آسفين يا ميدو .. متى تحولنا من مشجعي كرة قدم إلى زومبي ؟
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
اتهامات بالخيانة طالت الإعلامي أحمد حسام ميدو في الساعات الأخيرة منذ أن نشر صورة له تجمعه مع رئيس النادي الأهلي كابتن محمود الخطيب قائلًا : مع بيبو في البحر .. وهي الصورة التي ما إن نشرها أحمد حسام ميدو قامت الدنيا ولم تقعد ، ومن وقتها تمت الإساءة لميدو ولأهله ونزع صفة الزملكاوية عنه ، ومحاولة التحريض ضده بشكل مباشر وغير مباشر ، وهي الحالة التالية لحالة كابتن أيمن يونس الذي تعرض للاعتداء الجسدي وتكسير سيارته ، حالتين في أيام معدودة .
فيما يخص كابتن ميدو والخطيب
لا أدعو للبس ثوب الفضيلة ، وتحية الأهلاوي للزملكاوي ، وتحية الزملكاوي للأهلاوي ، لأن نسبة التعصب عند جمهور الثالثة يمين أو شمال طبيعي أن تكون أعلى من الشخصيات العامة المُحتّم عليها نسبة من التعقّل .. لكن هناك درجة انفلات في مشاعر الجماهير غير طبيعية هذه الأيام .. هناك درجة من الاستعداد على الاعتداء على أي شخص في المنظومة الرياضية طالما يمتلك مشروعًا مضادًا لمشروعي الشخصي كجمهور .. هناك مؤشر خطر لغياب صوت العقل دفع ثمنه أحمد حسام ميدو حينما تعامل بعفوية في وقت لم تعد للعفوية فيه مكان ، ذلك لأننا أمام واقع جديد تتحكم فيه السوشيال ميديا في مشاعر الجماهير ، توجه الجميع كالقطيع ، ترسي مبادئ الروح الرياضية وقتما تشاء ، تواجه العنصرية ع الكيف ، تصوّر للجميع صورة غالبًا ما تكون غير الحقيقة ، ومن يحاول الخروج من الطابور ، سواء كان إعلاميًا أو فرد من الجمهور ، تصب عليه السوشيال ميديا غضبها دون رحمة ، الغضب الذي يصل بالبعض أحيانًا للاعتداء على شخص وعائلته لفظيًا أو جسديًا .. أنا لا أقول لك أن تقوم بتحية ميدو بعد الصورة ، لكن هناك درجة من درجات العقل لابد أن نحتمي بها جميعًا حتى لا ينفلت الزمام ، ونحن في مصر دفعنا ثمن انفلات الزمام غاليًا ، تلطخت كرتنا الجميلة بالدم قبل ذلك .. لا نريد أن نتذكر ذلك مرة أخرى !
اقتراح
ربما يكون هذا الاقتراح حالمًا ، لكننا أما ضرورة تنفيذه لأن مؤشرات خطيرة من التعصب تلوح في الأفق ، ومختصره أن لابد أن ينظّم اتحاد الكرة أو وزارة الشباب والرياضة أو الشركة المنظمة هيئة إلكترونية تضم تحت ظلالها أشهر الصفحات الرياضية الخاصة بالأهلي والزمالك ، ومعرفة هوية أصحاب هذه الصفحات التي لا قانون يحكمها ، يكتبون أي شئ وكل شئ ، في أي وقت .. والاقتراح هنا يكون قاصرًا على معرفة هوية أصحاب هذه الصفحات فقط … ويكون هناك بعض المزايا للصفحات التي تتقدم للهيئة ، من ضمنها مثلًا بعض الصور الحصرية للمباريات دون حقوق ملكية ، أو السماح لبعض أصحاب الصفحات الملتزمة ببروتوكول الهيئة في نبذ التعصب لدخول المباريات بدعوة خاصة .. ربما يكون اقتراح غير كامل أو مدروس أبعاده بالمرة لكنها نقطة قادرون أن نبني عليها بعد ذلك . أخشى في يوم من الأيام أن نتحول من مشجعي كرة قدم إلى زومبي .. ونحن للأسف على الطريق !
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال