“بين المدبلج والأصلي” حكاية المشاهد المحذوفة من أبوكاليبس الحرب العالمية الثانية
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
بقيت سلسلة أفلام أبوكاليبس الحرب العالمية الثانية هي أفضل وثائقيات العالم حول المواجهة العالمية من عام 1939 وحتى سقوط الحكم النازي وانتحار هتلر.
اقرأ أيضًا
كره الصوفية.. لماذا استعان هتلر بالتنجيم في الحروب؟
أنتجت قناة فرنسا 2 السلسلة الوثائقية المكونة من 6 أجزاء إخراج دانيال كوستال وإيزابيل كلارك، وعُرِض الجزء الأول من أفلام أبوكاليبس الحرب العالمية الثانية في عام 2009 ثم قامت قناة ناشونال جيوغرافيك أبو ظبي بدبلجة السلسلة بصوت الإذاعي السوري محمد السعيد.
ما هي المشاهد المحذوفة ولماذا ؟
بين النسخة الأصلية لسلسلة أبوكاليبس الحرب العالمية الثانية والنسخة المدبلجة هناك عدد من المشاهد المحذوفة وهي الأجزاء المتعلقة بعمليات الإبادة الجماعية لليهود في ألمانيا والاتحاد السوفيتي وهي التي يسوق لها اليهود بأنها الهولوكست.
هناك أسباب متعددة جعلت مشاهد إبادة اليهود غير موجودة في سلسلة أبو كاليس الحرب العالمية الثانية وهي متعلقة بالأيدولوجية العربية ورؤية الهولوكست على حقيقتها، فالجميع يؤكد على قتل اليهود لكن ليس بالمبالغة التي تعتمدها المراجع الأوروبية ولعل ما يعزز هذه الرؤية التضخيم الإعلامي لمعسكرات الاعتقال بالإضافة إلى تزوير الوثائق، فكثير من الصور التي عرضت على العالم وفي محاكم نورمبرغ هي في الحقيقة صور مأخوذة من الأرشيف الألماني نفسه حيث أن الألمان حاولوا أن يظهروا مدى تفشي المجاعة ومرض التيفوئيد في ألمانيا وخاصة في سنوات الحرب الأخيرة، وأن أهم الصور الذي قدمت في محاكم نورمبرغ على أنها إبادة جماعية لليهود هي في الواقع صور من القصف المثير للجدل الذي قامت به الطائرات الحربية لدول الحلفاء لمدينة دريسدن الألمانية بين 13 فبراير و15 فبراير 1945 الذي يعتبر حتى اليوم من أكثر حوادث الحرب العالمية الثانية إثارة للجدل حيث تم إلقاء 9 آلاف طن من القنابل على تلك المدينة وتم تدمير 24،866 منزلا من أصل 28410 منزلا وتم تدمير 72 مدرسة و22 مستشفى و18 كنيسة و5 مسارح و50 مصرفا و61 فندقا و31 مركزا تجاريا، ويعتقد أن 40 ألف مدني لقوا حتفهم في ذلك القصف.
اقرأ أيضًا
كان صوفيًا ومتدينًا..شهود عيان يروون حكاية طبيب نازي مجرم عاش متخفيًا في القاهرة
شيء آخر يتعلق بأيدولوجية إنكار الهولوكست وهو اتسام التاريخ بنظرية المؤامرة والتضخيم الإعلامي لحوادث الهولوكوست شارك بها الاتحاد السوفيتي من طرف حيث بث هذه الإشاعات لبسط هيمنته على أوروبا باعتباره البديل الأفضل لألمانيا ولكي يصرف النظر عن سوء معاملته للسجناء في معتقلات الجولاج السوفيتية وشارك في عملية التضخيم الإعلامي كافة الدول الغربية المنتصرة في الحرب العالمية الثانية والذين لم يتقبلوا الفكرة الألمانية باتخاذ مدغشقر وطنا لليهود وإنما فضلوا فكرة إقامة دولة إسرائيل في فلسطين كوطن ليهود العالم.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال