“أبو الأبطال”.. السيد بدير الكوميديان الذي استشهد ولديه فداء للوطن
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
إيمانه بمواهبه المتعددة رسم له طريقًا من النجومية والشهرة، فعلى الرغم من أن السيد بدير لم يكن وسيمًا ولم يأخذ في حياته دور بطولة أبدًا، إلا أنه كان نجمًا متوجًا في قلوب الجمهور، ولم يكتفي بعمله كمخرج وسيناريست فقط، بل أنه أصبح واحدًا من أشهر كوميديانات السينما المصرية في عصره، ولكن كان للحزن من حياته نصيب، فوراء هذا الكوميديان العملاق فقدان وجرح ألم، استحق أن يحصل على لقب “أبو الأبطال” بجدارة بعد أن فقد ولديه فداء للوطن.
السيد بدير
كان “السيد بدير” طالبًا في كلية الطب البيطري ولكنه تركها من أجل الفن، وكانت بدايته من خلال مجال التأليف مع فيلم “تيتاوونج” الذي قدم فيه دورًا أيضًا، ثم توالت أعماله بعد ذلك ما بين إذاعة ومسرح وتليفزيون وسينما، ومن أشهر أعماله “جعلوني مجرمًا”، “ابن حميدو”، “سكر هانم”، “أم رتيبة”.
تزوج “السيد بدير” مرتين الأولى كانت خارج الوسط الفني من ابنة عمه، وأنجب منها 3 أبناء، والثانية كانت من الفنانة “شريفة فاضل” والتي كانت تصغره بحوالي 20 عامًا، وأنجب منها ابنًا وحيدًا فقط.
استشهاد ابنه في حرب أكتوبر
كانت الفاجعة الأولى في نجله “سيد” ابنه من “شريفة”، الذي اُستشهد خلال عمله كطيار حديث التخرج في حرب أكتوبر 1973م، وبعدها غنت له والدته الفنانة “شريفة فاضل” أغنية “أم البطل”، وكانت من أصعب لحظات حياتها هي “السيد بدير”، حيث أصيبت “شريفة” بانفجار في شريان عينيها من شدة تأثرها، كما أُصيب “السيد بدير” بأزمة صحية حادة، وظلت صحته في تدهور حتى وافته المنية في 30 أغسطس عام 1986م.
إقرأ أيضًا…عاطل لمدة 19 شهرًا .. احتراف اليأس
مقتل ابنه عالم الأقمار الصناعية
كان ابنه من زوجته الأولى “سعيد السيد بدير” عالمًا متخصصًا في مجال الاتصال بالأقمار الصناعية والمركبات الفضائية خارج الغلاف الجوي، بعد تخرجه من الكلية الفنية العسكرية، عُين ضابطًا في القوات المسلحة، وبعد وصوله إلى رتبة عقيد مهندس بالقوات الجوية، طلب إحالته إلى التقاعد، وحصل على درجة الدكتوراه من إنجلترا، وعمل في أبحاث الأقمار الصناعية بأحد الجامعات الألمانية في تخصص نادر على مستوى العالم، ونُشرت أبحاثه المتميزة في جميع دول العالم، وبدء باحثو الجامعة الألمانية في مضايقته، ونتيجة الشعور بالقلق قرر الدكتور “سعيد بدير” أن تعود زوجته وأبنائه إلى مصر، على أن يعود هو بعد استكمال فترة تعاقده، وبعد ذلك لجأ العالم العبقري إلى مصر في محاولة لتلافي محاولات لاغتياله، وذهب لأحد أشقائه في مدينة الإسكندرية لاستكمال أبحاثه، وفي يوم 14 يوليو عام 1989م، عُثر عليه جثه هامدة أمام منزله، وأكدت زوجته أن إحدى الجهات المخابراتية وراء اغتيال زوجها، خاصةً بعد أن توصل إلى نتائج متقدمة جعلته يحتل المرتبة الثالثة على مستوى 13 عالماً فقط، وكان آخر بحث له عن كيفية تسخير قمر صناعي معادى لمصلحة مصر، ولم يشهد والده “السيد بدير” تلك الواقعة لأنه توفى قبلها بعامين بعد فاجعة أخيه هكذا كانت المأساة في حياة “أبو الأبطال” الذي قدم فلذتي كبده شهداء فداء للوطن.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال