آسيا وفيلم الناصر صلاح الدين “جوانب لم تحكيها المواقع عن إفلاس أشهر منتجة سينمائية”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
ثنائية مأساوية جمعت بين المنتجة آسيا وفيلم الناصر صلاح الدين للمخرج يوسف شاهين إذ خرج الفيلم في ظروف سياسية وظهرت الرمزيات كثيرًا في الفيلم وكانت تقصد جمال عبدالناصر، لكن مع هذا الفيلم انتهت أسطورة آسيا داغر كمنتجة.
أشياء لم تحكيها المواقع عن آسيا وفيلم الناصر صلاح الدين بعد فشله
بلغت تكاليف فيلم الناصر صلاح الدين عام 1963 م 184 ألف جنيه ومن أجل إنتاج الفيلم رهنت آسيا عمارتها التي تملكها وتعرضت للحجز على أثاث منزلها وأثاث شركتها وكذلك سيارتها، وتقاضى منها يوسف شاهين أجر بـ 10 آلاف بينما المصور 7 آلاف جنيه وحصد الفيلم في الداخل والخارج إيرادات بـ 100 ألف جنيه، أي أن آسيا داغر خسرت 84 ألف.
اقرأ أيضًا
ماهر عصام .. قصة دوره مع يوسف شاهين ونور الشريف للدفاع عن فلسطين
استمرت مأساة آسيا داغر في عام إنتاج الفيلم لكن ذروة المأساة وصلت لها المنتجة في العام التالي لإنتاج الفيلم، إذ لم تستطع آسيا أن تعثر في درج مكتبها أو مكتب شركتها مبلغ 25 جنيه لتشتري فستانًا متواضعًا من محل شيكوريل.
حكى جليل البنداري في صحيفة أخبار اليوم تفاصيل مأساة آسيا داغر حين اتصلت على مصطفى عبداللطيف أحد موظفي شركتها وطلبت منه أن يرسل لها مبلغ 25 جنيه مع أحد الموظفين لتحضر به حفل مهرجان الجوائز، فسألها عن سبب المبلغ فقالت أنها تريد شراء فستان جديد لحضور الحفل فقال لها أن الشركة لا يوجد فيها هذا المبلغ، والعجيب أن هذا المهرجان استبعد فيلم الناصر صلاح الدين !
يوسف شاهين مصدر المرض
كان يوسف شاهين مزعجًا لأقصى حد، فمثلاً علي الزرقاني أصيب بمرض السكر وحذر موسى صبري من الاشتراك مع يوسف شاهين في العمل الصحفي إذ أن موسى صبري كان من ضمن المرشحين لكتابة حوار الفيلم وعمل مع يوسف شاهين لمدة شهر فجاءه التهاب رئوي، وقال آسيا تستحق 10 جزائر ليس من أجل الفيلم وإنما لأنها تحملت يوسف شاهين لمدة 3 سنوات؛ أما مدير شركة آسيا أصيب بالروماتيزم والتهاب في الأعصاب بينما آسيا أفلست وأصيب بضغط الدم ومرض في الكبد والمرارة.
ظروف عرض فيلم الناصر صلاح الدين والتناقض الفني
لم يترشح فيلم الناصر صلاح الدين إلى الأوسكار حتى يتم رفضه بسبب ساعة في يد أحد الكومبارس وإنما ما حدث شيء آخر وهو أعجب الأعاجيب فأعضاء اللجنة العليا لمسابقة الجوائز الذين استبعدوا فيلم صلاح الدين من جوائز الإنتاج هو أنفسهم الذين رشحوا الفيلم للمشاركة فالمهرجانات الدولية في موسكو والصين وإيطاليا وتشيكوسلوفاكيا والهند وإندونيسيا وقبرص والصومال بالإضافة إلى ترشحيهم له للمشاركة في أسابيع الفيلم العربي في عواصم 18 دولة من دول الأمريكيتين.
آسيا والوداع الأخير
اشتهرت آسيا كـ منتجة أنها لا تتعامل بالكمبيالات أو الشيكات السابقة لأوانها، ولم تتأخر أو تتراخى مرة في الدفع أو كتبت شيكًا بدون رصيد، لكنها ظلت طيلة عامين تتلقى الإنذارات على يد محضرين بسبب ديونها.
اكتفت الدولة بتكريم آسيا بمنحها مكافأة بـ 3 آلاف جنيه وجائزة الشرف الأولى من جامعة الدول العربية ثم ظلت 6 سنوات تدفع في ديونها لمؤسسة السينما التي بلغت 200 ألف جنيه بفوائدها وحاولت آسيا تعويض خسائرها من خلال 4 أفلام أنتجتها وهي “اللقاء الثاني، يوميات نائب في الأرياف، أوهام الحب، الشيطان والخريف” لكنها جميعها فشلت واعتزلت آسيا داغر الانتاج عام 1972 م، إلى أن توفيت في 12 يناير من عام 1986 م وشيعت جنازتها في 13 يناير من الكنيسة المارونية في شارع بيروت ـ مصر الجديدة.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال