أبناء شعبان عبد الرحيم.. محاولات بائسة لركوب الترند
-
إسراء أبوبكر
صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
“هبطل السجائر” و”بكره إسرائيل” هكذا وصل شعبان عبد الرحيم إلى قلوب جمهوره، وإن اختلفنا على وسائله، لا يمكننا إنكار نجاح الهدف. حقق شعبولا شهرة يحلم بها الكثيرون تلك الأيام، وعلى رأس هؤلاء أبنائه. بين الحين والآخر يخرج أحد أبناء المطرب الشعبي الراحل في محاولة جديدة لركوب التريند، أقل ما يقال عنها أنها بائسة ومسيئة.
شعبان وصل للناس بسهولة وطبيعية وربما بدون قصد، وربما فاقت شهرة ابن الشرابية كل ما حلم به يومًا، حين خرج في برامج مع إعلاميين مثل طوني خليفة وجورج قرداحي وعمرو أديب. رغم محاولات كثيرة للاستهزاء بطبيعته التي لا تخلو من سذاجة، كان الجمهور دائمًا ما يدعم شعبولا؛ أحيانًا من باب التعاطف وأحيانًا أخرى نتيجة لحب حقيقي للون أغانيه.
توفي شعبان عبد الرحيم في 2019، تاركًا خمسة أبناء أثاروا الجدل مطلع العام الماضي بعد خلافهم على الميراث، والذي وصل إلى الفضائيات. وحتى قبل وفاة والدهم كان كل واحد من أبناء شعبولا يبحث عن الشهرة بطريقته، بداية من عدوية الذي يحاول على استحياء فرض نفسه في قائمة الطرب الشعبي. محاولة لا بأس بها للخروج من لون محتوى والده، لكنه بطريقة ما لا ينسى استقطاب جمهوره بأغاني تدور في فلك شعبولا.
أمَّا سيد شعبان عبد الرحيم فيحاول استنساخ تجربة أخيه عدوية، لكن بصوت أصعب من أن يحتمله المستمعون، وبشكل ما يدفع قناة شعبيات للعمل معه. كما يقوم بتلحين بعض أغاني عدوية الأكثر نجاحًا، والتي تجد جمهورها في القناة نفسها. وعلى ما يبدو سيد أكثر نجاحًا في التلحين الشعبي أكثر من الغناء.
كما نجد عبد الرحيم شعبان عبد الرحيم في تجربة ليست بعيدة عن محاولات عدوية وسيد، وكالعادة الأمل في وجود صوت يمكن أن تتحمله الأذن البشرية بين أبناء شعبولا يقل بعد سماع أغانيه. تلك المرة يلجأ عبد الرحيم للمهرجانات التي يقدمها عبر قناته على اليوتيوب، ومجددًا تظل أقل من من أن يطلق عليها محاولة للغناء.
خميس وعصام الأكثر إصرارًا على الظهور
ربما الأكثر قدرة بين أبناء شعبان عبد الرحيم على لفت الأنظار هما خميس وعصام؛ كما أنهما الأكثر استماتة وبؤسًا في محاولات ركوب الترند. منذ سنوات يحاول الأخوان تقديم نفسيهما كامتداد للوالد، حتى اعتدنا عليهما الظهور باللون نفسه من الملابس التي كان يرتديها الراحل.
خميس طريقته لركوب الترند لم تصل لمستوى الركاكة التي انتهجها الأكبر منه عصام؛ فهو يعتمد على ألحان شعبولا وطريقته في الغناء لتقديم فقرات ترفيهية، ولا يمانع إثارة الجدل بين متابعيه على السوشيال ميديا كل فترة. حيث عرض مؤخرًا فيديو زيارته لمحل ذهب شهير، ليغني في احتفال غير مفهوم داخل المكان بتواجد صاحبة الترند الأقدم بيج ياسمين.
أخيرًا الابن الأكبر لعم شعبان، والذي حاول بكل الطرق إعادة إحياء والده وفرض نفسه على الجمهور. بداية من تعاونه مع عامل النظافة صاحب ترند محل الكشري، وحتى صاحب ترند أنتش وأجري، عصام شعبان عبد الرحيم على استعداد للتعاون مع أي شخص وركوب أي ترند. بالفعل نجح عصام في أن يصبح حديث وسائل التواصل لفترات، وفي كل مرة كان يكرهه المتابعون أكثر من سابقتها ويستمر في تقديم المزيد.
يعتمد عصام على أسلوب الشهرة بالاستفزاز، حيث يقدم محتوى سخيف وغير مفهوم في كثير من الأوقات؛ ليستفز الجمهور الذي لا يقصر في تداول فيديوهاته والسخرية منها. أسلوب سريع للانتشار، متدني لكن فعال. ويستكمل مسلسل الاستفزاز بمجموعة من الفضائح المصطنعة؛ اليوم يتعاون مع عامل النظافة في أغنية، وغدًا شاهد فضيحة خناقة عصام شعبان وعامل النظافة.
استفزاز الجمهور ومحاولة لفت انتباهه برخص سهل، كما أن التعاون مع فلوجرز نصف مشهورين لإثارة جدل أيضًا سهل. لكن احترام الذات أصعب من ركوب الترند بأشواط. وهو أمر لا يجيده أبناء شعبان عبد الرحيم المصرين دائمًا على استنساخ تجربة لن تتكرر.
الكاتب
-
إسراء أبوبكر
صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال