آخر التطورات في الأراضي المحتلة: القصف مستمر وتقارير تتحدث عن “الانتفاضة الثالثة”
-
إسراء أبوبكر
صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
تعيش الأراضي المحتلة حالة من التوتر المتصاعد، بعد اقتحام المسجد الأقصى بدعوى تأمين احتفالات عيد الفصح، والقبض على مثيري الشغب والمسلحين بداخله. هجوم استفزازي أسفر عن اعتقال مئات المصليين العُزل وإصابة العشرات، الأمر الذي أشعل الحرب في سماء قطاع غزة والجنوب اللبناني، وسط تصريحات متوعدة من نتنياهو وبن غفير.
في تصعيد متوقع اقتحمت شرطة الاحتلال باحات المسجد الأقصى للمرة الثانية؛ بذريعة إخلائه مما وصفتهم بالبلطجية الذين يدنسون قدسية شهر رمضان، وتأمين احتفالات المستوطنين بعيد الفصح الذي تصادف مجيئه في الشهر نفسه. إلا أن البلطيجة الملثمين الذين تحدثت عنهم وسائل الإعلام العبرية لم يكونوا إلا مجرد مصليين عُزل، ظهرت مقاطع مصورة لعناصر من شرطة الاحتلال أثناء الاعتداء عليهم، وضربهم داخل أروقة المسجد بالعصى وأعقاب البنادق.
دولة الاحتلال تتهم الجميع “قصف حماسي بموافقة من حزب الله وتشجيع إيراني”
بعد ساعات من الاقتحام أعلنت حكومة الاحتلال تعرضها لقصف صاروخي من مواقع في قطاع غزة وجنوب لبنان، استهدف المناطق الشمالية الحدودية حيث سُمِع دوي صافرات الإنذار عدة مرات. يبدو من الوضع أن الأراضي المحتلة تتعرض للقصف على جبهتين؛ المناطق الشمالية بصواريخ الجنوب اللبناني، والجنوبية بصواريخ من قطاع غزة، وفي كلا الجبهتين لم يتسبب القصف في خسائر بشرية.
حتى الآن لم يُعلن حزب الله أو حركة حماس المسئولية عن إطلاق صواريخ من الجنوب اللبناني، في حين وردت تقارير أولية عبر صحيفة إسرائيل 24 المحلية تشير إلى بصمات إيرانية. في الوقت نفسه الذي أعلن فيه المتحدث باسم جيش الاحتلال عن وقوف حماس خلف الهجوم، الذي اعتبره مخططًا من قبل.
جدير بالذكر ما نقلته رويترز عن مصادر أمنية في لبنان، أفادت بأن الهجوم بعيد عن الحركات الفلسطينية المعروفة وحزب الله، مشيرة إلى مسئولية الفصائل الفسلطينية المنفصلة المتمركزة بجنوب لبنان.
وقد خرج رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في تصريحات توعدت بالرد على ما صنفه كأكبر هجوم صاروخي منذ حرب 2006، تزامنًا مع تحريض عنصري من وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير؛ أعقبه إعلان جيش الاحتلال القصف على قطاع غزة. وسط أنباء عن تحليق طائرات الاحتلال على مستوى منخفض في مناطق جنوب لبنان، واستهداف المنطقة والمخيمات الفسلطينية بـ100 صاروخًا.
بينما أعلنت الولايات المتحدة عبر خارجيتها استنكار الهجوم على إسرائيل، مؤكدةً حقها الكامل في الدفاع عن النفس. كما أفادت واشنطن أن الحكومة اللبنانية ستتحمل نتيجة استخدام أراضيها في القصف، وإن كانت غير مسئولة بشكل مباشر.
اقرأ أيضًا
دولة الاحتلال.. الحرس الوطني سلاح جديد لقمع العرب والمعارضة
العفو الدولية: ليالي الرعب في الأقصى… الجارديان: هل تشهد القدس انتفاضة ثالثة؟
في تقرير لها نددت منظمة العفو الدولية بالاعتداءات المتكررة على المصلين بالمسجد الأقصى، واعتقال المئات منهم بشكل غير آدمي، من بينهم أطفال تعرضوا لانتهاكات أثناء الاحتجاز. كما عرضت عدة تجاوزات ارتكبتها قوات أمن الاحتلال، شملت منع المسعفين من الوصول إلى الجرحي داخل المسجد، والتعدي على سيارات الإسعاف بالطلقات المطاطية.
فيما أضافت هبة مرايف المدير الإقليمي لأمنيستي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن قوات الاحتلال أظهرت للعالم كيف يبدو الفصل العنصري، من خلال ما اعتبرته هجومًا مدبرًا حوَّل أحد أقدس مساجد المسلمين إلى مسرح جريمة.
وتابعت بيانها حول التاريخ الاستفزازي الطويل لدولة الاحتلال مع اقتحام الأقصى خلال شهر رمضان، مذكرةً باعتداء عام 2021 الذي انتهى بإصابة 170 فلسطينيًا واشتعال الاحتجاجات في البلاد.
أمَّا صحيفة الجارديان فقد ربطت بين أعمال العنف الأخيرة ضد الفلسطينيين والتي أودت بحياة 88 شخص خلال العام الحالي فقط، وتكهنات باشتعال انتفاضة ثالثة. كنتيجة متوقعة للدموية المتصاعدة في تعامل الحكومة اليمينية المتطرفة، حتى مع المسيحيين الذين يتعرضون لاعتداءات عنصرية غير مسبوقة.
الجمعة الماضية من رمضان شهدت توافد نحو ربع مليون مصلي وفقًا لفرانس 24، مع توقعات بتوافد المزيد لأداء صلاة الجمعة الثالثة من الشهر المقدس في ساحات المسجد الأقصى. وعليه أعلنت شرطة الاحتلال تعزيز التواجد الأمنى في محيط المسجد، مع توقعات باشتعال المواجهات مجددًا.
الكاتب
-
إسراء أبوبكر
صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال