هل يدخل عبد الله رشدي الجنة؟

عبد الله رشدي

لا ينكر حالة الالتفاف الجماهيري حول الدكتور مجدي يعقوب في الأيام القليلة الماضية إلا جاحد .. رجل ضرب كل الأمثلة في النجاح قلبًا وعقلًا .. شعورًا ومنطقًا .. محليًا وعالميًا .. تُعالج عنده الملكة إليزابيث وأبنائها كما تُعالج عنده أم محمود ، محمود ، في قرية نائية من قرى الصعيد ، رجلًا تدعي له أمي ليل نهار “روح ربنا يسهلك طريقك زي ما بتسهل للناس طريقها” ، ويحترمه أبي ويطلق عليه اسم “الرجل البركة ” ، حالة عجيبة من النجاح بلا ضجيج ، وبلا تقطيم في حال البلد ولت وعجن وشكاوى مثل غيره من الناجحين ، أكثر من ثمانين عامًا يبدو فيها أن خريف عمر دكتورنا قد حان ، يشعر كل بيت مصري بهذه الحقيقة لكن الجميع يكذّب نفسه نظرًا لغلاوته ..  كل هذه الأسباب الماضية تجعلنا في انتظار نهاية سعيدة لفيلم شديد الإتقان .

في كل مرة يعلو فيها نَجم الدكتور مجدي يعقوب يتطوع الشيخ عبد الله رشدي برأي لم يطلب منه أحد أن يقوله ، لكنه يقوله ، وكعادة الشيخ –لا يذكر أسماء بعينها في فتواه- كي لا يقع في مرمى التقاضي ، وأنا أرى أن الرأي الجرئ وعدم الخوف في الحق لومة لائم يتطلب ذكر اسم الرجل التي تطلق عليه الفتوى ، أن تظهر كل ما نيتك دون حسابات ، هكذا علمنا رسول الله  .. لكن دعنا من نوايا الشيخ وتعالى نقرأ ما كتبه

“لا يقبل الله يوم القيامة العمل الصالح مع المعتقد الفاسد – الكفر : وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورًا”.

معناه بالبلدي (الذي لا يجرؤ الشيخ على قوله): كل ما فعله الدكتور من علاج للفقراء مجانًا وترك العالمية في انجلترا للعيش في أسوان وتشمير الساعد لحرث الأرض الفقيرة مع الفقراء ، وتعليم المبتدئين من الدكاترة لكي يترك المئات من مجدي يعقوب قبل أن يرحل ، كل هذا ، سيذهب في الهواء ، وليس من حق الدكتور أن يطلب أكثر من الشهرة وحب الناس، ولمؤخذة (مالكش عندنا حاجه أكثر من ذلك) !

كفّر الشيخ عبدالله رشدي جميع المسيحيين من قبل، بالصورة والصوت على الهواء مباشرةً، دون أن يستثني الدكتور مجدي يعقوب .. وأعاد فتوى التكفير بعد التفاف الجميع حول الدكتور مجدي بعد تكريم دولة الإمارات .. فلا مجال للتنصل لأن الشيخ لم يقل “المسيحيين كافرين إلا مجدي يعقوب”.

وتزامنت انطلاق فتوى الشيخ عبدالله رشدي مع تذكر مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي لعدة فتاوى أخرى تكفر الدكتور مجدي بعينه قبل عامين مثل سامح عبدالحميد وعاصم عبدالماجد.

وأنا في الحقيقة لست بصدد مناقشة ما كتبه الشيخ لأن هناك من هو أولى بمناقشته ، لكن أنا أطلب من الشيخ أن يحترم عقلي ، وأولى خطوات احترام عقلي أن يكون الشيخ قد ضمن دخول الجنة أولًا قبل أن يفتح بابها أو يغلقه ، أنا هنا أتكلم بجدية ولا أسخر من طرح الشيخ ، أليس من الطبيعي أن تكون مُعلمًا لكي تحكم على التلاميذ؟ .. أليس من الأولى أن تكون عند الخطوة العاشرة لكي تحكم على من هم في الخطوة الأولى ؟ هل أنهيت كل مهمتك في الدنيا وضمت وجودك في الجنة لتتفرغ للحكم على باقي البشر ؟

بلا سخرية .. شئ واحد يا شيخ يجعل كلامك مصدقًا -وأنا هنا لست بصدد تصديقه من عدمه- أن تخرج علينا بشكل واضح تقول أنك ضمنت الجنة ، ولا شك واحد بالمائة أنك خارجها ، شئ واحد يجعل كلامك عقلانيًا أن تخبرنا بأن النتيجة قد وصلتك من الكنترول وأنه لا مفر من دخولك الجنة .. أخبرنا بهذا (بشكل واضح) يا شيخنا وسوف أصدق ما تقول بلا جدال ، وأرجوك لا تخبرني أن هذا كلام الله لا كلامك ، هو بالفعل كلام الله لكن لم تعيينك مرسال بينه وبيننا، وإلا أخرج لي كرنيهًا مكتوب فيه أن الله قد وكلك بينه وبين الناس !

أخيرًا لا أحد يعلم إن كان هو شخصيًا في الجنة أم في النار ، كلنا رجاء في الله أن ننعم بها ، ولا أعتقد أن أحدًا قد ضمن الجنة وإلا كان سعى في الأرض فسادًا ، ولا أعتقد أن هناك وقتًا كافيًا للواحد كي يفكر في دخول أحدهم الجنة من عدمه .. حتى الدكتور مجدي يعقوب لا أعتقد أن لديه من الوقت للتفكير في هذا السؤال .. كلنا نسعى والأمر أخيرًا عند الله  .. منتظرين إجابة الشيخ عبد الله .. هل دخلت الجنة وتحدثنا من داخلها؟ أم تأمل كجميع الناس في دخولها؟

إقرأ أيضا

عن دور أحمد عدوية في فيلم أنياب “رُشِّح له عادل إمام ومحمد صبحي”

هل سألت نفسك يوما  يا شيخ عبد الله رشدي عن فائدتك للناس؟

هل حجزت تأشيرتك للجنة واطمئن قلبك؟

هل أنت أدمن الجنة وتعرف أفرادها؟

الرحمة يا من لا تعرف الرحمة