همتك نعدل الكفة
1٬096   مشاهدة  

مي إبراهيم وزوجها .. تسليع الحياة الزوجية مقابل المشاهدات

مي
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



لا شك أن القاصي والداني يعرف حاليًا من هي مي ابراهيم وزوجها اللذان شغلا الرأي العام الموجود على السوشيال ميديا ، كالعادة بلا هدف ولا محتوى ، لكن دعني أخبرك كيف يروضون هؤلاء الملايين من “الغلابة” ، ومدلدقي المشاعر ، الذين فرمتهم السوشيال ميديا فمحت الوعي ، وجعلت من رؤوسهم وعاء جاهز لطهي أي فكرة ، وجعلت آذنهم ممرًا بلا فلاتر ، من الشاشة ع الدماغ مباشرة ، الموجودون بيننا لكنهم غير موجودين بشكل فعال ، فعقلهم ، ووعيهم ، وعينهم ، وبصلتهم ما تفعله مي ابراهيم وزوجها في يومهم المكرر .

 

تسليع المشاعر

أود لو أخبرت من يصدق تلقائية البلوجر واليتيوبر الذين انتشر صداهم في الفترات الأخيرة وعلى رأسهم مي ابراهيم ، والسؤال هنا للمتابعين ليس لها أو لغيرها ، هل تصدق أن إنسانًا مهما بلغت كوميديته أو تلقائيته أن يكون كل يوم كوميديًا؟ ، هل نحن على نفس الحالة المزاجية صباحًا ومساءً وبعد الضهر وفي السهرة ؟ .. بالتأكيد لا ، إذًا ما يحدث أمامك ليل نهار هو محض هراء غرضه الإعلانات ، وليس فيه أي نوعًا من أنواع التسلية ولا الترفيه .

سؤال آخر لابد أن تٍأله لنفسك : هل كون الإنسان تلقائيًا أو لديه بعضًا من القبول ، كافيًا أن يقدم محتوى مكتوبًا أو مرئيًا أو مسموعًا ؟ .. بالطبع لا ، حتى وإن تجاوز عدد متابعينه الملايين .. إذًا أنت أمام سلعة يتم تقديمها يوميًا ، وعليك أن تشتريها يوميًا بنفس درجة الشغف والحماس !

النقطة الأخطر فيما تفعله مي ابراهيم ، وسبقها كثيرون ، هو الفجاجة في طرح تفاصيل الحياة الزوجية أمام الكاميرات ، ولا شك أن هذه الفجاجة من شأنها ابتزاز كثيرين والتنكيد على حياتهم ، بالأخص من يفضلون حماية الحياة الزوجية بسياج من الأسرار ، فأي علاقة هذه التي يجلس فيها زوجين أمام الكاميرات أربعة وعشرون ساعة للحديث عن الحب والغيرة؟ .. أي علاقة هذه التي لا تتمتع بأي قدر من السرية والهدوء ؟ .. أي علاقة هذه المطروحة على المشاهد كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة ؟ .. لابد أن نعلم أننا أمام اثنين من صناع المحتوى ليس أمام زوجين .. ولابد أن تفرق بين النوعين حتى لا تقارن حياتك الطبيعية الهادئة بمثل هذا الكلام الفارغ .

ابتزاز دفين

يعتمد صناع المحتوى الفارغ أمثال أحمد حسن وزينب ، ومي ابراهيم وزوجها، على اللعب على الغرائز .. عندك مثلًا أحمد حسن يتعمد إظهار الربح الذي يجنيه من اليوتيوب استفزازًا لمشاعر الفئة التي يعلم جيدًا أنها تتابعه .. عندك مثلًا مي ابراهيم تتعمد اللعب على سكة العلاقات لأنها تعلم جيدًا المثل المصري المعروف : إذا أردت إنجاح أي مشروع اجعل زبائنك من الحريم ! ، عند  مثلًا حمو بيكا وشاكوش وغيرهم ، يتعمدون استفزاز خريجي الكليات العليا الذين فاتهم قطار العمل بالشهادة .. إنها عملية ابتزاز قبل أن تكون عملية ترفيه .

إقرأ أيضا
أحمد الجندي

رسالة إلى شخص لم يعد له مكانًا في هذه الدائرة

أنت يا صديقي رجل عاقل أو بنت عاقلة بما يكفي أن تدير حياتك بنفسك بعيدًا عن انتظار نصيحة من يوتيوبر أن بلوجر أو غيرهم من الغير مؤهلين للحديث إليك .. أنت يا صديقي رجل مجتهد بما يكفي أن تسد أذنيك عن من يتهمونك ليل نهار بأنك فشلت في أن تصبح يوتيوبر عظيم ونجحت في حياتك العادية ، وحياتك العادية هذه لم تعد ذات قيمة أمام حياتك على السوشيال ميديا .. أنتِ يا صديقتي سيدة عظيمة بما يكفي أن تصبحين أنثى على كيفك لا على كيف مي ابراهيم ، تشبين نفسك لا أحد آخر .. أنتم غير مجبرون على نسخ حياتكم كما ترونها على السوشيال ميديا ، أنت حر بما يكفي أن تأكل وتشرب وتلبس وتخرج وتشتري ما يشبهك لا ما يشبههم .. أنتم لا ينقصكم شئ سوى الاستمتاع بما أنتم فيه !

الكاتب

  • مي محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
9
أحزنني
0
أعجبني
5
أغضبني
1
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (3)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان