فترة ليست بالقصيرة .. خفُت صيت القضية .. وانزوت رويدًا رويدًا بين صفحات الجرائد .. إلى أن ماتت القضية تمامًا ولم يعد لها أثر إعلامي أو رسمي .. إلى أن حدثت المفاجأة

مشهد 5-  حديقة فيلا في مدينة طرابلس – ليبيا – 2012

بعد تسعة عشر عامًا من اندلاع قضية منصور الكيخيا .. وبعد أن كانت جميع أطراف القضية قد فقدت الأمل في العثور على دليل واحد عن اختفاء منصور الكيخيا .. كانت هاتف شقيق منصور الكيخيا قد رن .. أحدهم يطلب منه الحضور لرؤية جثة أخية منصور الكيخيا التي تم العثور عليها في إحدى الحدائق بفيلا في طرابلس .. وتمت مطابقة الحامض النووي لها وتأكدوا من أنها جثة منصور بالفعل .. وتم التحاق التهمة بـ عبد الله السنوسي آخر رئيس مخابرات ليبية للعقيد معمر القذافي .

إقرأ أيضا

حقيقية أم من زيف العقل البشري.. هل هناك بطل حقيقي ؟

مصادر المعلومات :الروايات الرسمية للقضية – تصريحات زوجة منصور الكيخيا