“أتوبيس القراء” حكاية مونولوج سخر من مشايخ مصر .. وأصبح قضية رأي عام
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
في عام 2009 ، إن كنت راكبًا لإحدى أتوبيسات النقل العام ، سوف تسمع مونولج اشتهر وقتها، كان السائقون يعتبروه نوعًا من التسلية والضحك داخل الأتوبيس ، وهو مونولوج “أتوبيس القراء ”
شخصًا مجهولًا أغضب الرأي العام وعلى رأسه جماعة المقرئين، وأبرزهم الشيخ الطبلاوي ، حيث صنع كليب مدته دقيقتين يقوم فيه بتقليد المقرئين وبالتحديد الشيخ الطبلاوي والشيخ عبد الباسط عبد الصمد ، والشيخ محمد رفعت ، والشيخ محمد صديق المنشاوي ،والشيخ مصطفى اسماعيل” .. لم يقلدهم في تلاوة القرآن ، بل يقلد طريقتهم في تلاوة القرآن من خلال مواقف ساخرة، المواقف تكون داخل أتوبيس ، لذلك أطلق على المونولج “أتوبيس القراء” يقوم الشيخ عبد الباسط عبد الصمد فيه بدور الكمساري ، والشيخ محمود خليل الحصري بدور السائق ، وباقي القراء في دور الركاب ، ويدور بينهم حوار كوميدي عن سعر التذكرة والنزول في المحطات ، الحوار يدور بينهم بأصول التجويد والجمل اللحنية في أصواتهم كما يقرأون القرآن بالضبط !
حاولت الجهات المعنية وقتها التوصل إلى هذا الشخص ولم تفلح المحاولات ، لكن الذي أجمع عليه المحللون هو مدة دهشتهم من الموهبة الكبيرة الذي يمتلكها هذا الشخص المجهول ولكنه يهدرها فيما لا قيمة فيه .. على جانب آخر كان المقرئون الذين عاصروا الموقف وأبناء المقرءون المتوفون في حالة غضب كبيرة خوفًا على ضياع وقار المهنة واحترامها بين الناس ، وهو ما عبّر عنه بعضهم عبر تصريحات صحافية
كليب الأزمة
غضبة الطبلاوي
قال الشيخ الطبلاوي : لقد حكى لي شخص ما عن هذا التسجيل الصوتي “أتوبيس المقرئين” الذي لا يليق حيث يسخر من المقرئين وبأهل القرآن ، والإنسان الذي قام بذلك غير مؤدب أو متربي لأنه إذا كان يقلّد المقرئين في طريقة تلاوة القرآن فلا بأس به، إنما يقلّدهم في كلام فارغ بنفس طريقة تلاوة كتاب الله ، وقد يقول لي أحدهم أنه فعل ذلك بغرض المحبة لنا ، وأرد عليه بأن المحبة لا تأتي عن طريق الاستهزاء بنا .. وقد ضبطنا اثنين من المصريين في إيران يقومان بقراءة الآيات بنفس طريقة الشيوخ المصريين لكنهم يجزئان الآية إلى اثنين ، تقال الأولى بصوت قارئ والنصف الآخر يكمله قارئ آخر ، وقمنا بالتحقيق معهم من خلال نقابة المقرئين ، فما بالك بشخص يضع الشيخ عبد الباسط كمساري ، والشيخ الحصري سائقًا للأتوبيس
وأقول لهذا الشخص الذي يسئ لنا جميعًا : اتق الله وتعلم الأدب والاحترام، فقد قال الله تعالى : “لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم” ، وسوف نلاحق هذا الشخص قضائيًا وأمنيًا عبر نقابة القراء إن شاء الله .
وقال الشيخ أبو العنين شعيشع، نقيب القراء وقتها :
الهزار بهذا الشكل السخيف سواء مع المقرئين أو في طريقة تلاوتهم للقرآن الكريم لا يصح مطلقًا ، لأنهم أهل الله وصفوته ، فكيف يتسنى لشخص أيًا كان يقوم بهذا الأمر الوقح، وأّكر أن هناك شخصًا ما زمان كان يقلد المشايخ في طريقة تلاوتهم للقرآن الكريم ويوقل كلام فارغ من تأليفه على لسانهم كهذا الشخص ، السفهاء موجودون في مختلف الأزمنة .
غضبة سعاد صالح :
غضبت الدكتورة سعاد صالح من المونولوج غضبًا شديدًا وقالت : هل هؤلاء أيضًا تحولوا مادة للسخرية؟ ! .. هل يتحول رموز قراءة القرآن الكريم في العالم كله إلى سخرية أمام تلاميذهم ! .. هذا الشخص المجهول يجهل أبعاد فعلته التي يظن أنها ستضحك الناس فقط، لكن الأبعاد ستصل إلى الحط من قدر فقراء القرآن ، ووقار الأمة ، والأساتذة المؤسسون لعلم القرآن في العالم الإسلامي .
واجتمع مجلس إدارة نقابة القراء ، وشكّل لجنة مكونة من الشيخ الطبلاوي رئيسًا ومشرفًا لها ، والشيخ حلمي الجمل ، والشيخ محمد عبد الموجود، والشيخ أحمد أبو المعاطي لتبيان حقيقة الكليب الصوتي المسئ، للوصول لصاحبه وتقديمه للمحاكمة بتهمة الاستهزاء بقراء مصر وإهانة القرآن الكريم … وانتهى الأمر بعدم العثور على هذا المجهول .. حتى الآن !
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال