آسيا داغر .. شجرة أرز لبنانية أثمرت في مصر
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
وكأن الرواد سُطر في قدرهم أن يبقوا روادا، كشجرة جذرها في لبنان وفرعها في مصر، ولدت آسيا داغر في قرية «تنورين» في لبنان في 18 ابريل 1901.
بدأت حياتها كممثلة وقدمت فيلمها القصير «تحت ظلال الأرز»، وحينما اشتد الفرع ونما سافرت إلى القاهرة في عام 1923 بصحبة شقيقتها ماري وابنتها الصغيرة ماري كويني حـيث ظهرت كممثلة في أول فيلم مصري صامت «ليلي» في عام 1927 والذي أنتجته عزيزة أمير.
أسست آسيا شركتها «لوتس فيلم» والتي تعد أقدم وأطول شركات الإنتاج السينمائي المصري عمراً، واستمرت في العمل حين أغلقت كل الشركات الأخرى مثل شركات إبراهيم لاما وبدر لاما وعزيزة أمير بسبب الأزمة الاقتصادية التي ضربت العالم على مشارف الثلاثينيات.
بدأت «آسيا» مشوارها الإنتاجي بفيلم غادة الصحراء في عام 1929، وبروح المغامرة التي يمتلكها الرواد دائما قدمت للسينما المصرية مخرجين أصبحوا علامات في عالم الإخراج فيما بعد، أمثال: هنري بركات، حسن الإمام، إبراهيم عمارة، أحمد كامل مرسي، يوسف معلوف، عز الدين ذو الفقار، حسن الصيفي، حلمي رفلة، كمال الشيخ، كما قدمت عددًا من نجوم التمثيل جاء في مقدمتهم فاتن حمامة وهي في بداية حياتها الفنية تخطو نحو السادسة عشرة من العمر في فيلم الهانم عام 1947، كما اكتشفت صباح سينمائياً وقدمتها في القلب له واحد عام 1945، وصلاح نظمي في هذا جناه أبي عام 1945.
وآسيا داغر لم تكن كغيرها من المنتجين فدائما ما كانت تبحث خلف ما يخشاه الآخرون، لهذا كانت حريصة على إنتاج الأفلام التاريخية فقدمت للسينما العربية شجرة الدر في بداية مشوارها الفني، ثم القصة عابرة الثقافات أمير الانتقام الذي أخرجه هنري بركات في عام 1950، ثم توجت تلك الرحلة الإنتاجية المحفوفة بالمخاطر بـ«الناصر صلاح الدين» في عام 1963 والذي تكلف إنتاجه وقتها 200 ألف جنيه، مثل في حينها أعلى ميزانية لإنتاج فيلم مصري، واستمر الإعداد له خمس سنوات، وكان من المفترض أن يخرجه عز الدين ذو الفقار، لكنه مرض أثناء كتابة السيناريو وأوصى بيوسف شاهين، وعلى الرغم من ذلك لم يجن الفيلم أرباحا تعادل تكلفته، فلم تنتج بعده سوى «يوميات نائب في الأرياف».
في 12 يناير 1986 وبعد غياب طويل عن السينما عشقها الأول والأخير رحلت «شجرة أرز» السينما المصرية في صمت فخورة بمشوار بدأ ككومبارس في عام 1929 وانتهى برائدة إنتاج الأفلام التاريخية في مصر.
الكاتب
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال