همتك نعدل الكفة
156   مشاهدة  

من بينها أسطورة العبيد الأيرلنديين.. محاولات لإعادة كتابة التاريخ

العبيد الأيرلنديين


التاريخ هو الطريقة التي يتعرف بها البشر على ماضيهم، ونادرًا ما يأتي التاريخ الذي يُقال لنا عن الماضي من روايات مباشرة أو حتى غير مباشرة، وبدلاً من ذلك، يتم تمرير القصص، وفي بعض الأحيان يتم تعديلها وتزيينها، وفي النهاية تصبح تلك الأقاويل هي التاريخ، وهذا يعطي زعماء العالم، والمؤرخين، والساسة، والمؤلفين تأثيراً غير مبرر على ما نعتبره تاريخًا، حيث بإمكان إقناع الناس بما يحلو لهم، وتزييف الحاضر كما يجب، لكي يظهروا في المستقبل تاريخًا مشرفًا، وعلى مر الزمن، حدث هذا مرات عديدة، حيث حاول الناس تغيير التاريخ إما عن طريق إعادة كتابته أو إزالة شيء منه تمامًا، ونادراً ما تكون أسباب هذه التغييرات جيدة وحسنة النية.

أسطورة العبيد الأيرلنديين

أسطورة العبيد الأيرلنديين
أسطورة العبيد الأيرلنديين

تقارن أسطورة العبيد الأيرلنديين العبودية القسرية للأميركيين من أصل أفريقي، مع العبودية القسرية للأميركيين الأيرلنديين في القرنين السابع عشر والثامن عشر، ويستخدم هذا عادة كمبرر لعدم تقديم تعويضات لأسر العبيد السابقين، وتشير الأسطورة إلى أن الخدم الأيرلنديين المتعاقدين عوملوا على قدم المساواة -أو أسوأ- من العبيد الأفارقة، وفي بعض الأحيان يذهب الأمر إلى أبعد من ذلك، مما يشير إلى أن الشعب الأيرلندي كان مستعبدًا أيضًا، والغرض الآخر لهذه الأسطورة هو محو فكرة التمييز العرقي الذي يعاني منه الأميركيون من أصل أفريقي، ومحاولة توضيح أن الأمر كان أسوأ بالنسبة للأميركيين الأيرلنديين، ولكن من حسن الحظ أن أغلب الناس يدركون أن هذه المقارنة غير صحيحة على الإطلاق، أولاً، من المهم أن نلاحظ أن الخدم الأيرلنديين المتعاقدين كان لديهم خيار، لقد دخلوا في العبودية عن طيب خاطر، ولسوء الحظ، بعض الناس يصدقون هذه الأسطورة أو يتظاهرون بتصديقها، كانت هناك ردود أكاديمية متعددة على أسطورة العبيد الأيرلنديين، ووفقًا للناشر الأيرلندي المركزي نيال أودود، فإن هذه الادعاءات ما هي إلا محاولات للتقليل من شأن قرون من العبودية المؤسسية القائمة على العرق وإنكارها.

إنكار الهولوكوست

محرقة الهولوكوست
محرقة الهولوكوست

الهولوكوست هو عملية إبادة جماعية وقعت أثناء الحرب العالمية الثانية، حُرق فيها حوالي ستة ملايين يهودي، ورغم كل التوثيقات الموجودة والتي تدل على حقيقة الواقعة، إلا أنه هناك العشرات من الناس ينكرونها، ويحاولون تزييف التاريخ، وعلى رأسهم ديفيد إيرفينغ مؤلف كتاب حرب هتلر، والذي أخذ على عاتقه مهمة تغيير التاريخ في تلك النقطة، في عام 2000م، رفع دعوى قضائية ضد دار Penguin Books والباحثة الأمريكية ديبورا ليبستادت بتهمة التشهير بعد أن كتبت ليبستادت أنه كان مؤيدًا للنازية، ولكنه خسر القضية، وبعد ذلك قضى ديفيد ثلاث سنوات في السجن في عام 2006م في النمسا، وذلك لإنكاره وجود غرف الغاز في أوشفيتز، ولحسن الحظ، فإن إيرفينغ لا يؤخذ على محمل الجد من قبل الأكاديميين الحقيقيين، وكما قال القاضي في محاكمته النمساوية، “لأسبابه الإيديولوجية الخاصة، وتشويه صورته بشكل متعمد ومستمر،  فهو معاد للسامية وعنصري، وهو مرتبط بالمتطرفين اليمينيين الذين يروجون للنازية الجديدة، والهزائم القانونية”.

اقرأ أيضًا
“بين المدبلج والأصلي” حكاية المشاهد المحذوفة من أبوكاليبس الحرب العالمية الثانية

إقرأ أيضا
قاسم سليماني

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان