أبراهام لينكولن .. الرئيس الذي رحل وترك شبحه في البيت الأبيض
-
إسراء أبوبكر
صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
أبراهام لينكولن الرئيس الأمريكي المطبوع على ورقة الخمسة دولارات وأول حالة اغتيال رئاسي في تاريخها، أحد أبرز أحداث القرن العشرين التي تحولَّت بعد عقود إلى أسطورة “الشبح” الأكثر شعبية في تاريخ الولايات المتحدة. بين أروقة البيت الأبيض بدأت قصَّة شبح الرئيس التي تأثَّر بها تشرشل، لتنتشر الأسطورة أكثر وتأخذ وضعها بين العديد من قصص الأشباح المقيمة بالقصر الرئاسي.
أبراهام لينكولن الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الأمريكية وصاحب إعلان تحرير العبيد الشهير، أثار الجدل بحياته ومماته الذي كان أشبه بمشهد مسرحي حقيقًة لا مجازًا، فقد أرداه الممثل الكونفدرالي “جون ويلكس بوث” برصاصة مباشرة في الرأس خلال الاستراحة التي تخللت عرض مسرحية “ابن عمنا الأمريكي” في الرابع عشر من أبريل 1865 على شرفة مسرح “فورد“، حادثة الاغتيال تلك خدمت الأفكار التي عاش حياته ينشرها وحولته إلى شهيد ورمز لتحرير للعبيد والدفاع عن حقوق السود.
هؤلاء رأوا الشبح.. أربع نساء وتشرشل
بالرغم من أن لينكولن أُردي في شرفة مسرح فورد الذي أصبح متحفًا وطنيًا على شرفه- حتى يومنا هذا- وتوفي بعد ساعات قليلة في منزل قريب؛ إلا أنَّ أول الشائعات حول ظهور شبحه جاءت من البيت الأبيض على لسان “غريس كوليدج” زوجة الرئيس “كالفن كوليدج”، حيث قالت أنها رأته ينظر من نافذة المكتب البيضاوي- الذي شيده ثيودور روزفلت عام 1902-.
وفقًا لمقالة نشرها موقع “History” توثيقًا لقصص أشباح البيت الأبيض التي رواها سكَّانه وزائريه وردت العديد من المشاهدات لشبح لينكولن خلال فترة حكم “فرانكلين دي. روزفلت”، فمن المعروف أن زوجته “إليانور روزفلت” كانت تستخدم غرفة نوم الرئيس المقتول وتعمل هناك حتى وقت متأخر وهو الوقت الذي استشعرت فيه وجوده أكثر من مرة، الأمر الذي تكرر بعد عقود مع “الليدي بيرد جونسون” زوجة الرئيس “ليندون جونسون” في الستينيات، تحدثت عن استشعارها وجوده أثناء متابعة برنامج تليفزيوني حول وفاته.
تزداد القصة وضوحًا وغرابة على حدٍّ سواء حين ذكرت ملكة هولندا “فيلهلمينا” خلال زيارتها للبيت الأبيض أنها سمعت صوتًا يطرق باب الغرفة المخصصة لها، وحين فتحت الباب رأت شبح لينكولن مرتديًا قبعته الطويلة الشهيرة يسقط أرضًا.
لم يظهر الشبح المغدور فقط للنساء فقد روى رئيس الوزراء البريطاني “ونستون تشرشل” أنه رآه في إحدى زياراته للبيت الأبيض خلال الحرب العالمية الثانية، لكن تلك القصة هي الأغرب فقد شاهد الشبح يجلس بجوار مدفأة غرفته بعد خروجه عاريًا من حمامه المعتاد المصحوب بتدخين السيجار.
الوسطاء الروحانيون يجيبون لماذا ترك لينكولن شبحه!
قصة شبح لينكولن تعتبر جزء من الأساطير الأمريكية المعروفة بين العامة والخاصة، ففي عام 2021 بينما كانت المتحدثة باسم البيت الأبيض “جين بساكي” تدلي بتصريح حول تطورات كورونا سمعت صريرًا غريبًا من السقف أعلاها، وتكرر الأمر عدة مرات خلال المؤتمر بشكل لاحظه الحضور جميعًا؛ وهو ما تجاوزته بساكي بمزحة لبقة عن شبح لينكولن الذي لا يزال يسكن غرفته.
وجدت الأسطورة تفسيرات منطقية لحدث لا يمكن وصفه بالمثل، بعض الوسطاء الروحانيين أكَّدوا أن روحه متعلِّقة بالبيت الأبيض لتكون مستعدة لمد يد العون للأمه وقت الحاجة، ولإتمام العمل الذي منعه عن إكماله الاغتيال المفاجئ قبل الانتخابات؛ لكن إحدى القصص الشعبية ذهبت مذهبًا آخر يدور حول كنز ذهبي يحميه الشبح من اللصوص.
أحد القصص التي شاعت بين العامة حول سبب تعلُّق شبح لينكولن بالبيت الأبيض تذكر وجود كنز من الذهب مخبَّأ تحته، ولا يزال الشبح موجودًا لحمايته من السرقات والمتطفلين؛ الأمر الذي لم نجد أي أصل تاريخي له ولا يتعدَّى كونه مزحه أو خرافة شعبية غير مبنية على حدث حقيقي.
الكاتب
-
إسراء أبوبكر
صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال