رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
852   مشاهدة  

مهما غرامك لوَّعني!! هل يستحق الحب كل هذا العناء يا رامي؟!

أم كلثوم


\ربما هي واحدة من أقل أغنيات أم كلثوم شهرة، ولكنها بالتأكيد الأقل شهرة بين ما لحن عبدالوهاب للست، تلك الأغنية التي لا نعرف منها إلى جملة ” وعمري ما أشكي من حبك مهما غرامك لوَّعني” والتي كتبها أحمد رأمي شاعر أم كلثوم الملاكي.

في البدء تستوقفني كلمة لوعني تلك المختارة بعناية شديدة فاللوعة في العربية هي حرقة في القلب وألم من حب أو هم أو حزن أو مرض، ويقول لاعه الحب بمعنى أمرضه الحب، تلك الكلمة التي تعادل في درجات الحب الـ 12 درجة الوصب، فالوصب هو ألم الحب ومرضه، فرامي هنا كان على علم بما يختار، اختار أقسى درجات الألم ليقول إنه لن يلجئ للشكوى مطلقا مهما أمرضني حبك، ولكن من أين تأتي اللوعة؟

في البداية رامي هنا ينتهج عتاب المحب المستكين الخاضع لحبه، وبالمناسبة الاستكانة درجة أخرى من درجات الحب هي الدرجة الثامنة وتأتي مباشرة بعد الوصب، وهذا يفسر العديد من الأشياء أهمها نبرة العتاب القريبة للرجاء من المحب للحبيب مع تقبله للألم في مقابل وجود المحبوب، ولكن طالما هو متقبل الألم لماذا يعاتبه هنا؟

“ولا ناسيني ولا فاكرني” تلك الحالة الرمادية التي يخلقها الهجر، الحالة المرعبة القائمة على عدم معرفة مصيرك، فلا خلاص من الحب تحت أي ظرف، فقط أن تنتظر هل ستحيا في لوعة أم ستموت مهجورًا، وحيدًا دون حبيب بعدما يتركك، “وأنا اللي قلبي ملك إيديك” ربما لا يوجد تعبير أكثر مباشرة وقوة وشاعرية من تلك الجملة، فالمحب هنا لا يملك قلبه، فلا يملك حيلة في أمره، هو فقط يحب ولا يسعه سوى التحمل.

رامي لم يتوقف عند هذا الحد بل أضاف مقطع هو تأكيد على ذلك تأكيد وشرح للحالة التي يعيشها: –

 “أهواك في قربك وفي بعدك،

وأشتاق لوصلك وأرضى جفاك،

وإن غبت أحافظ على عهدك

 وأفضل على ودي وياك،

 يورد على خاطري كل اللي بينا اتقال،

 ويعيش معاك فكري مهما غيابك طال،

واحشني وأنت قصاد عيني،

 وشاغلني وأنت بعيد عني”

المباشرة في الشعر عيب قاتل، ولكن رامي هنا يلجئ لقوة الحالة فيترك الصور البليغة لكلام بسيط وسهل، كلام يقوله كل حبيب لحبيبته، ولكن رغم كل هذا يقرر أن يمنحنا جملة في المقطع تجعلك تقف قليلا لتدرك درجة اللهفة في هذه المشاعر، واحشني وأنت قصاد عيني، وكأنما يترجم مقولة محي الدين أبن عربي “كل شوق يسكن باللقاء لا يعول عليه”، فحتى لقاء الحبيب عند رامي لا يسكن اشتياقه له.

إقرأ أيضا
حزب الله المسيطر على الحدود اللبنانية

الأغنية بأكملها هي حالة من المرض المزمن، مرض شديد الوطأة يدعى الحب، ذلك الحب الذي يعاني منه رامي حد اللوعة، ويترك في نفسه كل تلك الاستكانة التي قد نراها تقترب إلى حد الخضوع التام، فهل الفراق بهذه المرارة التي لا تحتمل لدرجة أنك تفضل الألم عليها يا عم رامي؟! هل يستحق الحب كل هذا العناء؟!

 

إقرأ أيضاً

شركة روتانا..اللي ضحكت ولسه بتضحك علينا

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان