246 مشاهدة
من أستاذ “يوسف” لـ أبلة “عفت”.. عندما تحاكي السينما واقع المعلمين
من أستاذ “يوسف” لـ أبلة “عفت” ومستر “فطين”.. جميعهم أدوار مختلفة لمعلمين في تاريخ السينما قام بتجسيدهم فنانين وفنانات استطاعوا أن يحفروا بادئهم مكانة عميقة في وجدان المشاهدين أكثر من فكرة الفيلم نفسه، لتتحول بعضها من مجرد أدوار لمنطقة أكثر رحابة وهي أنها اختلطت بعض الشيء بواقع المعلمين حتى دام تأثيرها في العقول لسنوات عديدة.
ومع تقديم كل فنان منهم بدور معلم مختلف عن الآخر في تاريخ السينما، رأينا بنظرة شمولية شخصيات عديدة لمعلمين حاكت الواقع بما فيه من خصال مختلفة لكل شخصية في تلك الفئة، فشاهدنا المعلم ذو الشخصية القوية الذي يخشى على مستقبل طلابه ويعتبرهم كأمانة تركها والدهم له في دور “رمضان مبروك أبو العلمين حمودة”.
ورأينا المعلم الذي يحب مهنته ويبرع في توصيلها لطلابه بكافة الطرق بعيدًا عن استعمال وسائل العنف في دور مستر “فطين”، بالإضافة إلى المعلمة التي غيرت شخصيات ومستقبل الطلاب المشاغبون للأفضل بعد مشقة وعناء لم يكن لأحد أن يصل إليه في دور أبلة “عفت” وغيرها وغيرها من الأدوار.
أستاذ “حمام” في فيلم “غزل البنات”
قدم الفنان نجيب الريحاني دور معلم اللغة العربية في فيلم “غزل البنات” -الصادر في عام 1949- والذي ظهر فيه بشكل رجل فقير يُعاني من سوء حظه بعدما طرده ناظر المدرسة الخاص التي كان يعمل بها إلا أن تأتيه فرصة جيدة ليكون مدرسًا خاصًا لـ “ليلي” – ليلى مراد- ابنه مراد باشا الثري -سليمان نجيب- التي أعجب بها في صمت.
ولكن “ليلى” كانت تحب شابًا آخر الذي كشفه “حمام” بأنه ليس إلا نصابًا ليحاول إنقاذها منه ويستنجد بالطيار “وحيد” -أنور وجدي- حتى يخلصها من الشاب الذي في نفس الوقت أعجب بها وكانت تبادله نفس المشاعر حتى أدرك “حمام” استحالة حبه لها ورضى بالأمر الواقع.
وبنظره خارجية لفكرة الفيلم وشخصية “نجيب الريحاني” ومدى مطابقة الدور بين السينما والواقع وجدنا كيف كان حال الأستاذ حمام “صاحب اللغة” بملابسه وحذائه التي جار عليها الزمان، وراتبه الذي تفوق عليه أضعاف أضعاف راتب الشغال عند الباشا من أول القهوجي إلى مربي الكلب الذي ظن “حمام” أنه الباشا في البداية ليقول له “أنا مش الباشا” أنا شغال هنا علشان الكلب دة؟.. وعندما سأله مربي الكلب نفس السؤال، أجابه بسخرية” أنا بتاع علم”.
أبلة “عفت” في مسرحية “مدرسة المشاغبين”
وفي دور المعلم صاحب الشخصية القوية الواثق من ذاته، وأيضًا المحب والودود مع طلابه قدمته الفنانة سهير البابلي في مسرحية “مدرسة المشاغبين” بدور أبلة “عفت” التي أرسلتها وزارة التربية والتعليم لتدريس الطلاب المشاغبون.
ورغم ما واجته من مشاكل وتجاوز متكررة من الطلبة إلا أنها نجحت في تحويل شخصياتهم للأفضل، وتحسين مستقبلهم مما يوضح لنا أيضاً مدى مطابقه ذلك الدور في السينما مع بعض المعلمين في واقعنا المعاصر.
أستاذ “يوسف” في مسلسل “الحقيقة والسراب”
وكان أستاذ “يوسف” في مسلسل “الحقيقة والسراب” الذي قام بدوره الفنان القدير يوسف الشريف خير مثال للمعلم صاحب الضمير الذي كان يرفض الدروس الخصوصية كبعض المعلمين في حياتنا، فهم يرون أنهم يقدمون كل ما بوسعهم للطالب في المدرسة، وعند احتياجه لأي شيء عليه أن يسأله ولا يوجد ما يقدمه أكثر من ذلك في الدرس الخصوصي.
مستر فطين في مسلسل “اللص والكتاب”
وجسد الفنان سامح حسين دور مستر “فطين” مدرس التاريخ في مسلسل “اللص والكتاب” الذي استطاع أن يحبب تلاميذه في طريقة شرحه المبسطة للمعلومات فكان يجسد الشخصيات التاريخية حتى يسهل على الطالب استيعابها وحفظها بسهوله، بالإضافة إلى طريقته الودودة مع الطلاب.
“رمضان مبروك أبو العلمين حمودة”
ومن منا لم يرى معلم في حياته كـ أستاذ “مبروك أبو العلمين حمودة” الحازم والصارم الذي يخشاه الطلاب مجرد سماع صوته ودخوله الفصل ومعه “الخرزانة”، ولكنه في النهاية يرغب في تعليم جيل ناجح وملتزم كما كان يفعل “رمضان” مع طلابه، ولكن الأمر تجاوز بعض الشئ عن الواقع فـ “رمضان” كان يراقب تلاميذه دوماً في تصرفاتهم وفي الأماكن التي يذهبون لها.
اقرأ أيضًا..
نجيب الريحاني وشارلي شابلن .. علاقة إعجاب أم تقليد ؟
الكاتب
ما هو انطباعك؟
