همتك نعدل الكفة
132   مشاهدة  

أحلام الكورال القاتلة!

كورال
  • - شاعر وكاتب ولغوي - أصدر ثلاثة عشر كتابا إبداعيا - حصد جائزة شعر العامية من اتحاد الكتاب المصريين في ٢٠١٥ - كرمته وزارة الثقافة في مؤتمر أدباء مصر ٢٠١٦ - له أكثر من ٥٠٠ مقالة منشورة بصحف ومواقع معتبرة

    كاتب نجم جديد



أخبرني شاعر غنائي، أحترم مشاويره الممتازة الفارقة، أن الكورال كادوا أن يضيعوا أحلامه بأحلامهم القاتلة في وقت من الأوقات (الذين خلف المغني، ويرددون ما يقوله).. بدا كلامه غامضا هكذا، إلى أن فسره قائلا: كنت أحلم أن يغني فلان كلماتي لأنه عريض الشهرة ومتميز فعلا، ولأنني كنت أعرف فردا من أفراد الكورال المصاحبين له باستمرار؛ فقد عالنت هذا الذي أعرفه برغبتي في الأمر، فطلب سماع الكلمات، أعجبته للغاية إذ سمعها مني مرة واثنتين، وطلب أن أطبعها وأعطيها له ليعرضها على المغني، معززة بإعجابه، ثم يبلغني بالنتيجة..

مرت شهور، وأنا أعمل جادا مع آخرين، ولم أتلق جوابا، كنت أشعر بتهرب معرفتي الكورالي مني فأشعر بالقلق، لا سيما وأنا أعلم أنه يجهز مشروعه للغناء الفردي، وحين لقيته صدفة أنبأني بانتظار خير، وأنه انشغل وحسب، وأن المغني سمع كلماتي بالفعل، وراقته، والأغلب أنه سينفذها في يوم من الأيام، غير أن المسائل مرتبة ترتيبا صارما طبعا!

غاب الرجل ثانية غيبة أطول من الأولى؛ فيقنت أنه يمارس معي عبثا ما، وجريت إلى المصنفات لتصنيف الأغنية مخافة فقدها إلى الأبد.. حين لقيته في صدفة جديدة تكلم كلاما عجيبا بعد أن بدت رؤيتي مربكة له: سامحني؛ كذبت في لقائنا الفائت، لم أره الكلمات، ولم أنو ذلك حتى، أجلتها لنفسي متى أصنع حالتي الغنائية الخاصة، ليس صاحبنا بأحسن مني، كنت سأعلمك بالأمر حينها، وقد أوشكت، ونحصد نجاحنا معا..

سكت الشاعر العزيز فجأة، بدا مهموما بشكل أو بآخر، ثم استأنف كلامه سائلا: لماذا فعل ذلك الكورالي ما فعله بظنك يا صديقي؟!

قلت له فورا، فقد مررت بأحوال شبيهة في فترة من فتراتي، وإن لم أكن مركزا على مسألة الأغاني كتركيزه هو، فهي فنه الوحيد ورزقه، قلت موجوعا: لأن جماعة الكورال تحلم لنفسها بالاستقلال غالبا، خصوصا الفرد الذي يملك صوتا جميلا فيها، لديه رأيه في المغني الذي يردد وراءه الغناء، رأيه الذي لن يسر المغني أن يسمعه، وربما لديه تحفظاته الخاصة عليه، تحفظاته الكفيلة بإنهاء عمله لو وصل شيء منها إلى سيده الصادح أمامه!

سأل: تعني أن الموضوع نفسي؟

أجبت: هو ذاك، لكنني لا أعمم، لأن الظن بجوقة المغني هو إخلاصها له وحرصها على استمراره، بل تألقه، ولكن زميلك المخادع الذي مررت به موجود بينها طبعا، وحلمه لنفسه غلبه مهما أظهر حبه ووفاءه للمغني الذي يأوي إليه..

أردفت: الجمهور نفسه لا يرى سوى الذي في الصدارة، ولا يراقب من خلفه، ولو راقبهم، ثاقبا، لاكتنه ما لا يقال، والأدهى أن المغني نفسه طالما يغفل عن مشاعر داعمي صوته والعاملين معه؛ فالنجم مشغول بنجوميته لا دواخل الآخرين وتصرفاتهم، ما لم تجرحه صراحة أو ينبهه أحدهم إلى تهديدها له أو خطرها عليه..

بدا الصديق الشاعر حائرا، وهو يفكر في كلامي، لكنه بدا مستريحا إلى وجهة نظري في اللحظة نفسها، لعله لم يقابل إلا تلك الأمثولة السلبية في طريقه مع الأغنية، بالرغم من احترافيته، أو لم ينتبه سوى إليها، لكنني عاينتها مرارا..

إقرأ أيضا
بطن الحوت

إذا كان الغرباء الذين لا يعرفون النجم معرفة قريبة، كثيرا ما يحسدون مجده وعزه، ويحلمون بنوال مكانته؛ فكيف بالقريبين ممن يرون نعيمه رأي العين؟، وبالأساس قد يكونون يملكون ما يجعلهم أصحاب هذا النعيم، لولا سوء حظوظهم وحسن حظوظ صاحبهم!

أخيرا أؤكد عدم التعميم، فالظلم ظلمات، والأحكام المطلقة خاطئة، بمدى مساحات الموضوعات ومسافاتها، والظنون الطيبة أقوم!

الكاتب

  • الكورال عبد الرحيم طايع

    - شاعر وكاتب ولغوي - أصدر ثلاثة عشر كتابا إبداعيا - حصد جائزة شعر العامية من اتحاد الكتاب المصريين في ٢٠١٥ - كرمته وزارة الثقافة في مؤتمر أدباء مصر ٢٠١٦ - له أكثر من ٥٠٠ مقالة منشورة بصحف ومواقع معتبرة

    كاتب نجم جديد






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان