“أبو العز الجزري”.. الأب الروحي للروبوتات الذي أشعل فتيل الذكاء الاصطناعي من الماء
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
في صفحات التاريخ، هناك أسماء عظيمة لشخصيات عربية غيرت العالم، اعمالهم واختراعاتهم حفرت اسمائهم بحروف من ذهب، ومهدوا الطريق لمن بعدهم ليتطوروا، ونصل لما نحن فيه اليوم، وقد كان “أبو العز إسماعيل بن الرزاز الجزري”، الذي كان معروفًا باسم كبير المهندسين، واحد من أهم العلماء الذين غيروا الكون باختراعاتهم، ويعد هو اللبنة الأولى في عالم الذكاء الاصطناعي، حيث ساهم باختراعاته في عالم الميكانيكا والهندسة، بتمهيد الطريق للثورة التي وصلنا لها هذه الأيام.
- “أبو العز إسماعيل بن الرزاز الجزري”
ولد أبو العز بن الرزاز، في الجزيرة الواقعة بين نهري دجلة والفرات، لذا اشتهر باسم الجزري، وعاش معظم حياته في ديار بكر (تركيا حاليًا)، وكان أبو العز طفلًا ذكيًا منذ نعومة أظافره، تفوق في كافة المجالات التي درسها، وحفظ القرآن في سن صغيرة، واهتم بدراسة الميكانيكا والهندسة، وتفوق فيهما لدرجة أنه صار واحد من أهم المهندسين والمخترعين في العالم بأجمعه.
- أهم اختراعات أبو العز الجزري
وضع أبو العز الجزري باختراعاته المختلفة، أول نواة للتكنولوجيا الذكية التي نعيش عليها حاليًا، حيث كانت اختراعاته هي أحد أسس النهضة العلمية في الحضارة العربية الإسلامية، وانتقلت فيما بعد إلى أوروبا، ومن أهم الاختراعات التي قدمها لنا أبو العز الجزري: (آلات رفع الماء، الساعات المائية ذات التنبيه الذاتي، أنظمة التحكم الذاتي، روبوت منتصب ذو تنبيه ذاتي يساعد السلاطين أثناء الوضوء، وغيرها العديد من الأمور العظيمة).
اقرأ أيضًا
العالمة مريم الإسطرلابي رائدة علم الفلك واختراعها الذي لولا ما عرف البشر الأقمار الصناعية
والعجيب في اختراعات ابو العز الجزري، أنه كان يعتمد على الماء في كل شيء، كان يأخذ أفكاره وطاقته من الماء، وقد حصل على لقب الأب الروحي للروبوتات بسبب صنعه لروبوت الوضوء، كما أنه اول من اخترع التروس القطعية التي ظهرت في أوروبا لأول مرة، وظلت لسنوات طويلة يعتقد الجميع أن العلماء الغرب هم من اخترعوها، حتى اعترف العالم الكبير “لين وايت”، أن التروس القطعية ظهرت لأول مرة في كتب الجزري، وأن الفكرة سُرقت منه.
كما أن الجزري لم يتوقف عند هذا الحد في اختراعاته، بل كان يعمل على تطوير اختراعات العلماء السابقين له.
- كتاب “الجامع بين العلم والعمل النافع في صناعة الحيل”
واحد من أهم مؤلفاته، بل واحد من أهم الكتب في تاريخ البشرية، جمع أبو العز فيه بين النظريات العلمية، والشرح البسيط، والتطبيق العملي بالرسم التفصيلي، وكُتب ذلك الكتاب بتكليف من أحد سلاطين بني ارتق بديار بكر، وذلك في عهد الخليفة العباسي “ناصر دين الله العباس أحمد“، وخرج ذلك التحفة العلمية كنتيجة لعمل دام خمسة وعشرون عام من البحث والدراسة والجهد والعمل الشاق، وقد تم تصنيف الكتاب كواحد من أعظم الكتب في القرون الوسطى، وقد تم ترجمته للعددي من اللغات، ويتواجد حاليًا نسخ عديدة منه في المتاحف العلمية بمدن اسطنبول، بوسطن، فرنسا، ويوجد أيضًا نسخة منه في مكتبة أكسفورد.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال