من بينها السويس .. ما هي المدن العابرة للقارات؟

المدن العابرة للقارات هي مدن تمتد عبر الحدود بين قارتين كاملتين. فريدة من نوعها في مجتمعاتهما متعددة الثقافات، فإن تأثيرات القارتين التي يشكلان جزءًا منها لا تنفصل عن هويتهما.

اسطنبول، تركيا

إلى حد بعيد المدينة العابرة للقارات الأكثر اكتظاظًا بالسكان في العالم هي اسطنبول في تركيا. يعيش 15 مليون شخص في المدينة التي تمتد عبر أوروبا وآسيا. تشتهر اسطنبول بهندستها المعمارية متعددة الثقافات، حيث تصطف المساجد الكبرى الشهيرة في الشوارع، وقد عملت تاريخيًا كجسر بين ثقافتين. اسطنبول – المعروفة سابقًا باسم القسطنطينية – كانت عاصمة الإمبراطورية البيزنطية التي حكمت بين 330 إلى 1453 ميلاديًا والإمبراطورية العثمانية التي حكمت من 1285 إلى 1923 ميلاديًا.

في حين أن اسطنبول كانت منذ فترة طويلة جسرًا بين قارتين، إلا أنها كام عالقة أيضًا في وسط محاربة الإمبراطوريات والصراع لأكثر من 2000 عام. وكما أثرت “قوى التاريخ” على اسطنبول، كذلك فعلت قوى الطبيعة. يمر مضيق البوسفور عبر اسطنبول ويفصل بين القارتين، وتحيط به المياه من البحر الأسود وكذلك البحر الأبيض المتوسط.

أورينبورج، روسيا

تعمل أورينبورج في روسيا أيضًا كجسر بين آسيا وأوروبا. لكن إلى الجانب الشمالي في روسيا. أقل كثافة سكانية بكثير، مع حوالي 534000 نسمة اليوم، تأسست المدينة رسميًا في عام 1735 كقلعة لقوزاق الأورال. اليوم، لا تزال تقوم بدورها في تجارة وتصنيع السلع.

عند السفر من أوروبا، عليك عبور جسر فوق نهر الأورال. في طريقك إلى آسيا، ستمر ببوابة إليزابيثية حجرية رائعة تعمل كخط فاصل بين القارات. للحظة وجيزة عندما تمر في منتصف الانقسام بالضبط، يمكنك النظر إلى أسفل من الجسر إلى الشمال ورؤية آسيا، والنظر إلى الجنوب لرؤية أوروبا، عالقة حقًا بين عالمين.

ماجنيتوجورسك، روسيا

في مكان قريب، تمتد مدينة أخرى عابرة للقارات أيضًا عبر أوروبا وآسيا على طول نهر الأورال. مع ذلك، فهي وجهة سياحية أقل قليلًا من بعض المدن العابرة للقارات الأخرى في العالم.

على الرغم من أن ماجنيتوجورسك تم بناءها في الأصل أيضًا كحصن من قبل الإمبراطورة إليزابيث النمساوية في عام 1743، إلا أنها أصبحت لاحقًا مشروعًا خاصًا لجوزيف ستالين في عام 1930. خطط ستالين لتحويل المناظر الطبيعية من قطع أراضي زراعية في الغالب إلى مجتمع أكثر صناعية يركز على الصلب وأرسل العمال السوفييت للعيش والعمل في المدينة في معسكرات العمل القسري المؤمنة بالأسلاك الشائكة.

اليوم، لا تزال المدينة تشعر بالقليل من البرودة والصناعة، حيث يعيش العديد من المواطنين على الجانب الأوروبي وينتقلون للعمل في مصنع للحديد والصلب على الجانب الصناعي على طول آسيا، والذي يعاني من الكثير من التلوث.

أتيراو٬ كازاخستان

مدينة أخرى عابرة للقارات تركز بشكل كبير على إنتاج منتجات الطاقة هي أتيراو في كازاخستان. ثالث مدينة عابرة للقارات تربط بين أوروبا وآسيا على طول نهر الأورال، تأسست أتيراو كميناء صيد يسمى جورييف في القرن السابع عشر؛ أعيدت تسميتها في عام 1992. في وقت لاحق، أصبحت مصانع النفط والمعالجة مركزية لاقتصاد المدينة، لدرجة أنها سميت كعاصمة نفطية لكازاخستان في عام 1999.

ما يميز كازاخستان هو أنها تحدها روسيا والصين وأوزبكستان وتركمانستان، لذلك تتأثر البلاد بأكملها بشدة بالكثير من الثقافات المختلطة. لسوء الحظ، بسبب مواردها المعدنية الغنية ومساحات واسعة من الأراضي الصالحة للزراعة، تم استغلالها تاريخيًا، بما في ذلك خلال الفترة السوفيتية. نتيجة لذلك، تتعايش العادات التقليدية الكازاخستانية بشكل غير مريح جنبًا إلى جنب مع غارات العالم الحديث.

إقرأ أيضا

ديزني .. وحكايات عن المرأة

السويس، مصر

المدينة العابرة للقارات الوحيدة التي تعمل كجسر بين إفريقيا وآسيا هى السويس التي تقع، كما تعلمون، على طول قناة السويس. كانت السويس جزءًا من الحضارات المصرية القديمة بدءًا من القرن الخامس والعشرين قبل الميلاد، حيث استخدمها الملوك المصريون القديمون كمكان آمن للاختباء عندما كانت البلاد تتعرض للغزو. مركز لثقافات متعددة، كما هو الحال مع العديد من المدن العابرة للقارات، أصبحت فيما بعد مدينة كليسما اليونانية ومدينة القلزوم الإسلامية.

كما كانت المدينة منذ فترة طويلة نقطة انطلاق للمسلمين في رحلة الحج إلى مكة المكرمة، بسبب موقعها على طول الطريق. اليوم، مكانها على قناة السويس، التي استغرق بناؤها عقدًا من الزمان قبل افتتاحها أخيرًا في عام 1869، محوريًا في التجارة العالمية، لأن القناة هي أقصر طريق من المحيط الأطلسي والأراضي بالقرب من المحيطين الهندي والغربي للمحيط الهادئ.