همتك نعدل الكفة
743   مشاهدة  

هل أنت مثقف حقًا ؟!

الثقافة


“الثقافة هي المعرفة الممزوجة بالكرامة، فلو كانت الثقافة تعني المعرفة فقط لما اهتاجت السلطة، فماذا يهمها من سابلة الثقافة ورعاعها، إنما الذى يصنع الأزمة الدائمة هي الثقافة ذات الكرامة، لها إشعاعها الخاص، تلمحه فى بريق العيون ووضاءة الجبهة وجلال العقل ونصاعة الموقف، إشعاع يكشف الزيف ويصارع التلفيق ويضرب المخاتلة” هكذا كتب د.يوسف إدريس في كتابه “أهمية أن نتثقف يا ناس” تلك العبارة من الكتاب تذكرتها فور حديثي مع رفيق الدرب خطيبي العزيز سيف هنداوي.

الثقافة

كنت قد نعته بكلمة مثقف، فقال في تواضع أعشقه : انتي واخدة فيا مقلب كبير، انا مش مثقف، أنا حد بس عنده معلومات من اللف، وقريت شوية كتب وخلاص !

كان ردي أن ذلك هو تعريف الثقافة، كمية ومحتوى المعلومات التي تستقيها من الخبرات أو الكتب، فأجاب كما كتب يوسف إدريس بأن المثقف الحقيقى هو من يستطيع تنوير وتثوير للمجتمع الذي يعيش به، قلت وأنا أبتسم بمرارة :  مش شرط، مش كل المثقفين عملوا تثوير، بالعكس في المجتمعات الرجعية اللي احنا فيها دي بيتهاجموا ويتحبسوا ويتبلغ عنهم انهم كفرة وزنادقة وبيتهموا بابشع التهم، طه حسين لما كتب كتاب “في الشعر الجاهلي”  اتعمل فيه ايه ؟؟!! نجيب محفوظ ونوال السعداوي وفرج فودة اتهانوا واتوصفوا بابشع الألفاظ، واللي اتقتل واللي اتكفر !!

كان رده : “لا طبعًا شرط، المثقف غير المتعلم، فيه فرق بين حد عنده معلومة و حد مثقف، المثقف له دور ثورى دايما، بيكون لسان الجماهير الناطق والمعبر الحقيقي عن معاناتهم، ودا لانه بيعرف يطبق المعلومة، دا اسمه المثقف العضوى، لو قريتى لانطونيو جرامشى كتب عن دا في كتاب “مذكراتى فى السجن” ياريت لو تتطلعى على الكتاب دا، لانه اتكلم فيه عن نقطة كنت بتكلم فيها من زمن، وفرحت لما لقيت ان فيه حد مركز فيها، الشخص اللى الثقافة عنده مش مهنة، انسان له مهنة عادية وسط الناس بس فاهم مشاكل مجتمعه ومشاكل الناس، وبيلاقيلها حلول من معرفته مش عشان ياخد عليها مرتب، دكتور الجامعة عالم اه بس مثقف لا، المثقف اللى بيلبس بدلة، والمثقف اللي مش بيهتم بتثقيف الا فئة منتخبة من الصفوة يبقى الله يرحم ثقافته !”

ننهي حديثنا ككل مرة فيبهرني سيف بتعريفاته وشروحاته وتوضيحاته وأفكاره، يشق بعقلي ومخيلتي سبلًا جديدة للأرتقاء بمستواي الفكري، يملؤني شغقًا للمعرفة، يجذبني بسحر خارق للتعلم بلا ضجر أو ملل، في كل مرة أشعر بالقزامة بجانب عقليته ولباقته وبيانه، في كل يوم وبعد كل محادثة أو لقاء أعشقه أكثر.

وبيسألوني بحبه ليه ؟؟!!

إقرأ أيضاً

إقرأ أيضا
مشروعات خارج الصندوق

في الولايات المتحدة الأمريكية تتعرض السجينات الحوامل لأبشع الظروف الممكنة

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide






حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان