آنا كولدينجز وميرجا بيين.. ساحرات تخطوا الحدود بأفعالهم الشنيعة
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
كان جنون صيد الساحرات الذي اجتاح شمال أوروبا في القرنين السادس عشر والسابع عشر نتيجة لمزيج من الخرافات الحقيقية والخرافات، فالحماسة الدينية التي كانت ممزوجة بالدوافع السياسية وجنون العظمة، كل ذلك جعل كلًا من الفلاحون والنبلاء على حد سواء يتطلعون إلى أسباب خارقة للطبيعة للعواصف والأمراض، لكنهم رأوا أيضًا أن المحاكمات هي أفضل الطرق لكسب المناصب أو الثروة من خلال القضاء على منافسيهم، واتهم السحرة والسحرة المدانون بارتكاب جرائم مروعة مثل مضاجعة الشيطان وقتل الأطفال، وأثناء المحاكمات، كثيراً ما كانت اعترافاتهم تُنتزع بوسائل عنيفة، وقد أدى الجو العام في أوروبا طوال هذه الفترة الزمنية إلى ظهور نوع متوحش من الساحرات، كانت أفعالهن تتخطى حدود العقل بالفعل، وأدى ذلك في النهاية إلى عمليات إعدام عشوائية بلا تحقيقات، وذلك في محاولات للقضاء على الساحرات.
آنا كولدينجز
كانت آنا كولدينجز أو آن الدنماركية معروفة لدى معاصريها باسم “أم الشيطان”، كانت ساحرة دنماركية اتُهمت أيضًا باستدعاء العواصف ضد سفينة الملكة آن، كانت آنا تلتقي مع صديقاتها الساحرات في منزل إحداهن، ويقومون بتعاويذ ضد الملكة، وقد أصبحت مطاردة الساحرات في الدنمارك شائعة بعد أن تحولت البلاد إلى البروتستانتية في أوائل القرن السادس عشر، وبينما غذت الحماسة الدينية الحقيقية البلاد، استخدمها مسؤولون رفيعو المستوى أيضًا لتحقيق مكاسب سياسية، وزير المالية الدنماركي، الذي تم التحقيق معه بسبب نقص الإمدادات، وكان له شراكات مثيرة للشبهة مع آنا، وأثناء رحلة السفن الملكية لجيمس السادس مع الملكة آن عبر بحر الشمال، اضطر للتضحية بآنا وكشف مؤامراتها وذلك لإبعاد الشكوك عن نفسه، وقد أدت اتهاماته إلى اعتقالها، وأثناء التحقيق، أشارت كارين إلى عدة أشخاص آخرين كانوا يساعدوها، واعترفت آنا، التي سُجنت وتعرضت للتعذيب، في النهاية وساهمت بأسماء خمسة آخرين، كانت أحدهم زوجة رئيس البلدية، وتم حرق آنا مع اثنتي عشرة امرأة أخرى على وتد في كرونبورغ، تلك القلعة الأنيقة ذات السقف الأخضر التي كانت مسرحًا لمسرحية هاملت لشكسبير.
ميرجا بيين
اعترفت ميرجا بيين، وهي وريثة ألمانية ثرية، بقتل زوجها الثاني وأطفاله عن طريق السحر وحضور سبت الساحرات، وقد شرع صائد الساحرات بالتازار فون ديرنباخ، رئيس دير مدينة فولدا ذات القمة المستدقة، في سلسلة من محاكمات السحرة عند عودته من المنفى في عام 1602م، وكانت ميرجا بيين واحدة من أولى النساء التي اعتقلها وسجنها، على الرغم من أنها كانت حاملاً، إلا أن ميرجا لم تُعفى من الإعدام كما نص القانون، وذلك لأنها اعترفت بأن طفلها الذي لم يولد بعد قد ولد من الشيطان، بعد أن سلمت نفسها للشيطان وعاشرته جنسيًا، وتم إعدامها بالنار حيث حرقوها وهي حية، واستمرت محاكمات السحرة في فولدا لتحصد أرواح 250 شخصًا، ولم تنته إلا بعد وفاة درنباخ عام 1605م.
اقرأ أيضًا
“الكشف عن الساحرات .. طرق تعذيب مروعة استخدمها القدماء للبحث عنهن
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال