أحمد السفطي ..شيخ الأزهر الصائم
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
الشيخ أحمد السفطي الإمام الثامن عشر للأزهر الشريف، المعروف بالورع، والعفة وغزارة المعرفة والعلوم، الشيخ الذي تولى الإمامة 9 سنوات ولم نعرف عنه الكثير غير متفرقات في كتب الأخبار والتاريخ .
مولده ونشأته
ولد الشيخ أحمد بن عبد الجواد السفطي، وشهرته” أحمد الصائم “في قرية سفط العرفاء التابعة لمركز الفشن ببني سويف عام 1236 هـ، حفظ القرآن الكريم بكتاب القرية ، ثم شدّ الرحال إلى القاهرة ليستكمل مسيرته العلمية في الجامع الأزهر .
التحق الشيخ” الصائم “بالأزهر الشريف ودرس العلوم النقلية من صرف ونحو وبلاغة وفلسفة وعلم كلام على يد كبار مشايخه وفي مقدمتهم الشيخ محمد بن محمد السنياوي المالكي والمعروف بالأمير الكبير، كما تتلمذ على يد الشيخ الشنواني والشيخ الدمهوجي وغيرهم .
ظهر نبوغ الشيخ مبكرًا حتى اشتغل بالتدريس، وأصبح له حلقات علم خاصة، حتى وقع الاختيار عليه لتوليه مشيخة للأزهر عام 1254هـ/1838م، وظل إماما للأزهر تسع سنوات، ورغم طول المدة التي تولى فيها الشيخ المشيخة إلا أن كتب التاريخ والأخبار لم تذكر شيء مفصل عن حياته أو مواقفة الشخصية أو الفكرية ، فقط ما ذكرته كتب الأخبار مؤلفات الشيخ، ويعلل ذلك بعدم حيه في الظهور أو تسليط الضوء على حياته .
منزلته
بلغ الشيخ “السقطي ” مبلغًا ومنزلا كبيرًا في الفقه الشافعي، لم يبلغها أحدٌ من معاصريه، ولم يختاره العلماء للمشيخة من أجل هذه الميزة فقط، وإنما اختاروه لمزايا أخرى متعددة، فذكرت الأخبار الواردة أن الشيخ إذا جن الليل خلا إلى ربه يناجيه ويشكره، وفي الصباح يصوم، متعبدا بالليل صائما بالنهار، ومع ذلك يؤدي مهام منصبه بكفاءة عالية، خلاف المصنفات الكبيرة والموسوعات التي تركها.
تلاميذه
تتلمذ على يد الشيخ أحمد السفطي الكثير من طلاب العلم، ومن بينهم الشيخ الباجوري والعروسي ـ الحفيدـ والعباسي المهدي، وهؤلاء جميعا قد تقلدوا مشيخة الأزهر، وما ألفوه ينسب فيه الفضل له.
مؤلفاته
مع أن كتب الأخبار لم تذكر حياة الشيخ إلا أنها ذكرت جزءً من مؤلفاته وأغفلت الكثير منها ومن بين مصنفاته:
1ـ إجازة منه للشيخ أحمد بن محمد الجرجاوي والشهير بالمعرف وكان موجودا سنة 1267هـ أجازه بها بجميع ما تجوز لها روايته مما تلقاه عن أساتذته ومنهم الشيخ محمد بن أحمد الأمير الكبير بما في ثبته أولها بعد البسملة “نحمدك اللهم بمحامد لا انقطاع لإسنادها ونشكرك على النعم يؤذن الحمد بازديادها” وتوجد منه نسخة خطية بخط الشيخ الإمام بتاريخ 5 ربيع الآخر 1254 رقم 512 مصطلح الحديث دار الكتب المصرية.
2ـ إجازة أخرى من الشيخ الإمام السفطي أجاز بها الشيخ حسنين أحمد الملط الحنفي أولها بعد البسملة “نحمدك على نعم لا انقطاع لإسنادها، ونصلي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هادي الأمة” وآخرها “قد أجزت ولدنا المذكور بما يجوز لي وعني روايته، وما تلقيته من المشايخ بشرط المراجعة وسؤال أهل العلم ولا يقدم على شيء يعلم حكم الدين، وتوجد منه نسخة بخط المؤلف الإمام كتبها في 18 محرم سنة 1262 هـ، والشرط الذي اشترطه الإمام في هذه الإجازة يدل على ورعه وتقواه وأمانته، وهذان المصنفان يعبران عما كان للرجل من شأن في دنيا العلوم والفنون من جهة، وما كان له من تفوق زملائه وعلماء عصره من مذهب الشافعية من جهة أخرى.
وفاته
توفي الشيخ أحمد السفطي سنة 1263هـ -1847م، ودفن في قرافة المجاورين في جنازة تليق بقدره وعلمه سار خلفها الخاصة والعامة.
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال